ارتفع عدد ضحايا واقعة الدهس بأحد أسواق أعياد الميلاد في مدينة برلين، وسط ألمانيا، مساء الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2016، إلى 12 قتيلاً و48 جريحاً آخرين.
فيما قال وزير الداخلية الألمانية إن تفاصيل عملية الدهس، التي تمت عبر شاحنة تشير إلى أنها "هجوم"، وقالت الإذاعة الألمانية إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أعلن مسؤوليته عن العملية. وقالت شرطة برلين، عبر حسابها على "تويتر"، إن عدد قتلى واقعة الدهس ارتفع إلى 12، إثر وفاة 3 جرحى في المستشفيات، متأثرين بإصاباتهم.
وأضافت الشرطة، أن عدد الجرحى استقر عند الرقم 48، لافتة إلى أن عدداً كبيراً من الإصابات في "حالة حرجة"؛ ما يرجح ارتفاع عدد الضحايا لاحقاً.
وعن تفاصيل الواقعة، نقلت صحيفة "بيلد" واسعة الانتشار في ألمانيا، عن مصادر بالشرطة والدفاع المدني، أن شاحنة اقتحمت سوق "الكريسماس" المجاور للكنيسة التذكارية في قلب برلين، وقامت بدهس عدد من الأشخاص.
ووفق الصحيفة، التي عنونت عملية الدهس على موقعها الإلكتروني بـ"إرهاب في برلين"، وصل إلى موقع الحادث عدد كبير من سيارات الإسعاف؛ حيث قامت بنقل عشرات الجرحى.
وقال مراسل "الأناضول" في برلين، إن الشرطة أغلقت جميع مداخل ومخارج السوق عقب الحادث، وسط انتشار مكثف لعناصرها في محيطه.
صحيفة "برلينر بوست" الألمانية نقلت بدورها، عن شهود عيان لم تسمهم، أن الشاحنة اتجهت ناحية جمع من الناس دون أي أضواء تحذيرية؛ ما يدل على أن الحادث متعمد، وليس مجرد حادث انحراف عن الطريق.
ونشرت شرطة برلين عبر حسابها على "تويتر" عدة تغريدات، دعت فيها المواطنين للهدوء والبقاء في المنازل، وترك كل الطرق مفتوحة من أجل تسهيل حركة عناصرها.
القاتل لاجئ
وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على السائق، وقتلت شخصاً كان معه في قمرة القيادة، مشيرة في أنباء أولية إلى أن الشخص القتيل هو مساعد السائق، قبل أن تؤكد لاحقاً أنه بولندي الجنسية، وتعرب عن اعتقادها بأنه قد يكون مختطفاً مع الشاحنة.
وحسب الإذاعة الألمانية، تتحدث جهات أمنية عن أن سائق الشاحنة باكستاني وعمره 23 عاماً، وأنه دخل ألمانيا كلاجئ في فبراير/شباط 2016.
وكانت السلطات الألمانية اتخذت مؤخراً عدة قرارات متعلقة بترحيل اللاجئين ولاسيما الأفغان والباكستانيين.
وقالت الشرطة في إحدى تغريداتها على تويتر، إن التحقيقات متواصلة، وجميع الاحتمالات ممكنة بما فيها فرضية العمل الإرهابي، وأعلنت "حالة الإنذار من هجمات إرهابية".
من جانبه، قال وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، إنه لا يريد التخمين كثيراً، لكنه يتحدث عن أن "تفاصيل الحادث تشير إلى هجوم".
فيما قالت الإذاعة الألمانية إن تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن عملية الدهس، لافتة إلى عدم وجود تعليق رسمي ألماني حول إعلان التنظيم تبنيه الهجوم.
في غضون ذلك، قال متحدث باسم الشرطة لـصحيفة "دي فيلت" إنه لا خطر على المواطنين والسائحين في برلين، مضيفاً أن "الوضع آمن".
ولفتت الصحيفة إلى أنه كانت هناك معلومات عن هجوم محتمل على أسواق الكريسماس، قبل الحادث، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وبعد ساعتين من عملية الدهس، خرج العشرات ممن كانوا موجودين في السوق وقت اقتحامه بالشاحنة؛ حيث كانت الشرطة تبقي عليهم في الداخل كإجراء وقائي.
وعلت الصدمة وجوه الخارجين، ومنهم عدد من النساء والأطفال، ورفضوا الحديث عما حدث.
وفي موقع الحادث، قال لاجئ لبناني عشريني يدعى عامر، لمراسل "الأناضول"، إن أحد الألمان تحدَّث بصوت عالٍ في الموقع بكلمات تُحمِّل اللاجئين مسؤولية الحادث، وأنهم سبب كل شيء سيئ في البلاد، إلا أن مجموعة من المارة نجحوا في احتوائه.
وأضاف اللاجئ، أنه إذا تأكدت فرضية العمل الإرهابي سيكون لذلك أثر سلبي على اللاجئين العرب والمسلمين في ألمانيا.
يذكر أن العاصمة الألمانية تشتهر بانتشار أسواق الكريسماس في ميادينها وشوارعها الرئيسية من 21 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 31 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
وتباع في هذه الأسواق، التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار الألمان والسائحين الأجانب، المنتجات المصنوعة يدوياً، والمشروبات والمأكولات المحلية.