قالت تقارير إعلامية بريطانية إن المملكة المتحدة ستستأنف تدريب المعارضة المعتدلة السورية، وترسل 20 فرداً من وزارة الدفاع إلى الشرق الأوسط لمساعدتهم على الاستعداد لهجوم محتمل على مقر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
لا تسليح للمعارضة
تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2016، ذكر أن مايكل فالون، وزير الدفاع البريطاني، سيعلن الثلاثاء أنه ستتم إعادة عمل المدربين مع المعارضة السورية المعتدلة في سلاح المشاة ومهارات الوعي بالمخاطر الصحية والمتفجرات، كجزء من الحملة على داعش. وحالياً يشارك أفراد من جيش المملكة المتحدة في الغارات الجوية على داعش في العراق وسوريا.
من المتوقع أن تحبط هذه الخطوة -استئناف التدريب الذي توقف- المعتدلين الذين كانوا يطلبون مساعدات أكبر من هذه، منها الأسلحة الثقيلة والدعم الجوي المتفوق.
يأتي ذلك بينما يسعى الجيش العراقي المدعوم من خليط من القوى المحلية والدولية بما في ذلك قوات البشمركة الكردية والميليشيات الشيعية، يسعى لشن هجوم لطرد داعش من الموصل، آخر معقل مهم لهم في العراق. إذا -كما هو متوقع- انتهى الأمر بهزيمة داعش، ربما تكون معركة مدينة الرقة في شمال غرب سوريا هي التحدي الكبير المقبل.
وتأمل الحكومة البريطانية أن المدربين لن يُحسنوا قدرات المقاتلين الحاليين فقط، ولكن سينشئون قوات جديدة.
وقال فالون إنه سيتم نشر ما يصل إلى 20 فرداً من المملكة المتحدة على عدة مواقع في المنطقة "لتزويد أفراد المعارضة السورية المعتدلة بالمهارات التي يحتاجونها لمواصلة المعركة مع داعش".
تجارب فاشلة
لكن أي قرار بريطاني لمساعدة المعارضة، مهما كان محدوداً، سيثير الجدل. انتهت المحاولات السابقة من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لتدريب قوى المعارضة المعتدلة بخيبة أمل، وببعض الحرج، مع انهيار القوات سواء في مواجهة هجمات الحكومة السورية أو داعش.
في عام 2015 انتهت المحاولات بكارثة عسكرية مع القوات المدربة في تركيا؛ انتهت إما بقتلهم على يد مقاتلي "جبهة النصرة" المرتبطة بالقاعدة، والتي تعرف الآن باسم جبهة فتح الشام، أو استسلامهم مع معداتهم الجديدة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة.
أعادت الولايات المتحدة فتح برنامج التدريب والتسليح في الصيف. وكانت هناك تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يزال غير موافق على إرسال مزيد من المساعدة، بما في ذلك الأسلحة إلى المعارضة المعتدلة في حلب، يرجع ذلك جزئياً إلى خوفه من أن شكلهم صار يبدو أقرب إلى الجهاديين.
وتشير التقارير إلى أن أوباما كان يهدف إلى تأجيل أي قرارات وتركها لخليفته في البيت الأبيض، لضمان عدم وجود موازنة جديدة قصيرة الأجل لصالح الحكومة السورية.
تصر وزارة الدفاع على وجود مقاتلين من المعارضة المعتدلة في شمال غرب سوريا، وتنفي أنهم جميعاً متطرفون. وصف فالون كلمة معتدل في السياق السوري بأنه شخص "مستعد للعيش في إطار تسوية سياسية يمكنها في نهاية المطاف أن تكون ديمقراطية وتأخذ سوريا إلى الانتخابات".
قتال داعش أولاً
يصر التحالف الغربي على أنه تعلم الدرس من هزيمة عام 2015، ويسعى لتزويد الفصائل المسلحة الموجودة في سوريا، بدلاً من تشكيل مجموعة جديدة بالكامل مدعومة من الغرب.
ويتساءل النقاد كيف تستطيع وزارة الدفاع فحص المعارضة المعتدلة والتأكد أن أي مهارات تعلموها من خلال التدريب البريطاني لا يتم استخدامها بعيداً عن المعركة مع داعش. كان النضال من أجل الرقة مشحوناً دبلوماسياً حيث تعتبر موسكو والحكومة السورية أن مهمتها استعادة السيطرة على شمال غرب سوريا.
قال فالون "داعش متعثرة. نحن الآن نزيد دعمنا للقوى المعارضة المعتدلة في سوريا، من خلال تدريبهم على المهارات التي يحتاجونها لهزيمة داعش".
وأضاف "بينما تقترب القوات العراقية والكردية من الموصل، سيساعد التدريب المدعوم من المملكة المتحدة على تعزيز التقدم الذي أحرز مؤخراً في شمال غرب سوريا، مشدداً الضغط الذي تتعرض له داعش الآن على جميع الجبهات".
واستكمل قائلاً "سيخضع جميع المتطوعين من المعارضة المعتدلة لإجراءات تدقيق صارمة وسوف يتلقون تدريباً في القانون الإنساني الدولي. سيُفحص المتدرّبون أمنياً وطبياً قبل بدء التدريب وسيتمُّ تقييمهم خلال التدريب ومراقبتهم بعده".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.