ينشر بعض المدنيين والمقاتلين ممن يتوفر لهم الإنترنت في أحياء حلب المحاصرة آخر رسائلهم إلى العالم، عبر التطبيقات والشبكات الاجتماعية، مع تضييق قوات نظام بشار الأسد والميليشيات المساندة له الخناق عليهم، ومواصلة القصف والعمليات العسكرية على البقعة الجغرافية الضيقة جداً، التي باتوا يعيشون فيها.
وخلال الساعات الماضية انتشر عدد من الرسائل، بعضها مكتوب وأخرى مصورة، لمقاتلين ومدنيين في الأحياء المحاصرة، يقولون فيها إنها "قد تكون رسائلهم الأخيرة قبل القتل من قبل النظام أو الأسر".
وتتحدث الرسائل في مجملها عن وضع إنساني صعب يعيشه قرابة 100 ألف محاصر يعيشون في مساحة لا تتجاوز حالياً 5 كيلومترات.
وتداول ناشطون سوريون هذه الرسائل على الشبكات الاجتماعية، ومن بينها رسالة بعثتها أم لأحد المقاتلين المحاصرين، تحثه على مواصلة القتال حتى الموت، بدلاً من تسليم نفسه لقوات النظام، لكون الأخيرة ستعتقله وتمارس ضده شتى أنواع التعذيب في المعتقلات.
تقول الأم في رسالتها: "إن كان ولا بد الموت لا تسلِّم حالك، انويها لله وانوي الله يطعمك الشهادة"، ليرد المقاتل بالقول: "لا تقلقي إن شاء الله ما بسلم حالي أبداً".
عشرات الرسائل المشابهة لهذه الرسالة باتت حديث العالم الذي يراقب.
رسالة أخرى لناشط من مدينة حلب، يقول فيها لأصدقائه على فيس بوك، إنه بانتظار الموت أو الأسر.
ووجهت الناشطة الإعلامية لينا الشامي، التي تعرفها وسائل الإعلام الأجنبية بشكل خاص، رسالتها التي قالت إنها الأخيرة أيضاً، متحدثة عن وضع مأساوي يعيشه المدنيون.
ولم تخلُ الرسائل أيضاً من حديث عن صمود حتى الرمق الأخير، كرسالة الناشط الإعلامي جود الخطيب.
بدوره أيضاً أرسل الصحفي الأميركي بلال عبد الكريم، الموجود في الأحياء المحاصرة بحلب رسالته الأخيرة، وقال إنه يتحدث للعالم، ليس بوصفه صحفياً، بل مواطناً بسيطاً في حلب، وقال إنه "لن يستطيع إرسال أي أخبار بعد الآن، بسبب الحصار على حلب، والقصف الجوي الذي يزداد شدة".
وكان مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، قال في وقت متأخر، مساء الإثنين، إن "قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد ارتكبت مجازر ميدانية بحق المدنيين في شوارع حلب".
وقال عبد الرحمن على حسابه على فيسبوك: "هناك مجازر حقيقية ارتُكبت بحق المدنيين في شوارع حلب، الناس والأطفال يهيمون في الشوارع بحثاً عن مكان".