قال زعيم الشيشان، رمضان قديروف، بأن قواته في الإقليم الروسي ستسعد بمحاربة "الحثالة" في سوريا حال تلقيهم أوامر الكرملين.
وأدلى قديروف بتعليقاته بعدما أفادت وسائل الإعلام الروسية بأن كتيبتين من الشرطة العسكرية الشيشانية تستعدان للمغادرة إلى سوريا لحماية القاعدة الجوية الروسية هناك، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2016.
لم يؤكّد قديروف صحة التقارير، إلا أنّه نشر على موقع إنستغرام قائلاً إن القوات المتمركزة في الشيشان ستسعد بنشر قواتها في سوريا، إن أُرسلت إلى هناك.
وأضاف أنه سيتحمّس للمشاركة في القتال بنفسه ضد "الإرهاب الدولي.. سأكون سعيداً وفخوراً بالذهاب فوراً إلى سوريا لمقاتلة الحثالة"، بناءً على أوامر الرئيس فلاديمير بوتين، على حد قول قديروف. وأضاف: "يجب أن يُدمّر العدو في وكره قبل أن تطال أذرعه أراضيكم".
وشنّت روسيا حملة جوية دعماً للرئيس السوري، بشار الأسد، منذ سبتمبر/أيلول 2015، مُساعداً قواته على السيطرة بانتظام على رقعة متزايدة من الأرض في أنحاء البلاد، آخرها بحلب، كبرى مدن سوريا وعاصمتها التجارية، قبل اندلاع الحرب.
وقد اعتمد الكرملين على قديروف لتحقيق الاستقرار في الشيشان بعد حربين انفصاليتين، وسمحت له بشكلٍ فعّالٍ باستخدام الدعم الفيدرالي السخي، من أجل حُكم المنطقة كأنها ملكيةٌ شخصية.
وقد اتّهمت جماعات حقوق الإنسان العالمية جهاز شرطته المخيف بارتكاب جرائم خطف، وتعذيب، وقتل خارج إطار القانون. في سبتمبر الماضي، أُعيد انتخاب قديروف قائداً للشيشان وفاز بنسبة 98% من الأصوات.
كرر قديروف وصف نفسه وجنوده بأنهم "جنود مشاة بوتين". لعب الكثير من أبناء الشيشان دوراً في القتال الدائر شرق أوكرانيا، بدعمهم للحركات الانفصالية الموالية لروسيا ضد القوات الأوكرانية، عندما اندلع الصراع في 2014.
وفي وقتٍ سابق من هذا العام. قال قديروف في تقرير وثائقي صنعه التلفاز الحكومي الروسي، إنه أرسل شيشانيين لاختراق تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتجميع المعلومات الاستخباراتية.
وقد وقف بوتين بجانب قديروف على الرغم من أنّ المعارضة الروسية زعمت تورطه في مقتل أحد ناقدي الكرملين البارزين في 2015، بوريس نمتزوف. ولكن قديروف أنكر أي دور له في مقتل نمتزوف. أما مُنفذ العملية -الذي يُحاكم الآن وحيداً- فكان ضابطاً في قوات الأمن الشيشانية.
وبينما أطلق قديروف اسم بوتين على الجادة التي تتوسط غروزني عاصمة الشيشان، فإنّه قد شجّع كذلك على الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية في الشيشان، جاعلاً ارتداء الحجاب في الأماكن العامة إلزامياً للنساء.
أما رجال الشيشان، فقد سُمح لهم ضمنياً بتعدد الزوجات؛ وهي ممارسة استخدمها منتقدو الكرملين لإظهار أن الشيشان تحت حكم قديروف قد أصبحت فعلياً دولة منفصلة تحكمها قوانينها الخاصة.
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.