مع استمرار سقوط القذائف على حلب، المدينة السورية المنكوبة، تحدثت مذيعة أخبار إسرائيلية تُدعى "لوسي أهاريش"، باللغة الإنكليزية بديلاً من العبرية؛ لتوجه رسالة إلى المشاهدين في مختلف أنحاء العالم، تُدين فيها ما يحدث في سوريا.
وقالت أهاريش، وهي أول مذيعة إسرائيلية تنقل الأخبار العربية، مستخدمة النطق العربي لاسم مدينة حلب: "ما يحدث الآن في مدينة حلب السورية، التي تبعد عن تل أبيب ثماني ساعات فقط بالسيارة، ما هو إلا إبادة جماعية".
وأضافت: "أتعلمون؟ دعوني أكون أكثر دقة، إنها محرقة (هولوكوست)، نعم محرقة (هولوكوست). ربما لا نريد سماع ذلك، في عالم يمكن أن تصل فيه المعلومات إليك بكل سهولة، عالم يمكنك فيه رؤية وسماع الضحايا وقصصهم المروعة الحقيقية. في هذا العالم نقف مكتوفي الأيدي ولا نفعل شيئاً، بينما يتم ذبح الأطفال في كل ساعة. لا تسألوني من هو المخطئ ومن هو المصيب، من هم الأشرار ومن هم الأخيار، لأنه لا أحد يعرف. ولأكن صريحة؛ لا يهم. ما يهم هو أن هذا يحدث الآن أمام عيوننا".
وألقت أهاريش اللوم على عدد من الدول الأوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة؛ لعدم تحركها حيال قتل المدنيين. واتهمت أهاريش الولايات المتحدة بـ"النفاق" بعقد اجتماعات بلا فائدة، وغض الطرف عند رؤية صورة أب يحمل جثة ابنته الصغيرة.
وتابعت أهاريش: "أشعر بالخزي لأننا وثقنا بقادة غير قادرين على تنفيذ الأفعال بنفس كفاءتهم في إصدار تصريحات الإدانة. أشعر بالخزي لسيطرة الإرهابيين والقتلة على العالم العربي، بينما نقف مكتوفي الأيدي. أشعر بالخزي بسبب تجاهل الأغلبية المسالمة من البشر لما يحدث مرة أخرى. هل نحتاج إلى ما يذكرنا بما يحدث؟ أرمينيا، البوسنة، دارفور، رواندا، الحرب العالمية الثانية. قال ألبرت آينشتاين إن العالم لن يُدمر بيد أولئك الذين يرتكبون الشر، بل بيد أولئك الذين يراقبونهم دون أن يفعلوا شيئاً".
وتسببت أهاريش، التي نشأت في مدينة ديمونا جنوبي إسرائيل، في إثارة موجات من الغضب من قبل بسبب بعض التصريحات المثيرة للجدل. خلال الفترة التي شهدت تكرار حوادث طعن بإسرائيل في العام الماضي، شنت أهاريش هجوماً حاداً على القادة العرب داخل الخط الأخضر، لتتسبب في ردود فعل متباينة من المجتمعات الإسرائيلية المختلفة. وقالت أهاريش في أكتوبر/تشرين الأول 2015: "القادة العرب يشعلون الأزمة بدلاً من أن يدركوا أنه بمجرد أن تهدأ الأمور، سنكون نحن من يدفع الثمن".
ووُلدت لوسي هريش في مدينة ديمونا، جنوب إسرائيل. عام 1981 لوالدين هما: معروف وسلوى هريش، المتحدران من مدينة الناصرة. تلقت تعليمها الابتدائيّ وحتّى الثانوية العامة في مدارس ديمونا التي يقطنها سكان يهود.
وحصلت على اللقب الأول في المسرح والعلوم السياسية من الجامعة العبرية في القدس. وأنهت مسيرتها بالحصول على شهادة في حقل الإعلام، حيث درست الصحافة في مدينة تل أبيب قبل أن تسافر إلى ألمانيا كي تتدرّب في الإذاعة الألمانية.
– هذا الموضوع مترجم عن وكالة Jewish Telegraph Agency الإسرائيلية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.