يشعر الآباء بالذنب لعدم قضاء الوقت الكافي مع أبنائهم. ولكن ما الشيء الذي يُحدِث الفرق عندما يتعلق الأمر بالوقت.. هل المدة أم النوعية؟
إذا كنت قلقاً بسبب عدم قضائك الوقت الكافي مع أطفالك، هوَّن عليك وقم بتوظيف جليسة للأطفال واخرج للتسلية. فقد أشارت بعض الدراسات -نشرتها صحيفة غارديان– إلى أن نوعية الوقت الذي تقضيه مع أطفالك هي التي تعطي الإضافة، وتسهم في نمو أطفالك بشكل طبيعي، وليس عدد الساعات التي تقضيها معهم.
وفي حين تركز الدراسات غالباً على دور الأم، أثبتت الدراسة التي نشرتها "المجلة الطبية البريطانية"، الأسبوع الماضي، أن الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم أقل أهمية من الوقت الذي يشعرون فيه بالتسلية. فالأطفال الذين يستمتع آباؤهم بقضاء الوقت معهم وبرعايتهم هم أقل عرضة بنسبة 28% للإصابة بمشاكل سلوكية، خاصة في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن 9 و11 سنة.
الحل:
أُرسل استبيان إلى أكثر من 10 آلاف أب وأم، في جنوب غرب إنكلترا، عندما بلغ أطفالهم الثمانية أسابيع، ومن ثم أعادوا إرساله لهم عندما بلغوا الثمانية أشهر. وقد سُئل الآباء خلال هذا الاستبيان، عن شعورهم فيما يخص الأبوة، على سبيل المثال ما إذا كانوا يستمتعون بمشاهدة أطفالهم يكبرون؟ وكم قضوا من الوقت في اللعب مع أبنائهم؟ فضلاً عن مدى ثقتهم في أنفسهم؟
وعندما بلغ الأطفال 10 أو 11 شهراً، طُلب من الأمهات أن يُقيّمن سلوك أطفالهن بالرجوع إلى مدى مراعاتهم لمشاعر الآخرين ومدى تعاطفهم مع الأطفال الأصغر منهم سناً، فضلاً عن دراسة مستوى شعورهم بالقلق وصعوبة استيعابهم للأشياء.
اكتشف الباحثون أن مدى شعور الآباء بالأمان فيما يتعلق بالدور الذي يلعبونه وبعلاقتهم بالطرف الثاني، ومدى تواصلهم العاطفي مع أطفالهم له تأثير كبير على الحد من المشاكل السلوكية لأبنائهم، مقارنة بأهمية الوقت الذي يقضونه معهم.
أجري الاختبار الأخير على ما يقارب 6 آلاف و500 طفل، الذين يبلغون 11 سنة. وفي هذا الاختبار تم الأخذ بعين الاعتبار المستوى التعليمي للآباء بالإضافة إلى دخلهم.
وفي هذا السياق، قال تشارلز أوبوندو، الذي يعمل بقسم نوفيلد لصحة السكان بجامعة أكسفورد والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن "التدخل الإيجابي مع الأطفال أهم بكثير من الوقت الذي يقضيه الوالدان في رعايتهم". كما أن شعورك بالرضا عن كونك أصبحت أباً، وإنشاء علاقة أبوية قوية مع طفلك وعلاقة آمنة مع أمه، من المحتمل، أن تكون لها أكثر الأهمية والتأثير عليهم.
وتشير الأبحاث إلى أن شعور الأهل بالذنب، فيما يخص الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم قد يكون في غير محله، نظراً لأن الأهم هو العلاقة العاطفية التي تربط الآباء بأطفالهم. فاللعب معهم، والقراءة لهم قد تكون أنشطة مهمة جداً في تلك الفترة.
أما مع الأطفال الأكبر سناً، فيصبح لدى الأهل معرفة كاملة بأن نوعية الوقت هي الأهم؛ فمثلا الأحاديث القصيرة التي تدور بين الأهل وأبنائهم في السيارة يصبح لها أهمية بالغة في نظر الآباء.
في المقابل، تمضية أقل وقت مع الأطفال لا يعني أنه يمثل بالضرورة الحل الأنسب، ولكن الأبحاث خلصت إلى أن الأهم من ذلك هو نوعية الوقت الذي تقضيه مع أطفالك.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.