مليون مدني محاصرون بالموصل.. هكذا يهيمون بحثاً عن الطعام والماء.. فماذا سيكون مصيرهم إذا طالت المعركة ضد داعش؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/19 الساعة 08:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/19 الساعة 08:17 بتوقيت غرينتش

يهيم مئات الآلاف من الأشخاص الباقين في مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق على وجوههم وهم يناضلون للعثور على الطعام ومياه الشرب النقية بعد أن انصاعوا لنصائح الحكومة بالبقاء في منازلهم، بينما تبدو أن حرب تحرير المدينة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ستطول في ظل شكوك من قبل القادة الأميركيين، في قدرة القوات العراقية على مواصلة المعركة.

حينما اندلعت المعركة منذ سبعة أسابيع، خشيت وكالات المساعدات الإنسانية أن يؤدي الخروج الجماعي من المدينة إلى ارتباك الحياة داخل المخيمات المزدحمة بالفعل. وبدلاً من حدوث ذلك، التزمت أغلبية سكان المدينة بنصائح الحكومة بالبقاء بمنازلهم أثناء تقدم قوات الأمن والجيش نحو المدينة، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وينتقل بعض الأهالي من حي إلى آخر في الموصل بحثاً عن الطعام أو للفرار من عمليات القصف في ظل افتقارهم إلى الخدمات الأساسية، حيث انقطعت إمدادات المياه جراء القتال المحتدم ولم تستطع عمليات توزيع المساعدات الأممية والحكومية من الوصول إلى كافة المحتاجين.

وفي غضون ذلك، تتولى قوات الأمن إحكام حصارها تدريجياً على المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرة تنظيم داعش، بما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء جراء نقصه، بينما يمنع عناصر داعش السكان من مغادرة المدينة.

ويسعى العراق إلى الوفاء باحتياجات 3.2 ملايين نازح على مدار السنوات الثلاثة الماضية خلال معركته ضد تنظيم داعش.

وللحد من النزوح من الموصل، أسقطت الحكومة العراقية منشورات من الطائرات تناشد المدنيين بالبقاء في أماكنهم.

وأدى إلقاء ملايين المنشورات التي تدعو السكان للبقاء بمنازلهم إلى ارتفاع معدلات الضحايا بين المدنيين، حيث التزم معظم المدنيين بالإرشادات.

أما هؤلاء الذين فروا -هناك حوالي 900 ألف شخص هُجروا من منازلهم داخل المدينة- واجهوا رحلاتٍ مرعبة وقُتل وجُرح العديد منهم وسط تبادل إطلاق النار، حسب تقرير لصحيفة نيويوركً تايمز الأميركية.

وقالت صباح كريم، إحدى المواطنات في حي شرق الموصل الذي تسيطر عليه الآن الحكومة العراقية، واصفةً الوضع الذي تعيش به حالياً إنَّ "قوات الحكومة العراقية أمرتنا بالبقاء في منازلنا، ولكن منازلنا لا توجد بها كهرباء أو مياه. نحن نعيش وسط الجحيم. ولا نعلم متى سيتم قصفنا، أو متى ستعود داعش لقتلنا".

وحسب تقرير نيويورك تايمز فإن هناك نحو مليون شخص مُحاصرين داخل المدينة، معرضين لنفاد الغذاء ومياه الشرب ويواجهون وحشية مقاتلي تنظيم داعش.

أين الطعام؟


وتواجه وكالات المساعدات الإنسانية صعوبات ومخاطر جمة للوصول إلى سكان المدينة وتشير إلى عدم توافر المساعدات الكافية للوفاء بالاحتياجات، حسب واشنطن بوست

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2016، رافقت قوات مكافحة الإرهاب العراقية شاحنة تحمل مياه معبأة إلى حي الزهور، الذي تمت استعادة السيطرة عليه منذ يومين. وسرعان ما تزاحم الناس حول الشاحنة للحصول على ما يمكنهم الحصول عليه.

وصاحوا "هل هناك أي طعام؟ ليس لدينا طعام".

ونتيجة ذلك النقص الهائل، قرر بعض السكان الرحيل عن الأحياء التي تمت استعادتها مؤخراً والانتقال إلى أحياء أخرى على حدود المدينة تصلها الإمدادات بصورة أفضل.

وتتضمن الإحصاءات الرسمية للنازحين هؤلاء الموجودين بمخيمات اللاجئين فقط –وعددهم 100 ألف– وتذكر الأمم المتحدة أنه لا سبيل للتعرف على أعداد النازحين داخلياً بالمدينة.

ونقلت واشنطن بوست عن جاسم العطية، نائب الوزير العراقي لشؤون الهجرة والنازحين، قوله أن هناك أكثر من 150 ألف نازح بالمدينة، بينما يظل مئات الآلاف من السكان بمنازلهم في حاجة إلى المساعدات.

وقال "هناك بعض المساعدات ولكنها معركة كبرى".

وفي الأحياء الشرقية البعيدة للمدينة، يعيش هيثم مازن، البالغ من العمر 40 عاماً، وزوجته وأبناؤه الثلاثة مع أحد الأقارب في جوجالي، حيث يتم توزيع المياه والطعام بين الحين والآخر، إضافةً إلى توافر بعض المساعدات الطبية.

كان مازن يريد أن تظل أسرته بالمنزل في حي الزهرة بعد أن استعادته قوات الأمن العراقية، ولكن الطعام والوقود اللذين قام بتخزينهما قد نفدا.
وذكر أن المساعدات كانت عشوائية وأنه بينما يحصل البعض من ذوي العلاقات بقوات الأمن على المساعدات التي تكفيهم بل ويبيعون بعضها أيضاً، هناك أسر مثل أسرته لا تحصل على أي مساعدات.

وقال إن السكان يعتمدون على مياه الآبار غير الآمنة وإنهم يتشاجرون حينما تصل إمدادات المياه.

وأضاف "أصبحنا كالشحاذين. وقد طلبت منا الحكومة في البداية أن نظل بمنازلنا ولكنها لم توفر لنا أي مساعدات".

وذكرت ليز غراند، منسقة الأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية في العراق، أن نصف المساعدات المباشرة التي وفرتها الأمم المتحدة منذ بدء عملية الموصل قد تم توزيعها على سكان المدينة.

وقالت "نشعر بالقلق الشديد خشية نفاد الإمدادات. وليس لدينا سوى كميات محدودة من المخزون وإذا ما احتاج أحد بالموصل إلى المساعدات، فلن يكون لدينا ما يكفي".

وتوفر الأمم المتحدة وشركاؤها طرود الغذاء اللازمة لمعيشة الأسر على مدار شهر واحد – ومن المفترض بعد انتهاء تلك الفترة أن تتولى المنظومة الحكومية لتوزيع الغذاء تلك المهمة. وقد ذكرت المسؤولة الأممية "نأمل أن يحدث ذلك، لأن الشهر الأول يوشك على الانتهاء في العديد من المواقع".

تقييد حركة النازحين


يونس صبري، البالغ من العمر 30 عاماً، غادر بصحبة والدته وطفليه حي بكر الذي استعادت قوات الأمن العراقية السيطرة عليه هذا الشهر. وقال إنه لم يكن هناك أي طعام أو مياه أو كهرباء ولا تزال عمليات القصف مستمرة.

وفي البداية، كان يسير على مدار ساعة يومياً إلى جوجالي بحثاً عن الإمدادات كي يعود بها إلى أسرته، ولكنه قرر الانتقال لمنزل صديق كان قد توجه إلى أحد المخيمات حينما أصبحت المنطقة داخل نطاق القتال.

وقال عن الحي الذي كان يقيم به "كان الموقف الإنساني هناك سيئاً للغاية. فحتى الأساسيات والضروريات لم تكن متوفرة".

وعلى غرار آخرين، كان يشعر بالقلق من المخيمات، لأنه بمجرد وصول السكان إلى هناك، لا يتم السماح لهم بالرحيل، حتى في حالة استعادة سيطرة القوات الحكومية على الأحياء التي يقطنونها، وفقاً لتقرير واشنطن بوست.

وقال "ليس أمام أهالي الموصل سوى خيارين. إما البقاء بالمدينة والموت جراء التفجيرات أو الجوع أو التوجه إلى المخيمات – أي إلى السجن. وفي أي حال، إنه الموت البطيء".

وبرر الوزير العطية تقييد حركة هؤلاء المقيمين بالمخيمات بأسباب أمنية.

وقد أدى قرار الحكومة العراقية بمحاولة إبقاء السكان بمنازلهم إلى إبطاء وتيرة المعركة والحد من استخدام المدفعية الثقيلة والضربات الجوية.
ويحث القادة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على السماح لهم بنقل الأسر إلى خارج الأحياء السكنية بصفة مؤقتة لتعجيل وتيرة القتال، إلا أن ذلك الأمر قد يزيد من حدة الموقف الإنساني.

وذكر العطية أنه يتوقع أن تتفاقم خطورة الموقف. فقد استعادت قوات الأمن السيطرة على الأحياء الواقعة شرقي نهر دجلة، الذي يقسم المدينة إلى قسمين، ولكنها لم تدخل إلى المناطق الواقعة على الجانب الآخر من النهر بعد.

وقال العطية إن الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش يعد "مأساوياً". "لا توجد مياه أو كهرباء وقد رحل الكثير من الأطباء".

الفرار من داعش إلى داعش


وبدلاً من التوجه إلى المخيمات، فر البعض إلى الموصل الغربية (التي مازال عناصر داعش موجودين بها). وقال المسؤول العراقي إنه حينما يبدأ القتال هناك، فلن يكون أمامهم أي ملاذ آخر، حسب ما نقلته عنه صحيفة واشنطن بوست.

مأساة المدنيين قد تكون مرشحة للتصاعد نظراً لأنه بعد مرور شهرين على انطلاق، معركة استعادة المدينة من (داعش) والتي تحولت إلى حرب طاحنة مُنهكة. لم تشهد الجبهات الأمامية أي تقدم ملحوظ على مدار الأسابيع الماضية، حسب نيويورك تايمز.

وأصبحت أعداد القتلى بين صفوف قوات الأمن العراقي مرتفعة للغاية للدرجة التي جعلت القادة الأميركيين، الذين يقودون الحملة الجوية الأميركية، يشككون في قدرة القوات العراقية على مواصلة المعركة.

كما يُقتل ويُصاب المدنيون على أيدي قناصة تنظيم داعش والتفجيرات الانتحارية المتزايدة، حسب تقرير نيويورك تايمز.

كلاب مسعورة


وقال أبو نور، متحدثاً من منزله في غرب مدينة الموصل، عبر الهاتف لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "بات أعضاء تنظيم داعش كالكلاب المسعورة، ويمتلك كل عضو سلطة تنفيذ إعدامات فورية. نحن نعيش في خوف وقلق لا ينقطع".

ورأت الصحيفة أنه مع استمرار المعركة، يبدو أن الموصل ستكون على رأس قضايا الأمن القومي التي يواجهها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عندما يتولى منصبه بشكل رسمي في شهر يناير/كانون الثاني 2016.

ويقول مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى وكبار القادة العسكريين في الشرق الأوسط إن المعركة العنيفة لاستعادة الموصل تنجح ببطء، لكنها في الواقع أصعب من المتوقع. ويتوقع هؤلاء المسؤولين استمرار معركة الموصل من شهرين إلى أربعة أشهر قبل التمكن من طرد تنظيم داعش من ثاني أكبر المدن العراقية، وفقاً لما جاء بالتقرير.

وأشار بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش، في بيانٍ موجز للبيت الأبيض، إلى أن المعارك السابقة ضد التنظيم الإرهابي في مدنٍ عراقية مثل الفلوجة، والرمادي، وفي مدينة عين العرب (كوباني) بسوريا استغرقت عدة شهور، وقال إنَّ تنظيم داعش سيستنزف كل إمداداته من ذخيرة وقوات في نهاية المطاف.

وأضاف ماكغورك بقوله: "في نهاية المطاف، يصلون دائماً إلى نقطة الذروة، التي لا يتمكنون عندها من تجديد الإمدادات، وتنفد منهم أعداد المُفجرين الانتحاريين. في الموصل، لا نعلم متى ستأتي هذه اللحظة. ربما تكون قريبة للغاية، وربما تكون بعد أشهرٍ من الآن. لكن في كل الأحوال، سنظل محافظين على زخم قواتنا والضغط المستمر على العدو في الموصل".

قال الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القوات الأميركية في العراق وسوريا، لمراسلي البنتاغون نحن نحرز تقدُماً في الحرب. لا يحدث التقدم بالوتيرة السريعة التي أتمناها كجندي أميركي، لكننا نتقدم، وتحرز القوات العراقية تقدُماً كل يوم"، لكنه لم يوضح كيف سيتم تحرير الموصل قريباً؟.

وأضاف تاونسند إنَّ العراقيين منخرطون في مناقشاتٍ حول "كيفية شحذ زخم جديد" في هجومهم على الموصل. وتابع بقوله: "سنترك مجريات الحرب تسير بالوتيرة التي تتحملها القوات العراقية. فهم من يحاربون ويموتون"، حسب تعبيره.

داعش يصنع أسلحته


وتتطور معركة الموصل بشكل مغاير لما حدث في بقية المدن العراقية. فبينما تتقدم القوات العراقية بالمدينة، أصيب الجنود والباحثون بالذهول عندما اكتشفوا مباني لتنظيم داعش مخصصة لتصنيع القنابل، ما يرجح مرور وقت طويل قبل نفاد أسلحة التنظيم، حسب نيويورك تايمز.

ووفقاً لتقريرٍ صدر حديثاً عن مؤسسة أبحاث التسلح في الصراعات، وهي مؤسسة بريطانية أرسلت فريقاً من الباحثين إلى شرق الموصل، فإن تنظيم داعش يصنع صواريخ وقذائف هاون "على نطاق واسع" داخل الموصل.

وتقول المؤسسة إن تنظيم داعش أنتج عشرات الآلاف من الأسلحة، ويحصل على الإمدادات اللازمة للتصنيع عبر تركيا.

وفي عام 2015، بدأت إسطنبول في تشديد الرقابة على حدودها الأمنية، وتضييق الخناق على شبكات التهريب التابعة للتنظيم بعدما تلقت نقداً من حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، التي قالت عن تركيا إنّها تغض الطرف عن ممارسات التنظيم الإرهابي.

وأضافت المؤسسة بقولها: "نتائج الدراسة تشير إلى وجود سلسلة إمدادات قوية قادمة من تركيا إلى الموصل عبر سوريا "، ما يرجح أن الجهود التركية لتأمين حدودها لم تكن كافية لقطع الإمدادات عن تنظيم داعش.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد رد على هذه الاتهامات بالتأكيد أن بلاده قد شنت أكثر الحروب فعالية ضد داعش، في إشارة إلى عملية درع الفرات، على عكس الدعاية التي يحاول البعض ترويجها.

معركة ليس لها مثيل


"لم أر مثيلاً لمعركة الموصل" هكذا قال شاكر محمود، الجندي في قوات مكافحة الإرهاب العراقية، الذي حارب في معارك بمدن الرمادي، والفلوجة، وتكريت.

وقال محمود: "لديهم العديد من القناصة المختبئين في البيوت بين المدنيين، وتنتشر العديد من السيارات المفخخة في الشوارع. إن خسارتنا في هذه المعركة لا تقارن بأية خَسارة لنا في المعارك الأخرى".

وقال جندي آخر مخضرم، يُدعَى إبراهيم علي: "لقد رأيت أشياء في الموصل لن أنساها ما حييت. لقد شاهدت عائلاتٍ بأكملها تُقتل بسبب سيارات تنظيم داعش المُتفجرة، وفقدت العديد من أصدقائي في الموصل".

لا تصدر الحكومة العراقية بيانات عن عدد قتلى القوات العراقية. لكن من خلال حديث مراسلي نيوريوك تايمز مع الضباط، يبدو أن أعداد القتلى كبيرة على نحوٍ مقلق.

في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2016، أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل نحو 1959 جندياً عراقياً خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2016، لكن بعد احتجاج الجيش العراقي على هذه التصريحات، أصدرت الأمم المتحدة بياناً جديداً تقول فيه إنَّ أرقام القتلى "لم يتم التحقق منها" وأنها ستمتنع عن إصدار أية إحصاءات عن وضع الجيش العراقي.

المدنيون والقصف الجوي


ووفقاً للنيوريوك تايمز فقد شكَّل بقاء المدنيين داخل المدينة عائقاً في المعركة، إذ بات الجنود العراقيون يتقدمون ببطءٍ في محاولةٍ لحمايتهم، فضلاً عن الحد من استخدام القصف الجوي أو المدفعية.

وسعى قادة سلاح الجو الأميركي إلى تعديل عمليات القصف الجوي لمواجهة تغيّر الخطط الحربية لتنظيم داعش، عبر قصف شوارع الموصل بالقنابل لإعاقة مُفجري السيارات أو إبطائهم على الأقل، وتكثيف الهجوم على المصانع التي تنتج قنابل السيارات في الموصل وحولها. دمرت طائرات قوات التحالف نحو 140 سيارة متفجرة ومصنعاً لإنتاج المتفجرات منذ بدء الهجوم على الموصل، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وحسب الأمم المتحدة، في الأسبوع الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2016، أُصِيبَ حوالي 700 شخص من المدنيين، كانت الإصابات نتيجة لأعيرة نارية، وانفجارات الألغام، والصواريخ. هذا الرقم يزيد بحوالي 30% عن الأسبوع الأول.

وينتهي الحال بمعظم مصابي الموصل في غرفة الطوارئ بمستشفيات أربيل، عاصمة إقليم كردستان.

في أحد الأيام الأخيرة، كان صالح حَسُّون، أحد مواطني الموصل، يجلس في مستشفى في أربيل، يبعد ساعةً بالسيارة من الموصل، بجانب حفيدته التي تبلغ من العمر عاماً واحداً، والتي أُصِيبَت في انفجار لغم.

قال حَسُّون: "الألغام في كل مكان. اللغم الذي انفجر كان على الأرض، متصلاً بكابل صغير. لم نستطع رؤيته. قتل الانفجار بنتي الاثنتين، وأصاب حفيدتي".

امرأةٌ في المستشفى، تُدعَى أم عصام، وتبلغ من العمر 54 عاماً، كانت مصابة بطلقٍ ناري في عنقها. قالت أم عصام إنَّها في البداية أطاعت الجيش العراقي في تعليماته وبقيت داخل المنزل، ولكنها بمجرد وصول الجيش خرجت وركضت خلف إحدى مركبات الهامفي، وأُصِيبَت حينها برصاصةٍ أطلقها أحد القناصين.

وحتى في حال تحققت توقعات بعض القادة العراقيين بأن تنتهي المعركة قريباً؛ فإن هذا لن يحول دون تفاقم أزمات سكان الموصل مع وصول الشتاء لذروته، حسب واشنطن بوست، مما يعني أن معاناة أهالي المدينة المنكوبة لن تنتهي قريباً بل قد تستمر بشكل آخر.

هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد