15 ولاية أميركية تحدد من يسكن البيت الأبيض.. ماذا فعل ترامب وكلينتون للفوز بأصواتها؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/06 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/06 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش

أريزونا

لم تصوّت ولاية أريزونا لمرشحٍ ديمقراطي في انتخابات الرئاسة منذ فوز بيل كلينتون بالانتخابات عام 1996، لكن الديمقراطيين يعتقدون أن زيادة نسبة تسجيل الناخبين ذوي الأصول اللاتينية بالولاية ستضفي بعض المنافسة.

أظهر التصويت الأخير تفوق المرشح الجمهوري دونالد ترامب بشكلٍ طفيف على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، لكن الحزب الديمقراطي يستشهد بتفوق هيلاري في تصويتٍ مبكر كدليل على أن التصويت بالولاية سيكون متقارباً إلى حد ما. وفي يوم الجمعة، آخر أيام التصويت المبكر، اصطف الآلاف من سكان ولاية أريزونا في طوابير طويلة للتصويت، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

كما يوجد بالولاية سباقان انتخابيان آخران يدللان على القوة المتزايدة للناخبين ذوي الأصول اللاتينية بالولاية. إذ يترشح السيناتور جون ماكين –مرشح الرئاسة عن الحزب الجمهوري عام 2008، الذي دعم ترشح ترامب على استحياء في انتخابات هذا العام– لولاية سادسة بمجلس الشيوخ. ويبدو أن ماكين سيفوز بالانتخابات بالفعل ويرجع ذلك جزئياً إلى الدعم المتواضع من السكان ذوي الأصول اللاتينية.

كما يخوض جو أربايو -مدير الشرطة بمقاطعة ماريكوبا– منافسة شرسة لإعادة انتخابه مرة أخرى بعد 24 عاماً في هذا المنصب، وذلك بسبب مشاداته مع وزارة العدل، فجو –التابع للحزب الجمهوري– يُعَد أحد رموز الاستقطاب في الجدال الدائر حول الهجرة وتأمين الحدود في أميركا. وتركز المجموعات الليبرالية واللاتينية على هذا السباق الانتخابي كفرصةٍ لإبعاد الرجل الذي يرونه رمزاً لسياسات احتجاز المهاجرين غير العادلة.

كولورادو

واحدة من أكثر الولايات تأرجحاً فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة؛ إذ صوّتت الولاية للمرشح الجمهوري جورج بوش عام 2004 بنسبة أعلى من باقي الولايات كلها تقريباً. وبعدها بـ4 سنوات، جاء تصويت الولاية بنفس النتيجة، لكن هذه المرة لصالح المرشح الديمقراطي باراك أوباما.

سيستمر نمط التصويت بالولاية كما هو إن جاء التصويت هذه المرة لصالح هيلاري كلينتون، التي تقدمت في معظم استطلاعات الرأي السابقة في كولورادو طوال الانتخابات العامة تقريباً. لم تقم حملة هيلاري بإذاعة أية إعلانات على التلفاز في الولاية طوال الحملة الانتخابية، لكنها بدأت في إذاعة بعض الإعلانات في الأيام القليلة الماضية لارتفاع حدة التنافس.

ولم يظهر تأرجح الولاية بهذا الشكل سوى في الانتخابات القليلة الماضية، ويبدو أن الولاية تتحول إلى اليسار بسرعة كبيرة. فهذا العام، وللمرة الأولى منذ عقود، يزيد عدد الناخبين الديمقراطيين والناخبين غير المنتمين لأي حزب عن عدد الناخبين الجمهوريين.

وترجع أسباب هذا التحول إلى تزايد عدد سكان الولاية ذوي الأصول اللاتينية، الذين يمثلون أكثر من 20% من السكان بها، وكذلك التزايد المفاجئ لعدد الناخبين الشباب بمنطقة دنفر.

لكن، كغيرها من الولايات الغربية التي تتسم بتأرجح مشابه في موقفها، فإن ولاية كولورادو منقسمة بشكل واضح؛ إذ يتواجد بها تيار قوي من المحافظين.

إن فازت هيلاري بأصوات ولاية كولورادو ستكون هذه هي المرة الأولى خلال قرنٍ كامل التي تصوّت فيها كولورادو لمرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة 3 مرات على التوالي.

فلوريدا

أصبحت هذه الولاية المعروفة بولاية "الشمس المشرقة" مركز السباق الانتخابي هذه المرة أيضاً، وتكررت زيارات كلينتون وترامب لها خلال الحملة الانتخابية. فالولاية ضرورية بالنسبة لترامب وفرصته في الفوز. باستثناء باقي الولايات، فإن فشل ترامب في الفوز بأصوات فلوريدا يحرمه من الحصول على أصوات المجمع الانتخابي التي يحتاجها للوصول إلى البيت الأبيض، التي يصل عددها إلى 270 صوتاً.

ركز كل منا ترامب وكلينتون على الفوز بوسط ولاية فلوريدا، التي تمتد من الشرق إلى الغرب، من منطقة دايتونا بيتش على الساحل الأطلسي إلى منطقة تامبا، حيث أنعش الديمقراطيون فوزهم بفارق مرتفع في التصويت المبكر، الذي كان سببه تصويت السكان ذوي الأصول اللاتينية، وبالأخص تدفق سكان بورتوريكو الذين يحاولون الهرب من الظروف الاقتصادية الصعبة بجزيرتهم. طبقاً لحملة كلينتون، كان عدد المصوتين ذوي الأصول اللاتينية يوم الأربعاء في فلوريدا أكبر من عدد المصوتين طوال فترة التصويت المبكر عام 2012 بنفس الولاية.

تُعَد منطقة جنوب فلوريدا أيضاً من المناطق المتأرجحة، وذلك بسبب معارضة الشباب الأميركيين ذوي الأصول الكوبية بالمنطقة لموقف كبار السن بعائلاتهم وتأييد مرشح الحزب الديمقراطي.

يوجد أيضاً سباقٌ انتخابي آخر على مقعد الولاية بمجلس الشيوخ، بين السيناتور ماركو روبيو، الذي استخدم حملته الانتخابية لمهاجمة الكونغرس، والنائب باتريك ميرفي. يتقدم روبيو على ميرفي في استطلاعات الرأي، وقلص الديمقراطيون إنفاقهم على الإعلانات، لكن ميرفي من الممكن أن يحظى بالمساعدة إن تفوقت هيلاري كلينتون على ترامب بفارقٍ كبير.

جورجيا

كان آخر مرشح ديمقراطي يفوز بأصوات ولاية جورجيا هو بيل كلينتون عام 1992، ولذا لم يكن متوقعاً أن تحظى هيلاري بفرصة كبيرة بالولاية. لكن يبدو أن المرشحين يتنافسان بالفعل بشكلٍ متقارب على الفوز بأصوات جورجيا.

إذ أظهرت بعض استطلاعات الرأي الأخيرة بالولاية تقارب عدد أصوات المرشحين، وأحيانًا خرجت النتيجة بتفوقٍ بسيط لصالح ترامب.

يأتي هذا الدعم لكلينتون من تقدمها الساحق على ترامب بين الناخبين السود في مدينة أتلانتا وغيرها، وهو ما ظهر في استطلاع الرأي الأخير المشترك بين وكالة NBC وصحيفة Wall Street Journal وكلية Marist الأسبوع الماضي، الذي أظهر تقدم كلينتون على ترامب بين الناخبين الأميركيين الأفارقة.

وفرت أصوات الناخبين السود بأحياء مدينة أتلانتا مساراً ممكناً لفوز الديمقراطيين لا يحتاجون فيه إلى التغلب على تيار المحافظين من السكان البيض، الذين يشكلون القاعدة الأكبر للناخبين المؤيدين لترامب.

ويكمن الأمر كله في الكيفية التي يمكن لهيلاري بها تحريك الناخبين بالولاية، وليس فقط الناخبين السود، ولكن أيضاً الناخبين ذوي الأصول اللاتينية والآسيوية، الذين تتزايد أعدادهم بالولاية مع الوقت. ويرى بعض أعضاء الحزب الديمقراطي أن الحزب مازال بعيداً عن المنافسة بالولاية إلى حد ما.

ولظهور فرصةٍ ممكنة في الفوز بأصوات الولاية، قامت حملة هيلاري كلينتون بزيادة استثماراتها في الدعاية بولاية جورجيا في أغسطس/آب، وكذلك قامت إحدى اللجان السياسية المؤيدة لها بتمويل إذاعة بعض الإعلانات التلفزيونية.

أيوا

من الممكن أن تسهم شعبية ترامب بين الناخبين البيض غير الحاصلين على التعليم الجامعي في ترجيح كفته في الفوز بأصوات ولاية أيوا، التي صوتت لمرشح الحزب الديمقراطي أوباما في انتخابات 2008 و2012. تبلغ نسبة السكان البيض حوالي 90% من سكان الولاية.

وطبقاً لتقدير صحيفة "واشنطن بوست" لمتوسط نسب التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن ترامب يتقدم بحوالي 5 نقاط. ومع أن حملة كلينتون انتشرت بشكل مكثف في دعايتها بشوارع الولاية، إلا أن هيلاري نفسها لم تعقد سوى بضعة مؤتمرات بالولاية.

ومع أن ترامب يتم انتقاده بالعديد من الولايات المتأرجحة لضعف وتأخر حملاته الدعائية واعتماده على نواب يفتقدون للخبرة التي تمكنهم من مجاراة الديمقراطيين، إلا أنه في أيوا يقود حملته إريك برانستاد، ابن حاكم الولاية تيري برانستاد. تعرف عائلة برانستاد الكثير عن السياسة بالولاية، ما مكّنها من دعم ترامب في الولاية بشكل تفتقده حملته في ولاية أخرى لها نفس الأهمية.

ظهر ترامب في عدة مؤتمرات بالولاية في الأسابيع الماضية، وكذلك بعث بزميله في الترشح الحاكم مايك بينس لدعم حملته الانتخابية هناك.

ومع هذا التنافس الشديد على أصوات الولاية، فإن ولاية أيوا لديها ستة أصوات فقط بالمجمع الانتخابي. لكن الفوز بأصوات الولاية ضروري بالنسبة لترامب، نظراً لفرصته الضعيفة في الحصول على الأصوات اللازمة داخل المجمع الانتخابي للفوز بالانتخابات.

ميشيغان

من الممكن لهذه الولاية الصناعية التي فاجأت هيلاري في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي واختارت السيناتور بيرني ساندرز أن تفاجأ هيلاري مرةً ثانية في الانتخابات الرئاسية.

فمع أن الناخبين بالولاية لم يقوموا بدعم أي مرشح جمهوري للرئاسة منذ عام 1988، إلا أن اعتراض سكان الولاية على سياسات العولمة جعل من الصفقات التجارية قضية كبرى في بعض أجزاء الولاية، وهي الأجزاء التي من المتوقع أن يكون أداء ترامب فيها أفضل من هيلاري في الانتخابات، وخاصةً بين الناخبين من البيض غير الحاصلين على التعليم الجامعي.

وباقتراب نسب نتائج استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية، يحاول ترامب تنفيذ بعض الدعاية المتأخرة بالولاية، وكذلك قامت هيلاري ونوابها بزيادة زياراتهم مؤخراً للولاية لمحاولة زيادة إقبال الناخبين على التصويت. تقوم الحملتان أيضاً بإذاعة الإعلانات على مستوى الولاية. وستقوم كلينتون بزيارة منطقة غراند رابيدز يوم الإثنين، وكذلك سيقوم أوباما بزيارة مدينة آن أربر.

تُعَد الولاية من أقل الولايات في تنوع سكانها، إذ يبلغ نسبة الناخبين البيض حوالي 72%، ما يعني فقدان كلينتون للميزة الديموغرافية التي تحظى بها، وهي دعم الأقليات لها. تحاول كلينتون الحفاظ على قوتها في المراكز الحضرية بالولاية، خاصة بين الناخبين السود في مدينة ديترويت. ومع أهمية هؤلاء الناخبين بالنسبة لكلينتون، فإن هناك مؤشرات بالتصويت المبكر في مناطق أخرى على وجود صعوبات أمام كلينتون للفوز بتأييد هؤلاء الناخبين.

نيفادا

صوت سكان نيفادا للفائز النهائي بالانتخابات الرئاسية في كل الانتخابات منذ عام 1992. لكن كمعظم الولايات المتأرجحة، تنقسم مناطق الولاية في تأييدها للحزبين. فالجزء الجنوبي من الولاية، مدينة لاس فيغاس ومقاطعة كلارك، يؤيد الحزب الديمقراطي. بينما الجزء الشمالي، مدينة رينو ومقاطعة واشو، ينقسم تأييد سكانه بين الحزبين. ويغلب على المدن الريفية المحيطة بالصحراء الفاصلة بين جزأي المدينة تأييد الحزب الجمهوري.

لكن الوضع يتغير بالولاية حالياً. فحوالي ثلث سكان الولاية من أصولٍ لاتينية، وهناك تزايد في عدد السكان الأميركيين ذوي الأصول الآسيوية كذلك. وبذل الديمقراطيون جهداً شديداً للفوز بتأييد هؤلاء السكان الجدد بالولاية، ما جعل نيفادا في مقدمة الولايات الغربية التي تدعم الحزب الديمقراطي.

وينتشر بنيفادا أيضاً تيارٌ مستقل ومتحرر، ويبدو أن ترامب قد استطاع استغلاله. فقد تمكن ترامب من التقدم بفارق بسيط وأيضاً التعادل في استطلاعات الرأي الثلاثة الأخيرة، ما يعني أن رسالة ترامب بخصوص الاقتصاد قد لاقت رواجاً لدى سكان ولاية نيفادا الذين مازالوا يحاولون التعافي من فترة الركود الاقتصادي.

لكن نتائج التصويت المبكر – التي تُعَد مؤشراً قوياً في نيفادا – تأتي في صالح الحزب الديمقراطي، في نتائجٍ مشابهة لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2012 التي فاز بها أوباما. ولهذا يبدو أن السباق بولاية نيفادا هذه المرة سوف يكون مصحوباً بالتوتر الشديد.

نيو هامبشير

تبرز ولاية نيو هامبشير الصغيرة والمستقلة فكرياً في الانتخابات الرئاسية بسبب إقامة أول انتخابات تمهيدية في أميركا بها، بعد بضعة أيام من بداية المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا.

ولا يُعَد الفوز بأصوات الولاية الأربع في المجمع الانتخابي ذا قيمةٍ كبرى، لكن المنافسة ستشتد عليها بسبب النفوذ الشديد للحزب الجمهوري بها وسط ولايات الشمال الشرقي المؤيدة للحزب الديمقراطي.

وقد صوّتت ولاية نيو هامبشير لصالح المرشح الديمقراطي في 5 من الانتخابات الرئاسية الستة الأخيرة. وفاز أوباما بأصوات الولاية بفارق حوالي 5.5 نقطة عن المرشح ميت رومني عام 2012، لكن يبدو أن هيلاري لن تستطيع الفوز بفارق مشابه.

ويعاني الحزب الديمقراطي من التراجع في نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة في الولاية في الأسبوعين الماضيين، بخسارة وصلت إلى نقطتين في العطلة الأسبوعية فقط، وذلك طبقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

وتقترح بعض استطلاعات الرأي أن هذا التراجع جاء بسبب إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول عن تحقيقٍ جديد يقوم به المكتب بخصوص تسريبات البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون. ومن المتوقع أن تزور هيلاري الولاية في مؤتمرٍ أخير يوم الأحد.

وبالإضافة إلى ذلك، فالرئيس الحالي أوباما سيسافر إلى الولاية يوم الإثنين عشية الانتخابات، ما يشير إلى الصعوبات التي تلاقيها هيلاري بالولاية.

نيو ميكسيكو

كانت الولاية المعروفة بأرض السحر معقلاً للحزب الديمقراطي خلال السباقين الأخيرين للانتخابات الرئاسية، إذ فاز أوباما بأصوات الولاية بفارقٍ كبير في المرتين. زار ترامب الولاية مؤخراً وأقام مؤتمرًا مسائياً بالمطار في رحلةٍ سريعة استغرقت حوالي 11 ساعة لمحاولة كسب التأييد بالولاية. ولكن لم تُظهِر أياً من استطلاعات الرأي الأخيرة تفوق ترامب على كلينتون.

أفقد خطاب ترامب المعادي للهجرة ووعوده المتكررة ببناء جدارٍ حدودي بين أميركا والمكسيك الكثير من الشعبية بين الناخبين ذوي الأصول اللاتينية، والذين يمثلون حوالي ثلث الناخبين بالولاية طبقاً لاستطلاعات الرأي عام 2012، ما يجعل من ولاية نيو مكسيكو تحدياً كبيراً لترامب.

ولم تحاول حملة كلينتون بذل الجهد طوال الحملة الانتخابية للفوز بأصوات الولاية، ولم تبدأ بإذاعة الإعلانات في الولاية إلا في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات.

وقد فاز مرشح الحزب الديمقراطي بأصوات الولاية في 5 من الانتخابات الرئاسية الستة الأخيرة. ولم يختلف الأمر سوى في عام 2004، حين فاز جورج بوش بفارقٍ بسيط.

لكن من الممكن أن تتعقد الأمور في ولاية نيو ميكسيكو بالنسبة لكل من هيلاري وترامب، فمرشح الحزب الليبرتاري غاري جونسون خدم لفترتين كحاكم للولاية، ومازال لديه داعمين بها، وهو ما ظهر في استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت حصوله على حوالي 7% من الأصوات.

كارولينا الشمالية

هي الولاية الأكثر زيارةً من قبل المرشحين في نهاية حملتيها الانتخابية هذه السنة، ومن الممكن أن تأتي نتيجتها في صالح أي منهما.

وكانت الولاية منطقةً مفضلةً بالنسبة للحزب الجمهوري على مر السنوات في الانتخابات الرئاسية. ومع فوز أوباما بشق الأنفس بأصوات الولاية عام 2008، إلا أنه خسر أمام المرشح الجمهوري ميت رومني بفارقٍ بسيطٍ أيضاً عام 2012.

يرى الحزب الديمقراطي أن هناك بعض المؤشرات في صالحه بالولاية، كالعدد الكبير للناخبين البيض الجامعيين في المدن والضواحي الممتدة من مدينة رالي إلى مدينة شارلوت، والزيادة في نسبة الناخبين الأميركيين الأفارقة بالولاية، نتيجة لحملة أوباما الانتخابية بها.

ولتفوز بأصوات ولاية كارولينا الشمالية، تعتمد هيلاري على تصويت الناخبين الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية كأوباما. طبقاً لاستطلاعات الرأي التالية لعمليات الاقتراع، شكل هؤلاء الناخبون حوالي 18% من نسبة المصوتين عام 1996، وتزايدت هذه النسبة لتصل إلى 23% عام 2012. لكن نتائج التصويت المبكر هذا العام أظهرت قلةً في المشاركة بين هؤلاء الناخبين، ربما بسبب عدم تحمسهم بخصوص الانتخابات.

من ناحيةٍ أخرى، يحاول ترامب رفع نسبة المشاركة في الأجزاء الريفية من الولاية، خصوصاً في الشرق، حيث كانت تزدهر صناعة التبغ، وحيث لازالت تعاني الولاية من خسائر عملية التصنيع.

أوهايو

تلعب السمات الديموغرافية لهذه الولاية في صالح ترامب، إذ تبلغ نسبة السكان البيض حوالي 80%، والنسبة الأكبر من سكانها هم من الطبقات العاملة والطبقات الوسطى القلقة بشأن الاقتصاد.

ومع أن أوباما قد فاز بأصوات الولاية عامي 2008 و2012، إلا أن أوهايو صوتت لحساب ترامب في استطلاعات الرأي هذا العام. وبعد خروج بعض استطلاعات الرأي في منتصف أكتوبر بالتعادل بين المرشحين، عاد ترامب للتقدم مجدداً على كلينتون بخمس نقاط مئوية، وذلك طبقاً لتقدير صحيفة واشنطن بوست لمتوسط نتيجة الاستطلاعات.

ويثق الحزب الجمهوري بفوز ترامب بأصوات الولاية، التي من الضروري له أن يفوز بها إن كان يريد الفوز بالانتخابات الرئاسية. وتأتي شعبية ترامب بالولاية من القبول الذي يحظى به لدى السكان البيض غير الحاصلين على شهاداتٍ جامعية، وتدعم تلك الشعبية التأييد الذي يحظى به لدى الرجال (ترامب وكلينتون يقتسمان تأييد الناخبات، وذلك طبقاً لاستطلاع رأي أخير أجرته جامعة كوينيبياك).

وقامت حملة كلينتون بمحاولات أخيرة بأوهايو في الأيام الأخيرة للانتخابات، وذلك على أمل إقناع عدد كافٍ من الناخبين غير البيض بالتصويت لهيلاري لإحباط فوز ترامب بأصوات الولاية. وقام المغنيان جاي زي وبيونسيه بإقامة حفلةٍ بالولاية مساء الجمعة، وذلك في محاولةٍ للحصول على أصوات الناخبين.

بينسلفانيا

مع أن أصوات الولاية كانت من نصيب المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الستة الأخيرة، إلا أن الحزب الجمهوري يرى أن الفوز بأصوات الولاية شيء ممكن، وذلك بسبب العدد الكبير من السكان بالولاية الذي ينتمي للطبقات العاملة والوسطى.

حاول ترامب هذا العام تنشيط الكتلة الجمهورية في الولاية، التي هُزِمَت في الانتخابات السابقة بسبب أصوات الديمقراطيين في منطقة فيلادلفيا في الشرق والمنطقة المحيطة ببيتسبرغ في الغرب، وهما نفس المنطقتان الحضريتان الكبيرتان التي ركزت عليهما كلينتون هذا العام.

وبالنسبة للحزب الديمقراطي، فإن الفوز بأصوات منطقة فيلادلفيا هو المفتاح للفوز بأصوات الولاية، ولتحقيق ذلك فإن عليه تحفيز العدد الكبير للسكان الأميركيين الأفارقة بالمدينة وكذلك السكان البيض بالأحياء المحيطة بمحيطها. فهذه الأحياء التي تحيط بالمدينة لم يذهب تأييدها لترامب هذا العام، وذلك مع تأييدها للحزب الجمهوري في الانتخابات السابقة.

وفي عام 2008، فاز أوباما تقريباً بأصوات جميع أحياء فيلادلفيا، والتي جاءت أصواتها على رأس المناطق الحضرية الأكثر سكاناً.

وطبقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، يشير متوسط نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم كلينتون بحوالي 5 نقاط، لكن حملتها الانتخابية ترى بعض المؤشرات المقلقة. ولهذا كثفت الحملة من جهودها في الأيام الأخيرة للسباق الانتخابي، وكذلك أمضى جو بايدن – نائب الرئيس الحالي، وأحد مواطني بنسلفانيا – عطلته الأسبوعية كلها في الولاية دعماً لهيلاري.

يوتا

تؤيد ولاية يوتا الحزب الجمهوري، ولم تختر مرشحاً ديمقراطياً للرئاسة منذ عام 1964، ولا يبدو أنها ستقوم بذلك أيضاً هذه المرة. ولكن من الممكن أن يخسر كل من كلينتون وترامب أصوات الولاية لمصلحة إيفان مكمولن، العميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

ويترشح إيفان مكمولن – من طائفة المورمون، وأحد مواطني يوتا – كمرشح مستقل في انتخابات الرئاسة. ويزعم أنه ينافس على أصوات 34 ولاية من ولايات أميركا. وتُظهِر بعض استطلاعات الرأي تعادل أصواته مع ترامب بالولاية، بفارقٍ بسيط عن هيلاري كلينتون.

ويُظهِر تقدم مكمولن في الولاية رفض سكانها – الذين ينتمي معظمهم لطائفة المورمون – لترامب، المرشح الصاخب الذي تزوج 3 مرات وله تعليقات مسيئة عديدة بخصوص السيدات، ويريد منع دخول المسلمين لأميركا. وهو الأمر الذي استغلته هيلاري كلينتون، فافتتحت مكتباً لحملتها بالولاية وأرسلت نوابها إليها.

وكان المرشح الجمهوري السابق ميت رومني – الذي فاز بحوالي 73% من أصوات الولاية عام 2012 – قد تنصل من دعم ترامب. وحاول سياسيون جمهوريون آخرون الاستمرار في دعمه مع رفض تصريحاته المسيئة.

وبعد ظهور تسجيلٍ لترامب يتفاخر فيه بقدرته على التحرش بالنساء بسبب شهرته لعمله كمذيعٍ تليفزيوني، أعلن النائب جاسون تشافيتز عن تراجعه عن تأييده لترامب، ليعود بعدها بـ19 يوماً ويعلن تصويته له في الانتخابات.

فرجينيا

مع أن فرجينيا تُعَد من الولايات المتأرجحة، إلا أن كلينتون كانت تتقدم لشهور في استطلاعات الرأي، إلى درجة أن حملتي المرشحين توقفتا عن إذاعة الإعلانات في الصيف. لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهِر اقتراب المرشحين، وعادت حملتهما لاستخدام الدعاية التلفزيونية، ومن المقرر أن يزور ترامب الولاية يوم الأحد.

وسيعود المرشح لمنصب نائب الرئيس التابع لهيلاري تيم كين إلى ولايته التي نشأ بها قبل في اليوم السابق للانتخابات، في محاولةٍ لحشد التأييد لهيلاري بين الناخبين من الأميركيين الأفارقة وغيرهم بمدينة ريتشموند، التي كان عمدةً لها سابقاً، وأيضاً بأحياء واشنطن شمال الولاية، التي تتميز بتنوعها السكاني وتأييدها لهيلاري.

وتمتلك هيلاري العديد من نقاط القوة بولاية فرجينيا، منها الدعم الذي تحظى به لدى الناخبات الجامعيات من سكان الضواحي، اللاتي تمثلن نسبة كبيرة من الناخبين بمقاطعات فيرفاكس ولاودون وهنريكو. وتنتظر التأييد كذلك من شعبيتها بين السكان ذوي الأصول اللاتينية بالولاية.

وحاول ترامب حشد التأييد الذي يحظى به بين الناخبين الريفيين، وكذلك النسبة الكبيرة بين سكان الولاية من رجال الجيش الحاليين والمحاربين القدامى.

وكان أوباما قد فاز بأصوات الولاية في عامي 2008 و2012. وبالتالي فإن فازت هيلاري بها فإن ذلك من شأنه تدعيم موقف الولاية كولاية مؤيدة للحزب الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية.

ويسكونسن

لم تؤيد هذه الولاية –موطن الحزب الجمهوري– أي مرشح جمهوري للرئاسة منذ عام 1984، لكن ترامب يحاول في نهاية السباق الرئاسي أن يكثف من جهوده للفوز بأصواتها.

وكان ترامب قد خطط لحملته للتواجد في الولاية يوم الأحد، إلا أنه قام فجأةً بإلغاء رحلته إليها في اليوم السابق للرحلة. وكانت الولاية ضمن الولايات التي شملتها خطته للدعاية في الأسبوع الأخير للحملة، التي كانت تكلفتها 25 مليون دولار.

وسيقوم تيم كين، مرشح هيلاري لمنصب نائب الرئاسة، بحملةٍ في الولاية يوم الأحد، في محاولةٍ للحفاظ على التقدم الذي يحظى به الديمقراطيون.

ويراهن ترامب على قدرة حملته ضد صفقات الشركات متعددة الجنسيات على زيادة المشاركة الانتخابية لدى السكان البيض المحافظين والطبقات العاملة، والذين يعانون بشكل كبير من تراجع قطاع الصناعة بالولايات المتحدة الأميركية.

ولاية ويسكنسون هي موطن رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رينس بريبوس والعضو بالحزب بول ريان، الذي تمتع بعلاقة متينة مع ترامب طوال الحملة الانتخابية.

ولم يحظ أيٌّ من المرشحين بتفوقٍ كبير في المرة الأخيرة لمواجهتمها للناخبين بالولاية، إذ خسر كلاهما أصوات الناخبين بفارقٍ كبير أمام خصومهما خلال الانتخابات التمهيدية.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

تحميل المزيد