صباح الخير أيتها الجميلات

أنت جميلة حين تبكين، حين تثورين، حين تتعبين، وحين كالطفلة تنسين كل شيء وتبتسمين، جميلة حين تضعفين أمام علبة شكولاتة أو قطعة بيتزا أو ساندويتش الشاورما الذي تحبين.

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/25 الساعة 03:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/25 الساعة 03:27 بتوقيت غرينتش

ابتسمي فأنت جميلة جداً هذا الصباح، جميلة كما أنت وكما اخترت لنفسك أن تكوني، جميلة في عنادك، في هدوئك، في الفوضى المتناثرة من شعرك، جميلة في جرأتك، في احتشامك، في لباسك الذي يكشف عن تفاصيل أنوثتك، وفي الحجاب المنسدل على كتفيك، جميلة في قهقهاتك، وفي ابتسامتك الخجولة، جميلة في الكحل الملطخ أسفل جفونك في الحمرة الصارخة على شفاهك وعلى طبيعتك، جميلة ببشرتك الدهنية، وشعرك المتساقط، والهالات السوداء تحت عينيك، جميلة وأنت تقضمين أظافرك، وتتحسسين البثور على جبينك، جميلة ببطنك المترهل، وأردافك التي لا تعجبك، جميلة بعظامك البارزة، وصدرك غير الممتلئ، جميلة بقامتك الطويلة والقصيرة والمربوعة، جميلة بعيونك العسلية والزرقاء والكحلية، جميلة بغمازتك اليتيمة، وبخدودك المرفوعة، جميلة بسمرتك وبياضك وبشرتك الحنطية.

أنت جميلة حين تبكين، حين تثورين، حين تتعبين، وحين كالطفلة تنسين كل شيء وتبتسمين، جميلة حين تضعفين أمام علبة شكولاتة أو قطعة بيتزا أو ساندويتش الشاورما الذي تحبين.

أنت جميلة حين ارتدت الجامعة، وحين لم تستطيعي، جميلة حين اخترت أن تشتغلي وحين قررت أن لا تفعلي، جميلة وأنت عازبة، متزوجة، عاشقة، مطلقة، أرملة مهجورة، جميلة في العشرين والأربعين والستين من عمرك، جميلة كما أنت، فلا تكترثي لما تخبرك به نفسك المجنونة، لا تطيلي النظر في تلك المرآة الغيورة، لا تحققي في تلك العيوب التي لا يراها شخص سواك، ولا تتذمري لتفاصيل تافهة، ارفعي رأسك أكثر، نعم أكثر قليلاً، وسيري محملة بالثقة، ارتدي كعباً عالياً أو حذاء رياضياً أو شبشباً بلاستيكياً، الأهم أن تكوني مرتاحة.

لا تنسي أنك ثمينة، ثمينة جداً، لا تستطيع مساومتك قطع القماش التي ترتدينها، ولا تلك الجواهر اللامعة، ولا حقيبة يدك المقتناة من ماركة عالمية، أنت أثمن من كل هذه الأشياء المبتذلة، أنت كيان بطبعة محدودة، لا تشبهين سوى نفسك، وهذا ما يجعل منك أنثى جميلة، كوني كما تشائين، وليس كما يتصورك هذا العالم البئيس، فقط كوني وستكونين جميلة.. صباح الخير أيتها الجميلات.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد