مِيتَا الحب

قد تظن نفسك أحياناً ويظنك الناس غالباً أنك مصاب بعمى الألوان أو فاقد للبصر دون فحص أو تدقيق ولكنك لست كذلك، أنت فقط تعطي كل لحظة لونها الخاص، ولما كانت اللحظة من مفردات بُعد الزمن ووحداته وهذا البعد غير المادي جزء من التفرعات التي يفرز حقيقتها ذلك البراديغم نفسه الذي يمنح محيطاتنا التي نبصرها طبيعتها الموضوعية ودلالتها الوجدانية

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/17 الساعة 02:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/17 الساعة 02:51 بتوقيت غرينتش

لن ترى الأشياء على حقيقتها إلا عندما تكتسب دلالتها المعنوية في مدركاتك الحسية، عندما يشكل وجودها الموضوعي روابط وجدانية متصلة بمركز الإدراك، عندها تأخذ المسميات والأشكال والأغيار معانيها الحقيقية، تستطيع قِلَّة من هذه الحقائق الواقعية أن تتطور لتتجرد، فتصبح شيئاً من الميتافيزيقا/ما وراء الطبيعة.

غير أنها لا تفعل ذلك قبل أن تصبح هي الطبيعة نفسها، وبذلك يصبح أي تأمل علمي/ فلسفي يكتسب تجرده ويقتبس معناه من مرجعه الأصلي/ الطبيعة، الذي كان قبل ذلك شخصاً أو شكلاً أو شيئاً، لحظتها لن ترى العالم بعينيك، ولكن ستدرك أسراره من خلال البراديغم الميتافيزيقي، ستتجلى لك كل ألوان وأبعاد هذا العالم، غير أنها ليست إلا لوناً واحداً قادراً بطبعه على أن يجعل كل ما في الحياة يعكس موجة ضوئه فقط، فتتلون بذلك بلونه لوحده.

وهو كذلك بُعد من أبعاد الفضاء الثلاثية إذا ما استثنينا بُعد الزمن، ذلك أن هذا الشخص أو الشيء أو الشكل قادر على أن يخترق محاور الأبعاد، فإما أن يختزلها فتظهر الصورة في بُعد واحد لا ترى الحوادث إلا من خلاله، وإما أن يضاعفها فتظهر الصورة من نفس البُعد غير أنه مضاعف، فيتضاعف معه المعنى، وتنكشف معه الغيوب.

قد تظن نفسك أحياناً ويظنك الناس غالباً أنك مصاب بعمى الألوان أو فاقد للبصر دون فحص أو تدقيق ولكنك لست كذلك، أنت فقط تعطي كل لحظة لونها الخاص، ولما كانت اللحظة من مفردات بُعد الزمن ووحداته وهذا البعد غير المادي جزء من التفرعات التي يفرز حقيقتها ذلك البراديغم نفسه الذي يمنح محيطاتنا التي نبصرها طبيعتها الموضوعية ودلالتها الوجدانية، فإن بُعد الزمن إذا ما أضفناه إلى أبعاد الفضاء الثلاثية، نكون بذلك قد ثبتنا هذا البراديغم، وهذا اللون وذاك البعد على النفس الدلالة الجوانية، فيصبح العالم الذي تتخلله ألوان مختلفة وأبعاد ثلاثية أو رباعية ومعانٍ متعددة تعدد الموجودات ليس إلا ذلك البراديغم، إنه ليس إلا ذلك الشخص أو الشكل أو الشيء.

وحينها ينصرف معنى الدوال كلها إلى مدلول واحد تعتنقه بعد أن تواطأ المجاز والاصطلاح واللغة على تفسير الدال حصراً بما يفيد فهم النسق الملبوس بعباءة، مهما كانت فضفاضة إلا أن كل قطعة منها تقع عليها نفس الطرزة، وكلها حِيكَت على أنامل تأتمر بأمر السجية الصلبة المرهفة، فكانت الطروز على شخصه أو شكله أو شيئه، ولن يكتفي هذا المنظور بعالم وعيك، بل سينعت أحلامك ويصف غفلتك ويرسم شرودك، وكأنه قدر واحد اختلط بالأقدار فغلبها، أو رؤية تملكها الحلم ولم يغادرها، فظلت تشكل ماضيه وحاضره ومستقبله، إنك الآن تعيش في عالمك بعيداً عنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد