شعار ترامب “أميركا أولاً” يقلق أوروبا.. الناتو يحذر وأوباما: تجب مقاومة الانعزال

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/13 الساعة 00:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/13 الساعة 00:56 بتوقيت غرينتش

"حالة من الغموض" تعيشها أوروبا بعد فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وذلك بسبب تصريحاته الداعية لوضع مصلحة "أميركا أولاً"، مهدداً بذلك تحالفات أميركا الدولية وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي "الناتو".

هذا الأمر دفع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ للتحذير في "ذي أوبزرفر" نسخة الأحد من صحيفة "ذي غارديان"، من أن "التحرك بشكل منفرد ليس خياراً" بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.

الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يغفل أيضاً عن هذه المسألة، وقال على الولايات المتحدة مقاومة الانعزال والعمل مع حلفائها على الدفاع عن قيمهم المشتركة، وذلك في حديث إلى صحيفة يونانية السبت قبل قيامه برحلته الأخيرة إلى أوروبا.

مخاوف الناتو

وكتب ستولتنبرغ "نحن نواجه أكبر التحديات الأمنية منذ جيل"، وذلك في سياق مخاوف بشأن موقف الرئيس الأميركي الجديد من حلف شمال الأطلسي.

وشدد الأمين العام للحلف على أن "هذا ليس هو الوقت للتشكيك في الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة".

وتسبب فوز ترامب المفاجئ بصدمة في أوروبا التي تخشى من أن ينفذ الرئيس المنتخب وعده بوضع "أميركا أولاً" ما يؤدي إلى خفض العلاقات بين واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والتي طبعت النظام السياسي الغربي منذ الحرب العالمية الثانية.

"الجميع من أجل واحد"

وذكّر ستولتنبرغ بأن المرة الوحيدة التي لجأ فيها الأطلسي إلى مبدأ "الجميع من أجل واحد"، كانت غداة اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر ضد الولايات المتحدة.

وينص هذا المبدأ على أنه في حال تعرض أحد بلدان الحلف لهجوم، يتحرك الأعضاء الآخرون بصورة فردية أو جماعية دفاعاً عنه.

وأشار ستولتنبرغ إلى أن أكثر من ألف جندي أوروبي "دفعوا ثمناً غالياً" في أفغانستان خلال الحملة العسكرية التي شكلت "رداً مباشراً" على اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر.

ولفت إلى أن حلف الأطلسي سمح بحصول "تكامل في أوروبا" وبإنهاء الحرب الباردة، مضيفاً أن "القادة الأوروبيين فهموا (…) أن السير بشكل منفرد ليس خياراً".

وأردف أن الحلف مستمر في تأدية دور رئيسي في مكافحة الإرهاب.

وأقر ستولتنبرغ بأن على القادة الأوروبيين أن يزيدوا المساهمات المالية في الحلف الذي يضم 28 دولة عضواً. وكان موقف مماثل قد صدر عن ترامب خلال حملته الانتخابية.

وتساهم الولايات المتحدة حالياً بنحو 70% من مجموع إنفاق حلف الأطلسي.

وقال الأمين العام للحلف "في هذه المرحلة الغامضة، نحن بحاجة إلى قيادة أميركية قوية، وإلى أوروبيين مستعدين ليضطلعوا بدورهم" بشكل عادل، مضيفاً "لكن قبل كل شيء، يجب علينا أن ندرك أهمية الشراكة الأوروبية الأميركية. فهي تبقى أساسية".

موقف أوباما

أما أوباما فقال لصحيفة كاثيميريني "أفضل فرصة لدينا للتقدم هي أن نقاوم إغراء الانغلاق على أنفسنا، وأن نقوم على العكس من ذلك بإحياء قيمنا المشتركة، وأن نعمل معاً لضمان أن مؤسساتنا السياسية والاقتصادية توفر الأمن والرخاء اللذين يستحقهما الجميع".

وفي هذه المقابلة وجه أوباما الذي من المقرر أن يبدأ الثلاثاء جولة ستقوده إلى اليونان وألمانيا قبل رحلة إلى بيرو، رسائل إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي أثارت مواقفه ذات النزعة الانعزالية مخاوف لدى البعض.

وشدد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته على أن "التكامل الأوروبي هو أحد أعظم الإنجازات السياسية والاقتصادية في العصر الحديث، والتي يستفيد منها كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعالم أجمع".

وتابع "أوروبا أكبر شريك اقتصادي لنا"، مشيراً إلى أن المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة مرتبطة بـ"أوروبا مستقرة" ومزدهرة.

تحميل المزيد