أعلنت تركيا الحداد الوطني لمدة يومٍ واحد، على ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا مساء أمس السبت 10 ديسمبر/كانون الأول 2016 بمدينة إسطنبول، وأسفرا عن سقوط 38 قتيلاً.
وبحسب مرسوم عُمم على الوزارات التركية، ووقعه رئيس الحكومة، بن علي يلدريم، أُعلن اليومُ الأحد 11 ديسمبر/كانون أول 2016، حداداً وطنياً رسمياً في كافة أنحاء البلاد، وفق ما ذكره بيان صادر عن مركز التنسيق التابع لرئاسة الوزراء في البلاد.
وبموجب التعليمات الواردة في تعميم رئيس الوزراء، سيتم تنكيس كافة الأعلام لمنتصف السارية.
وورد في التعميم المذكور أنه "بسبب خسائرنا البشرية في الهجوم الإرهابي الغاشم الذي استهدف مدينة إسطنبول في 10 ديسمبر/كانون أول 2016 (أمس)، رأينا أنه سيكون من المناسب إعلان الحداد ليوم واحد في البلاد، مع تنكيس كافة الأعلام برفعها لمنتصف السارية".
وأعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في وقت سابق فجر اليوم، استشهاد 29 شخصاً جرّاء التفجيرين.
ووقع التفجيران قرب ملعب "أرينا فودافون" بمنطقة بشيكطاش في المدينة التركية، عقب انتهاء مباراة لكرة القدم في مسابقة الدوري المحلي بين فريقي "بشيكطاش" و"بورصا سبور".
وأضاف الوزير التركي، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة إسطنبول التي وصلها من أنقرة عقب الحادث، أن هناك 166 شخصاً أُصيبوا جرّاء الاعتداء.
وتابع "عاد من المصابين 20 إلى منازلهم، وحالياً يخضع 17 شخصاً لعمليات جراحية، بينما 6 آخرون يرقدون بالعناية المركزة بينهم 3 في حالة حرجة".
وعن طبيعة الهجوم قال صويلو "عقب انتهاء المباراة بين بشيكطاش وبورصا سبور مباشرة، وقع التفجير الأول في تمام الساعة 22.29 (19.29تغ) عند نقطة انتظار خاصة بفرق مكافحة الشغب التابعة للشرطة، بعد أن انتهت من إخراج المشجعين من الملعب"
وأردف "التفجير تم بواسطة سيارة مفخخة تم تفجيرها بواسطة آلية يدوية، وسقط على إثر ذلك عدد من الشهداء والجرحى في مكان الحادث".
ولفت أنه "بعد 45 ثانية فقط من التفجير الأول، اشتبه رجال الشرطة في انتحاري في حديقة (ماجقه) المطلة على الملعب الذي شهد المباراة، فاتخذوا الترتيبات اللازمة للتعامل معه لكنه فجر نفسه بينهم بعد أن تم تفجير السيارة المفخخة"
ولم تعلن أية جهة حتى الساعة 04.05 (تغ) مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي.
وأكد صويلو أن "العملية الأمنية التي انطلقت عقب وقوع التفجيرين ومازالت مستمرة حتى الآن، أسفرت عن توقيف 10 أشخاص للاشتباه في صلتهم بالاعتداء".
وذكر أن عملية التوصل للموقوفين جاءت من خلال تتبع السيرة الذاتية للسيارة المفخخة بعد التحقق من هويتها.
وأوضح أن التحقيقات التي تشرف عليها الجهات المعنية جارية على قدم وساق لكشف ملابسات الاعتداء، والتوصل إلى الجهات المنفذة له في أسرع وقت ممكن.
وتعهد الوزير التركي بمواصلة بلاده مكافحة التنظيمات الإرهابية بشكل كامل حتى القضاء عليها نهائيًا، على حد تعبيره.
وختم تصريحاته بالتأكيد على أن "تركيا قادرة على تخطي الصعاب بصبر شعبها وأصالته وبسالته"، معربًا عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، والرحمة للشهداء.
ومساء السبت، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الحادث قائلاً إنه "استهدف قوات الأمن والمواطنين، ومع الأسف هناك شهداء وجرحى".
وأردف بالقول في بيان له "شهدنا هذا المساء (السبت) في إسطنبول مجدداً الوجه القبيح للإرهاب المخالف لكل القيم والأخلاق، فكلما خطت تركيا خطوة إيجابية نحو المستقبل، أتى الرد أمامنا مباشرة بأيدي المنظمات الإرهابية على شكل دماء ووحشية وفوضى".
أما رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، فقال حول الهجوم ذاته "لن يتمكن القتلة، من إيقاع خلل في وحدة الدولة والشعب، ولن يبعدوا تركيا عن طريق الديمقراطية والقانون".
وشدد على أن الحكومة والوزراء في حالة تأهب كاملة من أجل كشف ملابسات "الهجوم الخسيس".
بدورها أعلنت النيابة العامة في مدينة إسطنبول البدء في التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الهجوم الإرهابي.