نشرت إحدى المنظمات المعادية للأجانب في الولايات المتحدة الأميركية، مقطع فيديو عن "الدولة الإسلامية في ألمانيا". فما الذي وراء هذا العمل؟
أثارالفيديو الغريب، الذي يصور ألمانيا تحت حكم الجهاديين غضبَ مستخدمي الإنترنت في ألمانيا. وقد أنتجت هذا الفيديو منظمة أميركية معادية للأجانب تدعى "Secure America Now".
وربما عملت المنظمة على أن يظهر الفيديو وكأنه "إعلان دعائي"، وقد أعرب العديد عن استيائهم من هذا الإعلان الغامض.
يبدأ الفيلم الذي تستغرق مدته دقيقة ونصف الدقيقة، بالتحية "مرحبا بكم في ألمانيا، الدولة الإسلامية". ويقول الراوي الذي يتكلم الإنكليزية بلكنة ألمانية، إن ألمانيا اختُرقت وتشبعت باللاجئين السوريين، وإن الجهاديين غزوا ألمانيا، وإنها أصبحت ضمن دول "الخلافة".
أعلام "داعش" أمام بوابة براندنبورغ
ثم تظهر بعد ذلك المعالم الألمانية: الغابة السوداء وقد تم تلغيمها، ومهرجان أكتوبر وهو خال من لحم الخنزير، ومن الكحول، وكاتدرائية برلين يزينها الهلال، وقلعة نويشفانشتاين، وبوابة براندنبورغ، ترفرف أمامها أعلام المنظمة الإرهابية "الدولة الإسلامية (داعش)".
وبعد أن عبَّر المستخدمون عن دهشتهم إزاء هذا النوع من الإعلانات على حساباتهم على موقع "تويتر"، لم يعد هذا المنشور موجوداً الآن.
على صفحة الفيسبوك "Secure America Now"، حظى الفيديو بأكثر من 150.000 مشاهدة. وفي وقت سابق قامت إحدى المنظمات المسجلة كمنظمة خيرية بنشر شريط فيديو مماثل عن فرنسا.
وقال متحدث للموقع الأميركي بريت بارت "Breitbart"، إن التبعات ستكون على الولايات المتحدة الأميركية. ويرى أن هذه الأفلام القصيرة، تبين كيف سيبدو الوضع خلال السنوات الأربع، إذا فازت الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات في يوم 8 نوفمبر. وهذه رسالة موجهة للناخبين في الولايات المتنازع عليها. أما عن أسباب نشر هذا الفيديو في ألمانيا، فهو أمرٌ غير واضح.
لا يمكن إثبات علاقة مباشرة بين الفيديو وبين معسكر دونالد ترامب، الذي ينافس مرشحة الحزب الجمهوري هيلاري كلينتون، حتى وإن كان هذا يوافق تصريحات سابقة لترامب. ففي أغسطس/آب صرح ترامب عن كلينتون وعن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قائلاً: "هيلاري كلينتون تريد أن تكون أنجيلا ميركل الأميركية، وأنتم تعرفون حجم الكارثة التي جرَّتها الهجرة الجماعية على ألمانيا، وعلى الشعب الألماني". إلا أن ذكره لم يأت في هذا الفيديو.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة "دير شبيغل" الألمانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.