منعت إدارة قناة "المحور" الفضائية المصرية، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول 2016، إذاعة حوار للمستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات التي تمت إقالته بداية العام، الذي كان مقرراً إذاعته في أولى حلقات برنامج 90 دقيقة مع عودة الإعلامي معتز الدمرداش لتقديم البرنامج.
وتحدث عدد من وسائل الإعلام المصرية عن تقدم الإعلامي معتز الدمرداش باستقالته من القناة اعتراضاً على منع إذاعة الحوار، وأنه رفض كافة محاولات إدارة القناة لخروج الحلقة دون حوار جنينة، إلا أن مصادر من داخل "المحور" ذكرت أن القرار ليس نهائياً، وأن الأمر مازال محل نقاش بين إدارة القناة والدمرداش.
ويأتي منع الحوار في إطار سلسلة من الملاحقات التي يتعرض لها جنينة منذ حديثه عن حجم الفساد في العام الأول من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتكلفة فاتورة الفساد، وهو الأمر الذي دفع الأخير إلى عزله عن منصبه ويتم محاكمته الآن بتهمة نشر أخبار كاذبة وتهديد الأمن القومي.
هشام جنينة: اسألوا الأمن
من جانبه وجّه المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، أصابع الاتهام نحو الجهات الأمنية لوقوفها خلف قرار منع إذاعة الحوار.
وقال جنينة في تعليقه على سؤال له حول أسباب منع الحوار: "اسألوا الأمن لأنني لا أعلم السبب؛ فحتى موعد إذاعة الحلقة كان كل شيء يسير بشكل طبيعي، وتمت إذاعة برومو الحوار أكثر من مرة".
وأكد جنينة في تصريحات صحفية عقب منع الحوار، أنه قام بتسجيله منذ يومين، "ولم أقم بمهاجمة أحد بعينه خلال اللقاء، لكني تحدثت عن وقائع بعينها، هناك شيء غريب يحدث معي لم نعهده، ولا أعرف لماذا أنا بالذات الذي يتم معه ذلك".
وذكر أنه علم بقرار المنع من الشاشة، حيث فوجئ أثناء تواجده هو وأسرته في منزله لمشاهدة الحلقة في موعدها المقرر لها في الثامنة مساء اليوم، بأن الحلقة لن تذاع، مؤكداً أنه حاول الاتصال بمسؤولي القناة منذ وقت، ولكن كانت أغلب الهواتف مشغولة، نافياً في الوقت ذاته ما تردد عن طلبه إجراء مونتاج للحلقة.
كواليس ساعات المنع
واشتعلت أزمة منع حوار المستشار هشام جنينة داخل قناة المحور، في السابعة من مساء اليوم، وتصاعدت الأمور بداخلها حتى وصلت لتهديد الإعلامي معتز الدمرداش بالاستقالة من البرنامج في يومه الأول اعتراضاً على منع الحوار.
وذكرت مصادر من داخل القناة في تقارير إعلامية مصرية أن قرار منع الحلقة اتُّخذ في الساعة السابعة مساءً بعد اتصال بين حسن راتب، رئيس القناة، وجهة أمنية، رغم أن الترتيب للحلقة تم بمعرفة وفيق راتب، شقيق حسن راتب والمسؤول فعلياً عن القناة، واستمر البرومو الخاص بالحلقة عدة أيام، بما ينفي فكرة عدم معرفة مجلس إدارة القناة بوجود حوار خاص مع المستشار هشام جنينة.
ونوّهت المصادر إلى أن الدمرداش رفض عرضاً من إدارة القناة بعرض البرنامج دون الحوار، والاكتفاء بإذاعة الجزء الخاص بالأخبار والتقارير وعدم إذاعة حوار جنينة، وهو ما رفضه المذيع المصري وفريق عمل البرنامج.
وتحدثت مصادر خاصة عن تأجيل ظهور البرنامج لمدة أسبوع كحلّ وسط مع معتز الدمرداش، والخروج للرأي العام والتحدث عن أنه كانت هناك مشاكل فنية.
وكانت الحلقة الأولى من برنامج الدمرداش التي كان من المفترض أن تذاع اليوم تجمع في نصفها الأول بين عدد من الأخبار والتقارير عن رأس غارب وغيرها من أزمات الشارع، فيما يتناول النصف الأخير من الحلقة حواراً مسجلاً مع المستشار هشام جنينة من منزله.
تفاصيل الحوار
وعن كواليس الحوار الذي تم تسجيله من يومين، كشفت عدة تقارير إعلامية مصرية أن جنينة تحدث خلال الحوار عن الفساد الذي تعرضت له الدولة خلال حكم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وأزمة الجهاز في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتحدث أيضاً عن أسباب إحالته للمحاكمة وحجزه في قسم الشرطة، وكشف عن زيارة وزير متهم بالفساد لمقر الجهاز المركزي للمحاسبات، وماذا قال عن طلب مقابلته الرئيس عبدالفتاح السيسي عند توليه الرئاسة، كما تحدث عن موقف ابنته بعد إقالتها من منصبها بالنيابة الإدارية، ولماذا لامها، ورسالته للنائب العام الحالي حول عدة قضايا.
وذكرت مصادر داخل القناة أن جنينة فضل عدم التطرّق إلى أي موضوعات تتعلق بدعوات 11-11، حتى لا يزجّ به في قضايا لا تشغله وليست من أولوياته، وتجاوز الحوار أي حديث عن فترة حكم الإخوان، وأكدت أنه كان متحفظاً كثيراً في حديثه عن النظام الحالي.