خصصت فرنسا 30 مليون دولار لحماية مواقع التراث الثقافي في أوقات الحروب، بما يمثل الخطوة الأولى نحو إنشاء صندوق دولي يستهدف الحيلولة دون وقوع أي عمليات تخريب وتدمير كالتي اقترفها تنظيم داعش في السنوات الأخيرة.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن تلك المساهمة بالصندوق خلال مؤتمر تمَّ تنظيمه بالتعاون بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي السبت 3 ديسمبر/كانون الأول 2016.
ويأمل مؤيدو مؤتمر حماية التراث الثقافي المعرض للمخاطر أن يتم جمع 100 مليون دولار بصفة مبدئية لصالح الصندوق، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد 4 ديسمبر/كانون الأول 2016.
ويستهدف الصندوق المزمع إنشاؤه بالتعاون مع اليونسكو منع تخريب المواقع التاريخية، ومكافحة تهريب القطع الأثرية المسروقة، والتبرع من أجل ترميم المواقع التي خربتها الحروب.
ويسعى القائمون عليه أيضاً إلى إنشاء شبكة من المواقع حول العالم يمكن تخزين وحفظ القطع الأثرية المعرضة لمخاطر القتال أو الإرهاب بها بصفة مؤقتة.
الرئيس الفرنسي قال لكبار الشخصيات بالعاصمة الإماراتية -وفق الغارديان- "ما يتعين علينا القيام به اليوم وما تمكننا من القيام به يستهدف ضمان مستقبل المقتنيات الثمينة للبشرية. لقد تأخرنا في القيام بذلك بالفعل".
وقامت عناصر من تنظيم داعش بسرقة وتخريب القطع الأثرية الثقافية بالمناطق التي خضعت لسيطرة التنظيم، بما في ذلك مدينة تدمر السورية القديمة، ومتحف الموصل الذي تم نهبه.
مدينة النمرود
وقد استعادت القوات العراقية في الشهر الماضي مدينة النمرود، عاصمة الدولة الآشورية خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد الواقعة جنوبي الموصل، من أيدي التنظيم ووجدوا نقوشاً معقدة قامت عناصره بتخريبها.
وكان المؤتمر هو محور زيارة أولاند التي استغرقت يومين إلى دولة الإمارات، حيث وصل يوم الجمعة، بعد يوم واحد من إعلانه عدم رغبته في الترشح لفترة رئاسية ثانية عن الحزب الاشتراكي خلال الانتخابات المزمعة العام المقبل.
السوربون واللوفر في أبو ظبي
وأقامت فرنسا علاقات قوية للغاية مع دولة الإمارات على مدار سنوات. ويعد التوسع الثقافي بمثابة المحور الرئيسي لتلك الجهود، بما في ذلك تأسيس فرع جامعة السوربون في أبوظبي منذ نحو عقد من الزمن.
ولا يزال العمال يضعون اللمسات النهائية لفرع متحف اللوفر للفنون، الذي سيكون أساساً لمدينة ثقافية طموحة بجزيرة السعديات في أبو ظبي.
وقام أولاند بزيارة موقع متحف اللوفر صباح السبت قبل لقاء الجالية الفرنسية المقيمة بالإمارات، حيث تناول بإيجاز قراره بشأن عدم الترشح للرئاسة، قائلاً إنه سيواصل دفع عجلة النمو بفرنسا للأمام "في إطار مثلها وقيمها" لحين ترك المنصب في مايو/أيار 2017.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.