هطلت الأمطار على آلاف المشيعين في مدينة شابيكو البرازيلية وهم يشيعون 50 نعشاً نقلت جواً من كولومبيا إلى إستاد نادي شابكوينسي المحلي لكرة القدم الذي توفي فريقه كله تقريباً في تحطم طائرة في كولومبيا.
وبدلاً من أن يشاهدوا فريقهم في أهم مبارياته عبر تاريخه شخصت أبصار المشيعين وهم يرون جنوداً من سلاح الجو ينقلون النعوش بعد أن أنزلوها من طائرة شحن إلى خيام مؤقتة نصبت في أرض الإستاد حيث جلست أسر الضحايا في حزن.
الرئيس ميشيل تامر استقبل نعوش الرياضيين المتوفين أمس السبت 3 ديسمبر/كانون الأول 2016 في مطار شابيكو فيما خرج أبناء المدينة لاستقبال الضحايا حيث اكتست مباني البلدة باللون الأخضر وهو لون قمصان لاعبي فريق شابكوينسي المنكوب وغمرت شوارعها مياه الأمطار.
وقال تامر للصحفيين قبل توجهه من قاعدة جوية إلى الإستاد الذي غمرته الأمطار "هذا الحادث كما تعرفون أصاب البلاد بصدمة. هذه الأمطار لا بد وأنها دموع القديس بطرس."
شابيكو تودعهم
وفي بلدة شابيكو الصغيرة بجنوب البرازيل تجمع عشرات المشجعين في إستاد فريق شابكوينسي حيث أقيم نصب غطته الزهور واللافتات المصنوعة يدوياً وتدلى قماش باللونين الأخضر والأسود من على واجهات المتاجر ومواقع البناء.
وقال سيدني دي أوليفيرا دياس (25 عاماً) وهو أحد مشجعي الفريق المشاركين في التأبين إن فرحة البلدة بوصول فريقها لنهائي بطولة لكرة القدم قد تحول إلى حزن عام.
وبحلول بعد ظهر السبت تجمع آلاف آخرون وهم يهتفون ويصفقون أثناء وصول النعوش. وانضم إليهم زائرون من مناطق أخرى من البرازيل وهم يلوحون بأعلام فرق أخرى في علامة على التضامن.
وقال مشجعون إن المأساة مؤلمة بشكل خاص لأبناء شابيكو الذين لم يكونوا فقط يشاهدون اللاعبين في الملعب بل أيضاً في الشوارع والمباني السكنية في مدينة عدد سكانها 200 ألف نسمة.
ومن بين الشخصيات البارزة التي حضرت مراسم التأبين مساء السبت 3 ديسمبر/كانون الأول 2016 جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي قال في كلمة مقتضبة "لا توجد كلمات يمكن أن تخفف المعاناة."
وعلق عمال لافتات كبيرة في الملعب مزينة بالأزهار البيضاء التي تحمل شعاري فريقي شابكوينسي وأتليتيكو ناشيونال الذي أقام بدوره مراسم تأبين في موعد المباراة يوم الأربعاء الماضي.
هكذا وقعت الكارثة
وأصابت الكارثة -التي وقعت يوم الاثنين وقتل فيها 71 من الركاب وطاقم الطائرة- مشجعي كرة القدم في العالم بصدمة وأغرقت البرازيل المولعة باللعبة في حزن وحداد.
وكانت الطائرة المستأجرة والتي تشغلها شركة لاميا البوليفية قد أرسلت إشارة باللاسلكي تفيد بأن الوقود بدأ ينفد قبل أن تصطدم بتل خارج مدينة ميديين الكولومبية.
ولم ينج من الحادث سوى ستة أشخاص بينهم ثلاثة من لاعبي فريق شابكوينسي الذي كان في طريقه لخوض مباراة الذهاب يوم الأربعاء الماضي في نهائي بطولة كأس سودأمريكانا لكرة القدم في مواجهة أتليتيكو ناسيونال الكولومبي.
وفي وقت سابق اليوم وصلت جثث ثمانية صحفيين توفوا أيضاً في الحادث إلى ريو دي جانيرو.
وبثت وسائل إعلام برازيلية أنباء بأن الطائرة لم يكن بها وقود يكفي للرحلة من بوليفيا وهو ما أثار غضب أقارب الضحايا.
وتعهد رئيس بوليفيا إيفو موراليس باتخاذ "إجراءات صارمة" لتحديد سبب تحطم الطائرة. وعلقت بوليفيا رخصة العمل الخاصة بشركة لاميا وغيرت المسؤولين بإدارة هيئة الطيران الوطني.