رواية تغضب المشجعين: هل تحطمت طائرة الفريق البرازيلي بسبب نفاد الوقود؟.. قصة اللحظات الفوضوية الأخيرة

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/01 الساعة 07:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/01 الساعة 07:33 بتوقيت غرينتش

هيمن الحزن المرير والغضب على صلوات تأبين الضحايا في جنوب البرازيل ليلة الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 جراء مصرع 71 من اللاعبين والفريق الفني والصحفيين الرياضيين والطاقم، حينما تحطمت الطائرة التي استأجرها فريق شابيكوينسي المحلي فوق أحد الجبال في كولومبيا.

الغضب ساد بعد أن انتشرت تقارير تشير إلى أن وقود الطائرة قد نفد. فقد ذكرت صحيفة أوجلوبو البرازيلية -بحسب ما نقلت عنها صحيفة الغارديان البريطانية مساء أمس الأربعاء- أن سلطات الطيران المدني الكولومبية قد أكدت خلو خزان وقود الطائرة، وبدأت إجراء التحقيقات.

ووفقاً لهذه الرواية، فقد أدى تأخير انتقال الفريق من ساو باولو بالبرازيل إلى بوليفيا، إلى إلغاء التوقف المقرر في كوبيجا ببوليفيا للتزود بالوقود، نظراً لعدم تشغيل المطار ليلاً، بحسب ما ذكرت صحيفة أوجلوبو.

وقالت ناتالي فيراني، من الفريق النسائي للنادي، التي تبلغ من العمر 16 عاماً، إنه كان خطأ أدى إلى "إنهاء حياة الكثيرين والقضاء على نادي شابيكوينسي".

وأضافت قائلة "أشعر بالغضب الشديد".

حوار فوضوي


وكشف تسجيل تم تسريبه للدقائق الأخيرة من الرحلة المحتومة عن حوار فوضوي في بعض الأحيان مع برج المراقبة الجوية، حيث كرر الطيار مطالبة برج المراقبة بالسماح له بالهبوط جراء "مشكلات في الوقود".

وأوضح أحد مسؤولي برج المراقبة، أنه تم تحويل طائرة أخرى إلى المطار بسبب مشكلات ميكانيكية، وكانت لها الأولوية، وطلب من الطيار الانتظار لمدة سبع دقائق.

وبينما كانت الطائرة تحلق في أشكال دائرية، أصبح الطيار أكثر يأسا، وقال خلال لحظات التوتر الأخيرة قبل أن تتهاوى الطائرة خلال أربع دقائق قبل أن ترتطم بسفح الجبل ليلة الإثنين "إخفاق كهربائي كامل، ولا يوجد أي وقود".

وقبيل أن يصمت للأبد، ناشد الطيار برج المراقبة بالهبوط قائلاً "إحداثيات الهبوط يا سيدتي".

بقية الفريق


وفي ليلة الأربعاء، ترأس قس كاثوليكي واثنان من الوعاظ الصلوات في ساحة شابيكوينسي، بينما ارتدي مشجعو لفريق ملابس الفريق الخضراء والبيضاء، وقاموا بالغناء والصياح، والتلويح بالأوشحة واللافتات.

وطلب المذيع من الجمهور "إضاءة هواتفهم النقالة. إنه نور الرب بداخلنا". وبدأ التصفيق في أعقاب إضاءة الهواتف.

ومع ذلك، وصلت ذروة تلك الأمسية المفعمة بمشاعر الأسى حينما انضم اللاعبون وطاقم التدريب الذين لم يكونوا على متن الطائرة إلى الفرق الشبابية للنادي وتعانقوا وملامح البكاء تعلو وجوههم وصيحات الجمهور تدوي من حولهم.

وذكر جاو ليما، أحد لاعبي فريق الشباب: "ساعدنا ذلك كثيراً. فقدنا الكثير من الأشقاء خلال تلك الفترة الوجيزة. ولكن يتعين علينا التقدم للأمام والتغلب على الأحزان".

وكانت الجماهير قد تدفقت إلى ساحة الاستاد قبل أن تبدأ الصلاة الجنائزية. وقد تم تسمية هذا الملعب الصغير المتواضع باسم شعار النادي، وهو رمز المحارب الوطني.

ويوضح التمثال المجاور للاستاد، ذلك المحارب الذي يحمل قوسه ورمحه، وتحمل وجنتاه اللونين الأبيض والأخضر.

تم استخدام كلمة "محارب" خلال الصلاة الجنائزية لتصف اللاعبين الـ19 الذين لقوا حتفهم في طريقهم إلى أول مباراة نهائية دولية بكأس أميركا الجنوبية، أمام فريق كيدلانز أتليتكو ناسيونال.

وأقام الفريق الكولومبي أيضاً صلاة جنائزية يوم الأربعاء، وسط حشد كبير من الجمهور. ونشر الصحفي والمدون البرازيلي رافايل تسافكو تغريدة على تويتر، قال بها "ليست هناك كلمات تصف ما عبَّر عنه الشعب الكولومبي اليوم".

محارب


يتم استخدام كلمة "محارب" على نطاق واسع بالبرازيل، لتصف مثل هؤلاء المناضلين، على غرار هذا الفريق الذي انضم إلى دوري الدرجة الرابعة بالبرازيل عام 2009، ومع ذلك تمكن من المشاركة بدوري الدرجة الأولى عام 2014.

وتعالت الصيحات والهتافات، حينما ظهرت صور اللاعبين وأعضاء الفريق الفني الذين لقوا حتفهم على شاشات عملاقة.

هناك ستة ناجين –ومن بينهم ثلاثة من لاعبي شابيكوينسي– يتعافون بالمستشفيات، ومنهم ثلاثة في حالة خطيرة، ولكنها مستقرة.

وتتمثل تعويذة النادي في مساعد السائق كليتون ماجولو، الذي يرتدي زياً مماثلا لزي المحارب المحلي كوندا.

وقال ماجولو قبل بدء الصلوات، بعد أن خلع قناعه البلاستيكي "عدم لقاء أصدقائنا يمثل كابوساً بالنسبة لنا". وكشف أنه كان من المقرر أن يذهب في تلك الرحلة إلى كولومبيا لو كان يحمل جواز سفر. ثم أضاف "وما كنت سأصبح هنا".

مساعدة نفسية


ويتطوع أخصائيو علم النفس لمساعدة الناجين من الحادث على التعامل مع تلك الأزمة. ومع ذلك، فقد ذكر أندري بيدروسا، أحد مقدمي الخدمة بالمجان، في وقت سابق من يوم الأربعاء أن التعافي سيكون بطيئاً.

وقال "إنه جرح تم فتحه، وسوف يتعين على الناس التعايش معه".

وبعد انتهاء المراسم، وبينما ظل المشجعون يصيحون بأغنيات الفريق، بقي العديدون بالملعب. وتعانقت كارولين ماشادو وصديقتها سميرة ريس وبكيتا بشدة.

نشأت ماشادو بالقرب من النادي. وكان عمها إدواردو بروس المعروف باسم كادو جونشو عضواً بطاقم التدريب، الذي شكل أعضاؤه فريقاً تمكن من الوصول للمباراة النهائية لثاني أهم بطولة في أميركا الجنوبية. ولقي بروس حتفه خلال تحطم الطائرة. ومع ذلك، فقد تعهدت بأن يواصل الفريق مسيرته.

وقالت: "لن ندع القصة تنتهي. ما كانوا سيسمحون لنا بذلك".

­هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد