أصبح لوتس باخمان، أحد مؤسسي حركة بيغيدا المناهضة للإسلام، حديث الشبكات الاجتماعية في ألمانيا؛ بسبب تغريدة غريبة نشرها بعد وقوع هجوم الشاحنة المميت في برلين بقرابة ساعتين عن جنسية القاتل.
وكانت شاحنة قد صدمت عمداً، وفقاً للسلطات، رواد سوق لعيد الميلاد قرابة الساعة الثامنة من مساء الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، ما أسفر عن مقتل 12 على الأقل، وإصابة أكثر من 40، جِراح قرابة 14 منهم خطيرة.
وكتب باخمان في التغريدة أن معلومات داخلية من قيادة الشرطة في برلين، تفيد بأن المنفذ تونسي مسلم، وأن تولي الادعاء العام الاتحادي القضية يشير إلى صحة ذلك.
Interne Info aus Berliner Polizeiführung:
Täter tunesischer Moslem.
Das der Generalbundesanwalt übernimmt, spricht für die Echtheit.— Lutz Bachmann (@lutzbofficial) December 19, 2016
وكانت الأنظار توجهت في البداية إلى طالب لجوء باكستاني، على أنه المشتبه فيه الرئيسي في الهجوم، وتركزت جميع تصريحات المسؤولين والمحققين حتى بعد ظهر اليوم التالي للهجوم على مدى تورطه، قبل أن يتم إطلاق سراحه مساء ذلك اليوم بعدما لم تصدر بحقه مذكرة اعتقال لعدم كفاية الأدلة.
ولم تتسرب المعلومات إلى وسائل الإعلام المحلية عن المشتبه فيه التونسي أنيس عماري إلا الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول.
وكتب باخمان حينها أن معلوماته التي نشرها بعد ساعة من الهجوم صحت، وباتت الشرطة تبحث عن تونسي الآن، وعندما سألته إحدى المغردات عن مصدره قال: "شرطة برلين".
Da stimmte meine Info von 1h nach dem Anschlag wohl doch?
Polizei sucht nun doch Tunesier… https://t.co/U32QBnTME9— Lutz Bachmann (@lutzbofficial) December 21, 2016
ومساء الأربعاء 21 ديسمبر، أعلن الادعاء العام الاتحادي عن البحث عن عماري علناً وتم وضع 100 ألف يورو مكأفاة لمن يدلي بمعلومات مفيدة تقود للقبض عليه.
الجدل والحيرة اللذان خلقتهما التغريدة، استدعيا تعليقاً من الشرطة الألمانية، فنقلت وسائل إعلام محلية، كصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" عن المتحدث باسم شرطة برلين، فينفرد فينزل، اليوم (الخميس) قوله: "بإمكاني الاستبعاد بنسبة مائة في المائة أن تكون شرطة برلين تملك مسبقاً ليلة الإثنين مؤشرات عن مشتبه فيه تونسي".
وبين أن :" شرطة برلين عثرت بعد ظهر يوم الثلاثاء على مؤشرات في كابينة قيادة الشاحنة عن مشتبه فيه تونسي"، لافتاً إلى أنه ليس هناك المزيد لقوله عن تغريدة باخمان حالياً.
ولم يتراجع باخمان، في البداية، عما قاله في تغريدته أو عمل على حذفها؛ بل على العكس من ذلك، فعندما طلبت مراسلة لصحيفة نيويورك تايمز التواصل معه، كتب أحد المستخدمين أن عليها التواصل مع شرطة برلين، وليس مع هذا الشخص المجرم المنتمي إلى اليمين المتطرف، متسائلاً: كيف حصل وعرف بالأمر؟ فرد باخمان بالإنكليزية: "بسهولة.. (أنت) بحاجة لاتصالات صحيحة، وفاضحي أسرار ملوا من الأكاذيب".
@skate_berlin @rcallimachi @polizeiberlin quiet easy… just need the right connections and a whistleblower that is sick of the lies!
— Lutz Bachmann (@lutzbofficial) December 21, 2016
ثم قال ظهر الخميس 22 ديسمبر/ كانون الأول، مخاطباً الصحافة بتغريدة ساخرة، إنه بالطبع ليس لديه أي مخبرين، وإنما "كرة زجاجية" فقط، داعياً إياها إلى منحه بعض الهدوء.
Liebe Presse, ich gebe es zu, ich hatte natürlich nur meine Glaskugel und keinen Informanten!
Und jetzt bitte Ruhe geben, ok?— Lutz Bachmann (@lutzbofficial) December 22, 2016
وتساءلت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" فيما إذا كان باخمان قد خمن ذلك اعتماداً على حقيقة أن منفذ هجوم الشاحنة في مدينة نيس الفرنسية، الذي أدى إلى مقتل 84 شخصاً، كان من أصول تونسية، ثم شاءت الصدف أن يكون المتهم بهجوم برلين تونسياً، أم أن الشرطة كانت تملك دلائل بالفعل بعد الهجوم بقليل عن عماري، فقام أحدهم بتسريبها لباخمان.
وجاء ما قد يصبح تسريباً محتملاً بعد فترة قصيرة من الكشف عن مساعدة شرطي لأعضاء خلية إرهابية يمينية كانت تشن هجمات على اللاجئين والسياسيين اليساريين في مدينة فرايتال بولاية ساكسونيا.
ويخضع الشرطي، البالغ من العمر 51 عاماً، والذي أوقف من الخدمة، للتحقيقات بشأن تزويد هذه المجموعة الإرهابية بمعلوماتٍ حول الأوقات والأماكن التي تنتشر فيها عناصر الشرطة بالمدينة.