وصفته صحفها بأنه “جاهلٌ مثل طفل”.. فبماذا هدَّد ترامب الصين؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/12 الساعة 01:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/12 الساعة 01:42 بتوقيت غرينتش

في مقال لا يحمل توقيعاً نشر على موقعها الإلكتروني وصفت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه "جاهل في الدبلوماسية تماماً كطفل".

ويأتي ذلك بعد أن هدد ترامب بعدم الاعتراف بعد الآن بمبدأ "الصين الواحدة" الذي دفع واشنطن إلى قطع علاقاتها مع تايوان في 1979، إذا لم تقدم بكين تنازلات خصوصاً في قطاع التجارة.

وشددت الصحيفة في المقال المنشور اليوم الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2016 على أن "سياسة الصين الواحدة غير قابلة للتفاوض"، محذرة من أنه إذا دعمت الولايات المتحدة استقلال تايوان، وزادت مبيعات الأسلحة للجزيرة، فإن الصين قد تقدم الدعم "لقوى معادية للولايات المتحدة".

وتساءلت الصحيفة "ما الذي يمنعنا من دعم (تلك القوى) في شكل علني، أو بيعها أسلحة سراً؟".

وكان ترامب قد رد على سؤال عن اتصاله الهاتفي مع رئيسة تايوان تساي إينغ-وين، خلال مقابلة أجرتها معه قناة فوكس الأميركية مؤخراً، "لا أريد أن تملي علي الصين ما يجب أن أفعله".

وأضاف مدافعاً بشدة عن نفسه، أنه كان من المهين عدم الرد على اتصال تساي التي كانت تريد تهنئته بفوزه في الانتخابات. وقال متسائلاً "كان اتصالاً لطيفاً وقصيراً. باسم ماذا يمكن لأمة أخرى أن تقول أنه يجب ألا أرد على الاتصال؟".

وأكد أنه أبلغ بهذا الاتصال قبل ساعات فقط على تلقيه، وليس قبل أشهر أو أسابيع كما ذكرت مؤخراً صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وخرق ترامب بهذا الاتصال الهاتفي المباشر الذي جرى قبل عشرة أيام مع رئيسة تايوان، أحد مبادئ الدبلوماسية الأميركية منذ أربعين عاماً.

فمنذ 1979 ولتجنب إغضاب الصين، لم يتصل أي رئيس أميركي يمارس مهامه أو منتخب برئيس تايواني بينما تدافع واشنطن عن مبدأ "الصين الواحدة".

مساومات ترامب

وخلال المقابلة قال ترامب "لا أعرف لماذا علينا الالتزام بسياسة صين واحدة، إلا إذا أبرمنا اتفاقاً مع الصين للحصول على أشياء أخرى بما في ذلك حول التجارة".

وإلى جانب القضايا التجارية، اتهم الرئيس الأميركي المنتخب الصين بعدم التعاون مع الولايات المتحدة في مجال أسعار صرف العملات.

وقال "نحن نتأثر جداً بخفض قيمة" العملة الصينية، معتبراً أن هذه السياسة النقدية لبكين تسمح بتحفيز الصادرات الصينية. وأشار إلى أن الصين "تفرض رسوماً" على المنتجات الأميركية "على الحدود بينما لا نفرض نحن رسوماً على بضائعهم".

وهاجم ترامب السياسة الدفاعية للصين أيضاً. وقال إن بكين "تبني حصناً هائلاً في بحر الصين الجنوبي".

وحول التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية التي تملكها كوريا الشمالية، قال ترامب إن الصين حليفة بيونغ يانغ "يمكنها تسوية هذه المشكلة".

"لا يفعلون شيئاً لمساعدتنا"

وقال ترامب إن الصينيين "لا يفعلون شيئاً لمساعدتنا".

وصوتت الصين في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر مع فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعدما قررت الأمم المتحدة تشديد إجراءاتها. كما قررت وضع سقف لصادرات الفحم الكورية الشمالية إلى الصين.

وعلى الرغم من انتقاداته الحادة للصين منذ أشهر، عين الرئيس المنتخب هذا الأسبوع تيري برانستاد حاكم ولاية أيوا الذي تربطه علاقات جيدة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ 1985، سفيراً لواشنطن في بكين.

ورحبت وزارة الخارجية الصينية بهذا التعيين ووصفت برانستاد (70 عاماً) بـ"الصديق القديم"، معبرة عن أملها في أن يساهم في "تطوير العلاقات الثنائية".

وبرانستاد أحد أوائل داعمي ترامب، التقى الرئيس الصيني للمرة الأولى في 1985 عندما كان شي مسؤولاً في أحد أقاليم الصين وقام بزيارة إلى أيوا. وكان برانستاد حاكماً للولاية حينذاك.

في 2011، عاد برانستاد إلى منصب حاكم أيوا وزار الصين مرات عدة. وفي 2012 أقام مأدبة عشاء لشي في مدينة دي موين عاصمة الولاية قبل تسعة أشهر من توليه منصب الرئيس.

تحميل المزيد