إذا نال السياسيون الكازاخِيُّون أُمنيتهم، فإن العاصمة سوف تُعاد تسميتُها تكريماً لرئيس الدولة الأول والأوحد، نور سلطان نازارباييف.
ضُمِّن هذا الاقتراحُ في بيان وافق عليه مجلسي البرلمان بالإجماع يوم الأربعاء.
ظاهرياً، خُصص البيان للاحتفال القادم بمناسبة عيد الاستقلال الـ25 لجمهورية كازاخستان. إلا أننا إن وصلنا إلى ما بعد الإشادة بالرئيس نازار باييف وخدماته الجلية، فإن الفقرة الأخيرة من نص البيان تدعو إلى إعادة تسمية العاصمة وبعض المرافق الهامة في جميع أنحاء البلاد باسم زعيم جمهورية كازاخستان.
وقد نقلت الصحيفة عن رئيس المحكمة الدستورية قولَه إنه، على الرغم من ذلك، فإن هذا القرار يرجع إلى الرئيس البالغ من العمر 76 عاماً نفسه.
صرَّح إيغور روغوف، رئيس المحكمة الدستورية، بأن بإمكان نازارباييف الدعوة إلى إجراء استفتاء عام أو أن يُحيلَ المسألة إلى البرلمان لمناقشتها. وأضاف قائلاً: "لا يمكنني الجزم باتخاذ الرئيس قراراً مثل هذا أوْ لَا".
بينما لم يصدر أي تعليق فوري عن مكتب نازار باييف، الذي يحكم كازاخستان منذ عام 1989، أولاً بصفته زعيماً للحزب الشيوعي، ثم رئيساً للبلاد، بعد استقلالها في عام 1991.
وقد أفاد عضوُ البرلمان كوانيش سلطانوف بأنه يتوقع أن يستجيب الرئيس لتلك المبادرة في غضون أسابيع. كما أعرب نائب آخر للبرلمان، وهو بافيل كازانتسيف، عن اعتقاده أن العاصمة سوف يُعاد تسميتُها بحلول نهاية العام.
ليست المبادراتُ الداعيةُ إلى ترسيخ إرث نازار باييف بغريبةٍ في كازاخستان؛ ففي عام 2010، مَنح البرلمانُ نازار باييف لقبَ "إلباسي (زعيم الأمة)"، وهو ما يعطيه هو وعائلتَه حصانةً مدى الحياة من أي ملاحقة مدنية أو جنائية.
ورغم اعتراض نازارباييف رسمياً على مسوَّدة القانون، فإنها أصبحت تلقائياًّ قانوناً.
كما صدرت، في الأسبوع الماضي، 10 آلاف ورقة نقدية من التينغ الكازاخيّ مطبوعاً عليها صورةُ نازار باييف، وذلك قبل أيام من صدور البيان الأخير. وسوف تُـتَداوَلُ تلك العملةُ في الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول، أي قبل يوم الاستقلال في 16 من ديسمبر بأسبوعين.
ليس من الواضح أيّ الأسماء يمكن أن يكون هو اسمَ العاصمة. لقد أصبح اسم "نور سلطان" أشهرَ أسماء الأطفال في كازاخستان في السنوات الأخيرة، ووَفقاً لإحصاءات رسمية، ففي عام 2015 كان هناك أكثر من 38 ألفاً ممّن يحملون اسم الرئيس، كما تضم الاحتمالات المطروحة اسم "نازار باييف" أو "إلباسي".
أعيدت تسمية العاصمة أستانا مرّاتٍ عديدةً منذ إنشائها في عام 1830 كمستعمرة أكمولي. وفي عام 1832 أصبح اسمُها مدينةَ أكمولينسك. ثم أُعيد تسميتُها في عام 1961 إلى تسيلينوغراد، ثم أكمولا في عام 1992.
وفي ديسمبر من عام 1997، نقلت الحكومة عاصمةَ الدولة إلى أكمولا بدلاً من ألماتي. ثم في مايو/أيار من عام 1998 أُعيد تسميتُها أستانا، وهي كلمة كازاخيّة تعني "العاصمة".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.