فقدت سوزان بركات 3 أشخاص من أسرتها العام الماضي، عندما قام شخص يدعى كريغ ستيفن هيكس بإطلاق النار عليهم.
كان هيكس يعيش في نفس المجمع السكني الذي كان يعيش فيه أخوها، ضياء بركات (23 عاماً) وزوجته التي تزوجها مؤخراً، يسر أبوصالحة (21 عاماً).
في 10 فبراير/شباط 2015، دخل هيكس شقة الزوجين، فأطلق عدة طلقات على ضياء، من ضمنها طلقة في فمه. وقتل يسر، وأختها رزان أبوصالحة (19 عاماً) التي كانت هناك لتناول الغداء، بطريقة تنفيذ حكم الإعدام.
وقالت سوزان بركات في إحدى خطب TED القوية، الشهر الماضي: "قتلهم جارهم بسبب معتقدهم، بسبب قطعة من القماش اختاروا وضعها على رؤوسهم، لأنهم كانوا مسلمين بوضوح". وقد نشر ذلك الفيديو على الإنترنت يوم الاثنين.
الشرطة ووسائل الإعلام مع الادعاء
وتذكرت سوزان الغضب الذي شعرت به عندما سمعت هيكس يزعم أن القتل كان بسبب نزاع على مكان لركن السيارة، والغضب الذي شعرت به عندما ردّدت الشرطة ووسائل الإعلام ذلك الادعاء.
وأضافت: "كان بعض الغضب الذي شعرت به حينها مرجعه إلى أننا لو عكسنا الأدوار، فأعدم عربي أو مسلم أو شخص يشبه المسلمين 3 طلاب أميركيين بيض في بيتهم، ماذا كنا سنسمي ما حدث؟ كنا لنسميه حادثاً إرهابياً".
وقالت سوزان: "عندما يرتكب شخص أبيض فعلاً عنيفاً في الولايات المتحدة يعتبر ما فعل حادثة استثنائية، أو المرتكب مختلاً عقلياً أو أنه فعل فعلته بسبب نزاع حول مكان ركن السيارة".
ومع ذلك، فيقال إن هيكس قال ليسر ذات يوم إنه لا تعجبه طريقة ارتدائها ملابسها. وكان يضع منشورات معادية للدين على فيسبوك. وبحسب سوزان، لم يكن هناك أي نزاع على مكان ركن السيارة ذلك اليوم. لم يكن هناك شيء استفز هيكس.
وأكدت سوزان أنها تريد للعالم أن يعرف ذلك، إن ما حدث كان جريمة كراهية. وقالت إن جاراً لوالديها، صحفي يدعي نيل، زارهم، واقترح عليهم تنظيم مؤتمر صحفي للأسرة، ليس بصفته الصحفية، وإنما بصفته جاراً يريد المساعدة.
بعد يوم من المؤتمر الصحفي الذي رتّبه نيل، كانت سوزان تجري مقابلة على "سي إن إن". وأوضحت سوزان أن كل الصحف الكبرى بدأت في التفاعل مع القصة كذلك، "وهو الأمر الذي سمح لنا بأن نستعيد السردية، وأن نجذب الانتباه لتعميم للكراهية ضد المسلمين".
بعد جريمة القتل الثلاثية التي ارتكبها هيكس بعدة أشهر، أعلن ترامب ترشحه للرئاسة، فساعد على بدء عهد جديد من الخطاب السياسي المعادي للمسلمين في أميركا. وبدأ من ذلك الحين في الدعوة لحظر المسلمين من دخول أميركا، وعمل قاعدة بيانات للمسلمين. وقال: "الإسلام يكرهنا".
وأشارت سوزان إلى أن "هذه الأيام يبدو أن الإسلاموفوبيا قد أصبحت نوعاً مقبولاً اجتماعياً من أنواع التعصب. كل ما علينا فعله أن نتحملها ونبتسم. الحملقات الكريهة، والخوف الواضح عند صعود الطائرة، والتفتيش العشوائي في المطارات الذي يحدث 99٪ من الوقت".
وأضافت أنه "ليس من قبيل المصادفة وقوع الجرائم بالتوازي مع الدورات الانتخابية". في الواقع، شهد عام 2015، نحو 260 جريمة كراهية ضد المسلمين، بزيادة قدرها 80٪ على عام 2014، وهي النسبة الأعلى منذ عام 2001.
كما وثّقت "هافينغتون بوست"، حتى الآن في 2016، نحو 300 حالة من حالات العنف ضد المسلمين، والتمييز، والسياسات والخطابات السياسية المعادية للمسلمين. وألقي القبض الشهر الماضي على 3 رجال، اثنان منهما عبرا عن دعمهما لترامب، لتخطيطهما لقتل مسلمين بسبب معتقدهم. كما ألقي القبض الشهر الماضي على مؤيد آخر لترامب في لوس أنجلوس بسبب تهديده بقتل مسلمين.
وقالت سوزان في خطابها إن ما تحتاجه أميركا الآن هو المزيد من "نيل"، أي حلفاء غير مسلمين يتقدمون لمساعدة جيرانهم المسلمين ويتكلمون ضد الإسلاموفوبيا عندما يرونها.
وأضافت لجمهور TED: "الكثير من الجيران ظهروا في تلك القصة. وأنتم، في أحيائكم، كلكم لديكم جيران مسلمون أو زملاء أو أصدقاء لأبنائكم في المدرسة يلعبون معهم. تواصلوا مع هؤلاء. عرّفوهم أنكم تقفون تضامناً معهم. ربما يبدو الفعل صغيراً، لكنني أؤكد لكم أنه سيصنع فارقاً".
وشرحت سوزان في منشور لها على فيسبوك، الإثنين الماضي، الحاجة الملحّة لرسالتها. وكتبت: "في وقت قد يصبح فيه شخص مثل ترامب رئيساً لنا، من المهم أن نشارك مع الناس التكلفة المميتة للكراهية".
وقبل موت ضياء ويسر كانا يجمعان تبرعات لتوفير إغاثة لعلاج أسنان اللاجئين السوريين في تركيا. وقد اجتمعت عائلات ضياء ويسر ورزان منذ ذلك الحين لبدء صندوق وقف الفائزين الثلاثة، الذي "سيصنع نموذجاً مستداماً لتمويل مشروعات مشابهة، تخليداً لإرثهم من التفاني في الخدمة والتعليم لسنوات قادمة". وفي وقت نشر هذا المقال، جمعت الأسرة حوالي 650 ألف دولار، والهدف جمع مليون دولار.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.