كيف سيكون مصير “داعش” بعد خسارة الموصل والرقة؟.. 5 سيناريوهات محتملة لمستقبل التنظيم

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/29 الساعة 11:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/29 الساعة 11:06 بتوقيت غرينتش

يعتقد معظم المحللين العسكريين أنها مسألة وقت فقط قبل أن تسقط الموصل.
استولى تنظيم داعش على الموصل – ثالث كبرى مدن العراق – في يونيو/حزيران 2014، خلال حملة عسكرية أفضت إلى سيطرة التنظيم على أراضٍ بحجم المملكة المتحدة. لكن في 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، بدأ التحالف المكون من الجيش العراقي والقوات العسكرية للمنطقة الكردية الواقعة تحت الحكم الذاتي والوحدات شبه العسكرية هجوماً يهدف إلى استعادة المدينة.

إلا أن القوة العسكرية لا تقدم تفسيراً للنجاح المبدئي لـ"داعش" في العراق؛ بل اعتمد هذا النجاح على انهيار الجيش العراقي وسخط السُّنة على الحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية، وفق موقع businessinsider

في الوقت ذاته، تقلص حجم المناطق الواقعة تحت سيطرة "داعش" نحو 50% في الفترة بين 2015 و2016. وخسرت "داعش" بعض المراكز السكانية الكبرى، من ضمنها مدن تكريت والرمادي وكوباني والفلوجة وتدمر.

أما الهدف التالي على جدول أعمال التحالف، فهو مدينة الرقة السورية – عاصمة "داعش". قد تكون مسألة وقت فقط قبل أن تختفي مناطق "الخلافة" التي تسيطر عليها "داعش".
كيف سيكون مصير "داعش" حينها؟ هل يمكن للتنظيم أن ينجو دون السيطرة على بعض الأراضي؟ هل سيعود مرة أخرى؟ أم هل سيختفي؟

5 سيناريوهات محتملة

السيناريو الأول: اختفاء "داعش"، لتظهر مجدداً في المستقبل

هذا ليس احتمالاً مرجحاً؛ إذ إنه يتجاهل الظروف الفريدة التي أدت إلى ظهور "داعش" ومكّنت التنظيم من الانتصار مرة تلو الأخرى في 2014 والممثلة في: الفراغ السياسي والعسكري الذي خلقته الحرب الأهلية السورية، وضعف حكومة نوري المالكي العراقية، وانهيار الجيش العراقي، بالإضافة إلى عدم إلقاء العالم بالاً لطموحات التنظيم إلا في وقتٍ متأخر. وهي مجموعة ظروف ليس من المرجح تكرارها في المستقبل.

السيناريو الثاني: ستتجه "داعش" ببساطة إلى مكان آخر

على مر السنين، أسست "داعش" وكلاء لها في غرب وشمال إفريقيا، وليبيا واليمن وسيناء وغيرها. في بعض الأماكن، مثل ليبيا، استخدمت "داعش" بعضاً من مقاتليها في سوريا والعراق لإقامة الأذرع الجديدة. وفي أماكن أخرى، تحالفت معها بعض الجماعات الموجودة مسبقاً، مثل "بوكو حرام" في غرب أفريقيا.
افترضت "داعش" أن كل فرع من وكلائها سوف يمد سيطرته على المناطق المختلفة إلى أن تلتقي بالأفرع الأخرى، ثم في نهاية المطاف، مع الخلافة القائمة في سوريا والعراق. يطلق المراقبون على هذه الاستراتيجية "نقطة الحبر"؛ لأن كل فرع سوف يتوسع مثل نقطة الحبر على ورق النشاف.

إلا أن هذا السيناريو ليس مرجحاً هو الآخر؛ إذ إن وكلاء "داعش" لم يبلوا بلاء حسناً؛ بل إن معظمهم على حافة الفشل إن لم يكونوا قد فشلوا بالفعل. قضت الخلافات الداخلية على بعض الوكلاء، مثلما حدث في اليمن وغرب أفريقيا، وقضى الأعداء الخارجيون على البعض الآخر، مثل ليبيا والجزائر.

لم يستطِع أيٌ من وكلاء "داعش" تكوين تحالف مع جماعات ذات عقلية متقاربة؛ لأنَّ "الدولة الإسلامية" لا تنسجم جيداً مع الآخرين. تصر "داعش" على الولاء غير المشروط لمشروع الخلافة الخاص بها والوحدة التنظيمية، بدلاً من بناء الشراكات. ومن ثم، حوَّلت المعاونين المحتمَلين إلى أعداء.

السيناريو الثالث: أن يستمر مقاتلو "داعش" في شنّ تمرُّدٍ في سوريا أو العراق، أو في كليهما

وهذا بالتحديد ما فعلته "طالبان" في أفغانستان بعد الغزو الأميركي عام 2001.

وبالتأكيد، فعل كلٌ من "القاعدة في العراق"، وأفراد الجيش العراقي المنحل الذين انضموا إلى تنظيم داعش – الأمر نفسه، بعد الغزو الأميركي للعراق.
وهذا السيناريو مرجَّح أكثر من الاثنين السابقين. إلا أن القتال ضمن تمرُّدٍ يُعد انحداراً بعد تأسيس خلافة إقليمية والدفاع عنها وتوسيعها، وهو ما يعده محبُّو "داعش" حدثاً تاريخياً. فتأسيس خلافة إقليمية والدفاع عنها وتوسيعها هو ما يميِّز "الدولة الإسلامية" عن "القاعدة" والجماعات المشابهة. يُعد المؤمنون الحقيقيون بـ"الدولة الإسلامية" الخلافةََ الإقليمية، الخالية تماماً من التأثيرات غير الإسلامية، أمراً ضرورياً لبقاء الإسلام الحقيقي.

قد يستمر مقاتلو "داعش" في النضال، فالانتقام محفِّز قوي. ولكن التنظيم لن يظل كما هو إذا قصر مقاتلوه رؤيتهم على شنّ حملة على طراز حرب الشوارع. فلن يمكن تمييزه هكذا عن "جبهة النصرة"، على سبيل المثال، وهي فرع سابق لـ"القاعدة" وجزء منشق عن "داعش" يقاتل الحكومة السورية. كان هدف "جبهة النصرة"، وهو الإطاحة بحكومة سوريا – وهو هدف أقل عظمةً من إعادة تأسيس خلافة إقليمية توحِّد كل المسلمين – أحد أسباب الانفصال الذي حدث بين الجماعتين.

السيناريو الرابع: اختفاء "داعش"

ماذا إذا استسلم مقاتلو "داعش" أو انتقلوا إلى مشاريع إجرامية أخرى؟ قد تُقنِع هزيمة الخلافة المؤمنين الحقيقيين بأنَّ هدفهم لا يمكن تحقيقه. ومن ثم ربما يكون هذا مثبِّطاً بصورةٍ غير عادية. أمَّا أولئك الذين اشتركوا من أجل الإثارة، فربما يحصلون على جرعاتهم من مكانٍ آخر، أو ينزوون في الخفاء ثانيةً.
وهذا احتمال قوي أيضاً، خاصةً إذا قدَّمت دول أخرى، إلى جانب الدنمارك، حوافز لمواطنيها الذين انضموا إلى "داعش" لعودتهم إلى الوطن. لقد مرَّت جماعات مشابهة، مثل "القاعدة"، بارتدادات في صفوفها مع تحرُّر أعضائها من الأوهام أو تثبيطهم أو انعزالهم.

السيناريو الخامس: أن يواصل المقاتلون السابقون الذين يعملون لحسابهم الخاص هجماتهم العالمية من خلال أو من دون الدعم المنظمي.

هذا أيضاً محتمل، حتى ولو لفترة وجيزة، في النهاية، فإن عدداً من الهجمات خارج الأراضى التى تسيطر عليها داعش، ومن ضمنها الهجوم الذي وقع في سان بيرناردينو، كاليفورنيا، قد حدث دون معرفة ومساعدة داعش.

إن تدمير خلافة داعش بإمكانه أن يُقلل قدرتها على إنتاج ونشر الدعاية، وهذا من شأنه أن يُقلل من قدرة داعش على توقع ما سيكون عليه تابعوها في المستقبل، بالرغم من ذلك، وعلى المدى القصير، فإن العالم لا يخلو من الأشخاص السُذج المزعجين.
على أي حال، فإن التاريخ يُمدنا بالدروس حول كيفية التعامل بفاعلية مع مثل هذه الحركات والأفراد التي تشن حرباً على النظام الدولي.

أثناء القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وجّه الفوضويون أو ما يُطلق عليهم "الأناركيون" ضربة لحكام ورموز الرأسمالية عبر العالم؛ اغتال الفوضويون رئيس فرنسا والولايات المتحدة وإمبراطورة النمسا، وملك إيطاليا، والعديد من وزراء الحكومة في روسيا، كما قصفوا رموز الظلم بداية من مزارات البرجوازية إلى وول ستريت نفسها.

بعد ذلك، وفجأة، توقفت موجة عنف الفوضويين، تقلص نشاطهم مع بداية موجة الكساد العظيم إلى قليل من الأماكن المعزولة، وعزا المؤرخون خفوت نجم الفوضويين إلى عدة أسباب، تنافس الفوضويون لكسب القلوب والعقول مع الجماعات المنشقة الأخرى، وتعهدت البلدان بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها معالجة شكاوى الفوضويين المحتملين، كما تبنوا طرقاً جديدة لحفظ الأمن والمراقبة، وتعاونت أجهزة الأمن خارج الحدود.
لكن ربما الأكثر أهمية في هذه القضية هو أن الحركات عالية الخطورة التي تحاول إدراك ما لا يُدرك هي حركات قصيرة المدى، وهو ما يمكن أن ينطبق على تنظيم داعش.

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Business Insider؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد