تسبب انتحار طالب لجوء صومالي في شرق ألمانيا، في صدمة لدى الكثير من المواطنين والمسؤولين، بعد تقارير لم يتم التثبت من صحتها حتى الآن عن تشجيع بعض الجيران المتفرجين اللاجئ على الانتحار بالصياح "هيا اقفز"، وتصويره.
وأقدم الفتى البالغ من العمر 17 عاماً على الانتحار يوم الجمعة برمي نفسه من الطابق الخامس بمجمع سكني لطالبي اللجوء القُصَّر القادمين للبلاد دون مرافق، وتوفي بعد ذلك في المشفى متأثراً بجروحه.
المجمع الذي كان يقيم به الفتى والواقع في مدينة شمولن بولاية تورنغن، يضم 11 طالب لجوء آخر، تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً.
عندما وصلت الشرطة
وفشلت محاولات الشرطة وعمال الإطفاء في حض الفتى الذي كان قد خرج من مصحة نفسية قبل الحادث بساعات على عدم القفز.
وجاءت عناصر الشرطة إلى المكان بعد اتصال من مشرف أبلغهم أن الفتى الصومالي يقوم بأعمال شغب، وعندما وصلت الشرطة كان يجلس على حافة النافذة، وبالكاد يتحدث الألمانية أو الإنجليزية بصعوبة بالغة، لذا استعانت الشرطة بمترجم.
ولم يتضح لماذا لم يسقط الفتى على شبكة الإنقاذ التي كان الإطفائيون قد مددوها أسفل البناء.
هل قالوا "اقفز"!
ونقل تلفزيون "إم دي إر" عن سفين شرادة -عمدة بلدة شمولن- قوله السبت 22 اكتوبر/ تشرين الأول 2016 إن المعلومات المتوافرة لديه تشير إلى أن بعض الذين يسميهم بالمتفرجين شاهدوا مطولاً الحادثة، ونُودي بـ"هيا لتقفز"، مشيراً أنه "لا يمكن للمرء سوى إدانة شيء كهذا".
من جانبها نفت الشرطة إطلاق النداء المشجع على الانتحار في تقريرها الأحد 23 أكتوبر/تشرين أول 2016 قائلة، إن عناصرها والإطفائيين لم يؤكدوا سماع مثل هذا النداء.
وقال متحدث باسم شرطة الولاية، إن العمدة اعتمد على إجابات شاهدة تحتوي الكثير من الاحتمالية، قالت فيها إنها علمت من أحدهم أنه سمع إطلاق نداء قريب لذلك، يحض الفتى على القفز.
وأضاف أنه بالرغم من احتواء كلامها الكثير من الاحتمالية، لا يمكنه استبعاد إطلاق نداء من هذا النوع، مؤكداً مواصلة التحري في القضية.
وكان مدير المرفق دافيد هيرش أكد لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن موظفيه سمعوا النداء المذكور بشكل غير قابل للشك. وقال أيضاً لتلفزيون "إم دي إر" إنه وفقاً لما أدلت به إحدى موظفاته نودي بـ"هيا اقفز" أو ما يشبه ذلك من قبل المتفرجين.
مأساة أم فيلم سينمائي؟!
وذكرت الشرطة إن أحد المارة صور مشاهد فيديو للحادثة على هاتفه المحمول، وطُلب منه في ذات المكان حذفها، وهو ما قام به أمام أعين عناصرها.
موقع صحيفة "بيلد" بدوره تحدث مع 7 من السكان وزعم الجميع أنهم لم يشجعوا الفتى اللاجئ على رمي نفسه، وإن فعلوا فليس لأسباب عنصرية، وأوضح بعضهم أنهم نادوه ليرمي بنفسه لكي يسقط في شبكة النجاة التي كان الإطفائيون قد فرشوها.
وانتقد شراده تصرفات السكان خلال الحادثة، ووصفها بغير المعقولة. وقال إنها لواقعة مروعة أن تؤخذ مثل هذه الحوادث وكأنها فيلم سينما، وهو ما اتفق معه فيه نائب رئيس مقاطعة التنبرغر ماتياس بيرغمان، خلال مؤتمر صحفي السبت 22 أكتوبر/تشرين أول 2016.
وكتب شرادة على صفحته بموقع فيسبوك، إن اتضح صحة إطلاق نداء "لتقفز" لن يكون أمراً يتم التسامح به، مضيفاً "إنه أمر شنيع ولا إنساني. سواء أكان لاجئاً أو ممن يعيشون هنا، إننا جميعاً بشر".
وبحسب "إم دي إر" كان الصومالي يعيش منذ شهر نيسان/أبريل 2016 في المقاطعة، وقبل عودته لمقر إقامته وانتحاره، قضى أسبوعاً كاملاً في مصحة نفسية ببلدة شتاترودا التي تبعد قرابة 50 كيلو متراً، لعلاجه من الاكتئاب، والصدمة الناجمة عن رحلة اللجوء التي عبر فيها ليبيا فإيطاليا ثم سويسرا، قبل أن يصل أخيراً إلى ألمانيا.