"انصرف أيها المغفل"، صيغة طالما عبّر بها رئيس فرنسا السابق، نيكولا ساركوزي – وتعتبر مفضلة لديه منذ الصغر – كلما أراد أن يخرج غضبه في وجه أي شخص. ففي أول زيارة له لمعرض باريس الدولي المهم المتكرر سنوياً عام 2008، تدافع الناس لالتقاط بعض الصور معه ومصافحته باليد، إلا أن الحشود الغفيرة جعلت ساركوزي يدفع رجلاً ويقول له: "لا تلمسني"، فقال له الرجل: "أنت أيضاً لا تلمسني؛ فأنت تجعلني متسخاً"، ما دفع ساركوزي لينطق بكلماته المفضلة "Casse-toi, pauv'con!" أي "انصرف أيها المغفل"، وذلك وفقاً لفيديو نشره موقع صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عام 2012.
اختيار المرشح اليميني
ومن جهتها، أكدت صحيفة لوفيغارو، أن ساركوزي متأخر في استطلاعات الرأي وراء المرشح اليميني الأخر آلان جوبيه، وذلك قبل 3 أسابيع من الجولة الأولى من المرحلة الابتدائية باليمين التي يتم على أساسها اختيار مرشح الأحزاب اليمينية لخوض انتخابات الرئاسة.
الألفاظ البذيئة
وحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، فإن السنوات الـ28 الأولى من حياة الرئيس السابق صاحَبتها الكثير من الأحداث، من بينها علاقته "السيئة" بشقيقه الأكبر، جيوم ساركوزي.
ولم يجد الرئيس الفرنسي السابق أي حرج في ترديد عبارته المفضلة داخل الإليزيه، تشير الجريدة موضحة: "لم يعرف الحرس ما إذا كان يقولها كنوع من الدعابة أم كانت جدية، لكن ساركوزي كان يخرج كل كلمة بحساب وقتها لحساسية منصبه، خاصة أنه يتحدث مع شقيقه".
وقالت الصحيفة إن فندق "بونتياك شارنوت ماريتيم" في منطقة رويان بفرنسا، وخلال عطلة الصيف، "كان شاهداً أيضاً على بذاءة ألفاظ ساركوزي، حيث ذهبت عائلته ذات مرة للمصيف وكان جيوم غاضباً دائماً من شقيقه الأصغر (نيكولا ساركوزي)؛ لأن الأخير كان يستخدم عبارة "انصرف أيها المغفل" إلى أي شخص لا يعجبه.
وأضافت الصحيفة أن الجميع كان يعرف أن العلاقة بين الشقيقين "معقدة"، مشيرة إلى أن السبب في ذلك، هو غياب الأب بال ساركوزي عن الأسرة بسبب الطلاق من والدتهم، لدرجة أن نيكولا ساركوزي، كان دائماً يترك منزلهم الكائن في شارع فورتوني بالحى السابع عشر في باريس – حيث نشأ – لأن هذا المنزل وفقاً لساركوزي، كان السبب في كل نقاط الخلاف بينه وبين شقيقه؛ لأنهم دائماً ما كانوا يجتمعان معاً في البيت، وهو ما سبب الكثير من الخلافات على أي شيء سواء كان مهماً أو تافهاً. هذه الخلافات كبرت لاحقاً، وأثرت على حياة ساركوزي الذي حاربها بعد ذلك بالابتعاد عن أخيه الذي يكبره بـ4 سنوات.
"نيكي أو "كوكولا"
كان ساركوزي يلقب بـ"نيكي" أو "كوكاكولا" بسبب حبه للشوكولاته، وكان ذلك اللقب يفضله أصدقاؤه في المدرسة التي كان يدرس فيها – بشكل أقل من الجيد – على عكس شقيقه الذي كان متميزاً في الدراسة.
وأكدت "لوفيغارو" أن نيكولا ساركوزي، عندما كانت تطلب منه المدرسة إحضار ولي أمره، لحضور مجلس الآباء في المدرسة، كان يقول لهم: "لا؛ فأنا لست واحداً من الأسرة".
المهرب "ساركوزي"
وقام نيكولا ساركوزي الذي تعود أصوله إلى أب مجري أرستقراطي، عندما كان شاباً، بدور المهرب من أوروبا الشرقية إلى فرنسا، حيث أخفى 4000 فرنك من إرث جده، في ملابسه الداخلية للمرور بها إلى فرنسا، الأمر الذي تم وصفه بالخطورة.
ترأس بلدية في عمر الـ28
وكان الشاب العشريني، ساركوزي، يحب المتشددين من السياسيين، مؤكدة أنه كان لديه طموح سياسي، حيث دائماً ما كان يراقب تقارع الأحزاب السياسية حتى فاز برئاسة بلدية نويي-سور سين وهو في عمر الـ28 سنة 1983 بعدما كان عضو اللجنة المركزية لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي ينتمي إليه الرئيس الأسبق جاك شيراك.