قبل انتهاء الخميس 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 بساعة كاملة، شهدت شوارع القاهرة الكبرى حالة من الشلل المروري الكامل بعد تكدس السيارات بجميع أنواعها أمام محطات البنزين؛ أملاً في الحصول على بنزين أو سولار قبل حلول الساعة 12 منتصف الليل – الموعد المقرر لتطبيق التسعيرة الجديدة للبنزين التي تم تسريبها قبل الإعلان الرسمي عنها.
وشهدت معظم شوارع الهرم والدقي ومدينة نصر والتجمع الخامس تقاطر عشرات السيارات أمام محطات الوقود، وتوقفت حركة المرور تماماً في بعضها، فيما كان التزاحم والتباطؤ موجودين في باقي الشوارع التي لم تتوقف، وسط حالة غضب عارمة من أصحاب السيارات.
ليس بحثاً عن توفير أكثر وإنما خوفاً من اختفاء البنزين
وفي سؤال لـ"عربي بوست" لأصحاب السيارات عن أسباب هذا التزاحم؛ لكون السيارة لها حد أقصى من استيعاب عدد اللترات، وأن التوفير لن يزيد بأي حال من الأحوال عن الـ60 جنيهاً بعد تطبيق الأسعار الجديدة – قال أحمد، وهو في العقد الثالث من العمر، ويعمل سائق تاكسي، إن الخوف الأكثر إنما هو من اختفاء البنزين من الأسواق، وهي الظاهرة التي تصاحب موجة غلاء في أي سلعة بالأسواق.
وأكد أحمد أن الحكومة تعمل على تقليل الكميات المطروحة من المنتجات، ثم يكون هناك تهافت على أي كمية، وتظهر هنا السوق السوداء، وحين يتم توفير المنتج بالسعر الجديد يكون لدى الناس قبول للأمر الواقع بعد فترة عذاب من البحث عن البنزين بالشوارع.
فيما ذكرت أسماء حسين، صاحبة سيارة خاصة، أنها قررت أن تملأ خزان سيارتها بالكامل توفيراٍ لأكثر من 60 جنيهاً، وذلك في ظل حالة الغلاء التي تشهدها مصر، والزيادات المتوقعة في الأيام المقبلة بعد تعويم الجنيه.
وأكدت حسين، أن الحكومة المصرية ستتسبب في حالة من الغليان في الشارع، خاصة أنها لا تراعي محدودي الدخل وتأخذ القرارات الاقتصادية كأنها تتعامل مع آلات وليس بشراً يتضررون منها.
أجواء ما قبل عزل مرسي
وعن حقيقة الأسعار وموعد تنفيذها، قال مدير إحدى محطات الوقود التابعة للحكومة المصرية، إن التعليمات التي جاءت إلى جميع المحطات هي أن يتم تطبيق السعر الجديد بعد 12 مساء، وقبل بدء يوم الجمعة 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، أي بعد نصف ساعة من الآن.
وأكد أن تلك الأجواء لم تحدث داخل المحطات منذ الأزمة الكبيرة التي سبقت الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013، لكن يبدو أن الحكومة تخوفت من تفاقمها فقررت الإبقاء على موعد الزيادة سراً لأكثر وقت ممكن، ولكن هذا لم ولن يمنع حدوث الأزمة في ظل حالة من عدم الثقة في إمكانية توفره خلال الفترة المقبلة.
وكانت الحكومة قررت الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تخفيض الدعم على المشتقات النفطية.
وقال مصدر حكومي إن مصر قررت رفع أسعار البنزين والسولار وغاز السيارات اعتباراً من الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني.