صوّرت مجلة شارلي إبدو الفرنسية، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأشكال مختلفة على غلاف أول عدد من نسختها الألمانية، على مقعد المرحاض تارة، وعلى رافعة ميكانيكية في ورشة إصلاح سيارات تارة أخرى.
يظهر الغلاف أن فولكس فاجن، شركة صناعة السيارات التي تضررت سمعتها بسبب فضيحة الانبعاثات، تقف خلف ميركل، ويظهر الكاريكاتير المستشارة مستلقية على قمة منصة إصلاح، ويقف بجوارها ميكانيكي قائلاً "مع أنبوب عادم جديد، سوف تكون صالحة لأربع سنوات أخرى"، وفق ما نشره تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
كما أظهر رسم كاريكاتيري آخر ميركل تجلس على المرحاض وهي تقرأ المجلة، وقد طبع عليها شعار: "شارلي إبدو سوف تحرّرك".
الطبعة الأولى باللغة الأجنبية هي ابتكار تقوم به المجلة لأول مرة، بعد ما يقرب من عامين من مقتل موظفيها في هجوم إرهابي في باريس.
Charlie Hebdo traverse le Rhin. Premier numéro de l'édition allemande en kiosque ce jeudi. #charliehebdo #merkel pic.twitter.com/CLzMV7m2QT
— Thomas Wieder (@ThomasWieder) ٣٠ نوفمبر، ٢٠١٦
يتكون الإصدار، الذي طبعت منه 200 ألف نسخة، من 16 صفحة، ويحتوي على أربع صفحات بريشة رسام الكاريكاتير والناشر لوران سوريسو، والمعروف باسم ريس، يصور فيها الأشخاص الذين قابلهم وأفكارهم عن الهوية الوطنية، وتدفق اللاجئين إلى ألمانيا، وغيرها من القضايا الاجتماعية.
وقاحة
وقدرت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" أن ظهور شارلي إبدو على الساحة الإعلامية الألمانية سيكون موضع ترحيب، على الرغم من أنها تتخطى قواعد الذوق السليم في كثير من الأحيان.
وذكرت الصحيفة أن حس الفكاهة لدى المجلة رقيق "كالثور الهائج"، وأن "وقاحتها، خاصة فيما يتعلق بالأديان، فاقت الحدود".
وأضافت الصحيفة "المجلة هي وقاحة خالصة. بدءاً من 1 ديسمبر/كانون الأول، سيتعرض القراء الألمان لها. ماذا يمكننا أن نقول؟ ببساطة: مرحباً شارلي إبدو".
ويعتقد ريس، الذي أصيب إصابة بالغة في هجوم يناير/كانون الثاني 2015، أن هناك سوقاً لشارلي في ألمانيا. قال لمذيع شبكة ARD "الفكاهة في كل مكان، حتى في ألمانيا. إنها تجربة جديدة بالنسبة لنا أن ننشر شارلي إبدو بلغة أخرى، ونحاول إيجاد جماهير جديدة للمجلة، يساعدون في الدفاع عنها".
مكان سري
تطبع شارلي إبدو الآن في مكان سري، وذلك بسبب المجزرة التي حدثت في مكتبها السابق، والتي أودت بحياة 12 شخصاً، بما في ذلك بعض رسامي الكاريكاتير.
ستقوم صحفية ألمانية من برلين بتحرير النسخة الألمانية، من مكتب في فرنسا، وقد اتخذت لها اسماً مستعاراً، مينكا شنايدر، بناء على نصيحة من زملائها.
وقالت شنايدر لصحيفة "سود دويتشه تسايتونج" اليومية، إن حركة التضامن مع ضحايا المجلة كانت قوية في ألمانيا على وجه الخصوص، حيث باعت المجلة 70 ألف نسخة بعد أسبوع من إطلاق النار.
وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة من المشجعين والمؤيدين المخلصين لـ"شارلي" في فرنسا، كان لها الكثير من الأعداء أيضاً.
فقد أصبحت هدفاً لبعض الإسلاميين بعد نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد، كما عرف عنها أنها تثير غضب الفاتيكان والمؤسسة السياسية الفرنسية.
كما ربطت المجلة، في عددها الصادر الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2016، بين صورة الطفل السوري إيلان وبين لاجئين تحرشوا بنساء ليلة رأس السنة في مدينة "كولونيا" الألمانية، وهو الرسم الذي لاقى انتقادات كبيرة عبر الشبكات الاجتماعية، متهمين الصحيفة بنشر الكراهية ضد اللاجئين والعرب والمسلمين في أوروبا.
-هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.