قال ترامب إنه سُمِّي "رجل العام" في ميشيغان منذ 5 سنوات. لكن لا يوجد دليل على ذلك. جاء هذا في أحد الجمل التي طرحها باستهتار عن المدينة المتخصصة في صناعة السيارات. ادعى دونالد ترامب في الخطاب الذي ألقاه الأحد الماضي، أنه تم "تكريمه" كـ"رجل العام في ولاية ميشيغان" منذ 5 أعوام.
ولم تكن لدينا أي فكرة عمّا يتحدث عنه ترامب. ولا يعني هذا أن ما يقوله لم يحدث. لكن لا يبدو وكأن هناك أي سجّل لحدوث هذا الأمر، وفي الوقت ذاته، الأشخاص الذين من المُفترض أن يكون لديهم علم بالأمر، وإن كان قد حدث بالفعل، لا يتحدثون عنه.
قام فريق "هافينغتون بوست" بالنظر خلال محركات البحث المُختلفة وسجلات الأرشيف الخاصة بالصحف، لكن باءت كل مُحاولات العثور على أثر للقصة، بالفشل. وقمنا بعملية فحص مع ديفيد فاهرينثولد من صحيفة "واشنطن بوست"، الذي قام بالتدقيق في كل تفاصيل السيرة الذاتية لترامب في تقريره، وقال إنه لا يعلم أي شيء عن هذا التكريم. فتواصلنا مع مكتب حاكم ولاية ميشيغان، ريك سيندر، وسألنا عن حملة ترامب، لكنهم لم يستجيبوا للطلب.
أما وكالة Detroit للأخبار، فلديها قائمة بالحائزين على لقب رجل العام في ميشيغان، ولم يَرد اسم ترامب فيها. وعندما قمنا بالمراجعة مع الغرفة التجارية لولاية ميشيغان، أخبرنا أحد العاملين هناك بأنهم ليس لديهم جائزة "رجل العام" في ميشيغان. كما قُمنا بمراجعة أرشيف حساب تويتر الخاص بترامب ووجدنا أنه لم يكتب أي تغريدة عن فوزه بتلك الجائزة، رغم أنها تبدو وكأنها من النوع الذي سيذكره لا محالة إن فاز بها بالفعل.
وبالعودة إلى سبتمبر/أيلول عام 2008، قامت وكالة أخبار Home News Tribune في ولاية نيوجيرسي بعمل تقرير يتضمن دورة الغولف التي حصل عليها ترامب في Bedminster. أما عن القصة التي روتها Tribune فتقول إن منظمة الخدمات الموحدة USO "اختارت ترامب للفوز بجائزة رجل العام في 2002".
لكن لا يبدو وكأن هذا الأمر له علاقة ولو من بعيد بما تحدّث عنه ترامب في ستيرلينغ هايتس، بولاية ميشيغان يوم الأحد الماضي. وكبداية فإن عام 2002 يرجع إلى أكثر من 5 سنوات مضت، كما أن جائزة USO لا علاقة لها بصناعة السيارات.
أما عن الموقع الإلكتروني المحافظ World Net Daily، فقد أطلق لقب رجل العام على ترامب في 2015. ومجلة Time ذكرت اسمه في المركز الثاني لجائزتها في العام ذاته. لكننا نقول مرة ثانية إن كل تلك الجوائز لا علاقة لها بولاية ميشيغان أو بصناعة السيارات. وقطعاً عام 2015 الذي حصل فيه ترامب على تلك الجوائز، لم يكن منذ 5 سنوات مضت.
تحدث ترامب في عشاء Oakland County GOP Lincoln Day عام 2013 وادعى أنه جذب عدداً قياسياً من الجمهور في تلك الليلة، وحدث ذلك الأمر في ميشيغان. لكنها مع ذلك لم تكن جائزة، كما أنها حدثت منذ 3 سنوات، وليس 5 سنوات كما يدعى ترامب.
أما في 2012 فقد قام الحزب الجمهوري بمقاطعة ساراسوتا بتسمية ترامب "رجل الدولة لذلك العام". ومرة أخرى، كان ذلك منذ 4 سنوات وليس 5 (رغم أنه إن تحدثنا بمنطق العدل فإننا نشعر وكأن عام 2016 استمر لعامين على الأقل، وقد يساعدنا ذلك على فهم الالتباس). لكن هناك مشكلة أخرى في هذه الحالة، وهي أن ساراسوتا تقع في ولاية فلوريدا وليس ميشيغان.
ولكي ننهي الأمر باختصار، يمكننا القول إننا وقعنا في حيرة من أمرنا. فمن الممكن أن تكون هناك حلقة مفقودة لم نعثر عليها بعد، ويكون ترامب قد حصل بالفعل على جائزة رجل العام في ميشيغان. ولكن من الممكن أيضاً أن يكون ترامب قد افتعل هذا الأمر برمته، فترامب لديه تاريخ مُسبق في اصطناع الحصول على جوائز.
وإن كان هذا هو الحال بخصوص تلك الجائزة، فالأمر جامح للغاية. إذ إن ترامب قام الأحد الماضي، بوصف الخطاب الذي ألقاه بعد فوزه بجائزة "رجل العام" في ميشيغان.. ووصفه بالتفصيل!
قال ترامب: "تحدثت في الخطاب الذي قُمت بإلقائه عما تفعله المسكيك وتلك الدول الأخرى بنا، خاصة عما يفعلونه في ميشيغان. وتم انتقادي بشدة".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.