كلنا محسن.. حتى لا تتكرر فاجعة “طحن مو “

هل أنت مواطن بسيط؟ هل أنت ذلك الرجل الذي يستيقظ لأجل لقمة العيش، منذ بزوغ الفجر حتى غروب الشمس؟ هل أنت من فضلت العمل بجهد وتعب في مهن موسمية عابرة، عوض السرقة والتجارة في الممنوعات التي من شأنها أن تجعلك من الأغنياء؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/01 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/01 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش

هل أنت مواطن بسيط؟ هل أنت ذلك الرجل الذي يستيقظ لأجل لقمة العيش، منذ بزوغ الفجر حتى غروب الشمس؟ هل أنت من فضلت العمل بجهد وتعب في مهن موسمية عابرة، عوض السرقة والتجارة في الممنوعات التي من شأنها أن تجعلك من الأغنياء؟

إذا كنت كذلك، فتوقع أنك لن تسلم من العوائق والحواجز التي ستعكر صفو حياتك، رغم بساطة حالك ورغبتك في الحصول على قوتك اليومي بجهد وعناء بعيداً عن كل مريب من الأعمال.

لا يختلف اثنان على أن المواطنين الذين يزاولون مهناً حرة بسيطة يعانون الأمرّين؛ حيث يفترش البعض الأرض مقدماً بضائعه للبيع، وأما البعض الآخر يفضل التجوال لعل أحداً يعبره فيبتاع منه شيئاً؛ ليفاجأ في الأخير بتوافد رجال الأمن الذين يقومون بحجز كميات هامة من السلع، التي تعد رأسمال هؤلاء؛ بل يعولون على بيعها لسد احتياجات أسرهم من أكل وشرب وكراء.. إلخ.

هو سيناريو يكرر في مجتمعنا المغربي، فقد شهدت مدينة الحسيمة فاجعة كبرى تتجلى في مقتل "بائع السمك"، بعدما أقدمت السلطة، ممثلة في رجال الأمن، على رمي بضاعته من الأسماك في حاوية للقمامة، هذه الكمية التي تعد مصدر قوته، بل رأسماله لتجارة بسيطة يحصل من خلالها على بعض الدراهم، تكفيه عناء السؤال، ومد يده للتسول، تارة من هذا، وتارة من ذاك.

بات الشباب العاطل عن العمل يُقبل على حرف لا تتناسب مع كفاءاتهم، لكن الأهم أن يحصلوا على قوتهم بطرق مشروعة، غير أن الظروف الاجتماعية والسلطة الجائرة أصبحت من أهم العوامل التي تدنس كرامتهم الإنسانية، وتدفعهم إلى اتباع درب الإجرام، وما يسوقه من تبعيات.

فجر مقتل محسن بائع السمك، قضية طال السكوت عليها في الأوساط المغربية، فلعل المسؤولين يستشعرون ما يعيشه المواطن من معاناة في بلده، الذي من أوجب واجباته احترامه وتقديره ككيان مستقل، بل وإعطاؤه الفرصة ومد يد المساعدة وليس احتقاره وحرمانه من مورد عيشه.

احتجاجات عارمة على وضع مأساوي اهتز على وقعه الشعب المغربي، كانت كافية لتبرز رفض المواطن لاستعمال السلطة الجائر، فقد بادرت جل إذ لم نقُل كل جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الإنسان، إلى إعلان تضامنها مع مأساة محسن أو ما بات يعرف بقضية "اطحن امه"، قضية إنسانية تضامن معها كل أفراد المجتمع واستشعر ألمها الكبار والصغار.

إن الكرامة الإنسانية فوق كل اعتبار، والسلطة لأجل خدمة الشعب والحفاظ على أمن مواطنيه، فهذا المتعارف، وهذا ما يجب أن يكون.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد