أظهرت مذكرات مسؤول ليبي أسبق، هي الآن في عهدة القضاء الفرنسي، أن مسؤولَيْن سابقَيْن في نظام معمر القذافي قد يكونان مسؤولين عن نقل فيروس الإيدز إلى أطفال في مستشفى بنغازي، وذلك بعد 10 أعوام من الإفراج عن ممرضات بلغاريات اتهمن في هذه القضية.
وفي مذكراته التي عُثر عليها بعد وفاته في 2012، يتناول شكري غانم رئيس الحكومة في عهد القذافي بين 2003 و2006، ثم وزير النفط، يتناول قضية الممرضات البلغاريات الخمس، والطبيب الفلسطيني، الذين سجُنوا بين 1999 و2007، قبل أن يُفرج عنهم بفضل تدخل باريس.
وفي هذه المذكرات التي نقلها موقع "ميديابارت" الفرنسي، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، يروي غانم أنه استقبل في 2007 محمد الخضار، العضو في لجنة التحقيق التي شُكلت في ليبيا حول الإفراج عن الممرضات.
ونقل الخضار أن رئيس الاستخبارات العسكرية عبدالله السنوسي، روى خلال استجوابه أمام لجنة التحقيق أنه حصل مع موسى كوسا رئيس الاستخبارات الليبية يومها، على 31 زجاجة صغيرة تحوي الفيروس.
وأضاف الخضار أن السنوسي وكوسا "حَقَنا الأطفال بالفيروس. لم يكن الأطفال الـ232 في بنغازي، بل نقلوا من مستشفى تاجوراء" قرب طرابلس.
وأفاد مصدر قريب من الملف أن المعلومات الواردة في المذكرات، التي كشف "ميديابارت" النقاب عنها، سلمت للقضاء الفرنسي، في إطار التحقيق حول شبهات بتمويل ليبي لحملة نيكولا ساركوزي الرئاسية العام 2007. وكشف شكري غانم في 29 نيسان/أبريل 2007، أن ساركوزي تلقى على ثلاث دفعات ما لا يقل عن 6,5 مليون يورو.
ويقيم موسى كوسا حالياً في المنفى، فيما ينتظر عبدالله السنوسي محاكمته في ليبيا، بعدما سلمته موريتانيا في سبتمبر/أيلول 2012، إثر لجوئه إليها بعد الإطاحة بنظام القذافي.