هنا يا صديقي كنت أعيش
ألعب بين الشوارع
كان لي مثلك أصدقاء نسهر حتى الصباح
ونجلس فوق سطح ذاك البيت
أراقب خطوات أبي وهو راجع
فأسارع لأرى ما بين يديه
وأمي تنظر إلى عينيه
والشوق لغة يعلنها دفء الأصابع
**
هنا يا صديقي كبرت
وكبرت معي أحلام الطفولة
تغيرت ملامح البيت
لكنه رسم ملامحي الأولى
على أصوله تربيت
وخرجت منه بأوصاف الرجولة
**
هنا يا صديقي رسمت أحلامي
ومن منا في هذا العالم لا يحلم
جلست أفكر كيف سأمضي أيامي
أفتش عن حبيبتي تمر أمامي
أرحل إليها فتأتيني
تعانقني
تضع خوفها خلف الجدار
فأعلن أمامها انهزامي
**
هنا يا صديقي رأيت عمري يُغتصب
أصابع أمي.. خطوات أبي.. عناق حبيبتي
براءة طفلتي الصغيرة
رأيت السماء تنتحب
وسمعت صراخ البيت لم يعد يَحتمل
صار قبراً فوق أهله انتصب
هنا يا صديقي كانت حلب..
**
أنا المقتول وهم عند ربك أحياء
ماتت عروبتنا وصرنا نحن الأشلاء
يا رؤوس الخزي سحقاً لستم زعماء
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.