لم يتوقع مغني الراب التونسي خليل برايكي المشهور بلقب HAMMA K8T أن شغفه بموسيقى الراب سيجره يوماً إلى السجون بتهمة "الانتماء لتنظيم إرهابي".
حمه البالغ من العمر 27 عاماً تحدث لـ"عربي بوست" مباشرة بعد إطلاق سراحه مؤخراً، وبعد الضجة الإعلامية التي أثيرت حول القبض عليه بتهمة الإرهاب، وهو الذي اشتهر بين معجبيه في محافظة جندوبة بالشمال الغربي بدماثة أخلاقه وتفانيه في العمل بورشته لصناعة الألمنيوم.
رغبة جمة في تطوير تقنيات تصوير كليباته، دفعته كما يقول للبحث عن أساليب أكثر ابهارا فلم يجد أفضل من تقنية التصوير عبر طائرة "DRONE" ليجد ضالته في أحد مواقع البيع والشراء الإلكتروني بتونس ويشتري طائرة صغيرة بـ50 يورو من مواطن تونسي يعيش في الخارج من جهة غار الدماء بمحافظة جندوبة كان قد اشتراها سابقا لابنه الصغير ليتسلى بها وتم التصريح له بادخالها بعد استيفاء جميع الإجراءات القانونية. على حد قوله.
فرحة مغني الراب الشاب بطائرته الصغيرة لم تدم طويلاً حيث فوجئ بسيارتي شرطة أمام ورشته وتم اقتياده لمركز الأمن بعد حجز الطائرة وجهاز حاسوبه لتبدأ بعد ذلك رحلته مع التحقيقات ومراكز الإيقاف بين محافظة جندوبة وتونس العاصمة بتهمة شبهة انتمائه لتنظيم إرهابي.
وجاء في البيان الرسمي لوزارة الداخلية التونسية بتاريخ 16 أكتوبر/تشرين أول 2016 "إثر توفر معلومات لدى وحدات الحرس الوطني بجندوبة مفادها حيازة أحد متساكني منطقة الأرمال معتمدية طبرقة لطائرة بدون طيار، داهمت يوم 15 أكتوبر 2016 دورية مشتركة بين فرقتي الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بجندوبة و طبرقة منزل المعني الذي تبين أن عمره 27 سنة. وبتفتيشه تم العثور داخله على طائرة بدون طيار نوع "DRONE" مجهزة بكاميرا رقمية.. وبمراجعة النيابة أذنت لفرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بجندوبة بالاحتفاظ به ومباشرة قضية عدلية في شأنه موضوعها الاشتباه في الانتماء إلى تنظيم إرهابي".
في مركز الأمن
يروي حمة في حواره لعربي بوست "في مركز الأمن فوجئت بالضابط يمدني بصورة لي التقطها في سنة 2012 رفقة أصدقاء لي بشكل عفوي ونحن نحمل لافتة كتبت عليها عبارة: لا إله إلا الله، ونشرتها فعلياً على صفحتي الرسمية على فيسبوك وكانت المناسبة حينها انعقاد مؤتمر لتنظيم أنصار الشريعة في مدينة طبرقة السياحية قبل حظر التنظيم وتصنيفه إرهابياً في تونس، وكنت بعد ذلك التاريخ حذفت الصورة من حسابي تجنبا لأي مشاكل أنا في غنى عنها".
ويتابع مستغرباً: "لماذا أحاسب سنة 2016 على صورة التقطها سنة 2012 بشكل تلقائي وفي ظروف زمانية ومكانية معينة ولماذا لم تحقق معي فرقة مكافحة الإرهاب بمجرد نشري الصورة على صفحتي الرسمية على فيسبوك آنذاك".
شهادة مالك الطائرة الأصلي
دخول حمه للسجن بعد البلاغ الرسمي الذي نشرته وزارة الداخلية وبعد تداول خبر إيقافه إعلامياً والذي وصل حد "التشويه والافتراء " كما يقول، دفع مجموعة من محبيه عبر فيسبوك للقيام بحملة تضامنية واسعة النطاق عبر الشبكات الاجتماعية تحت عنوان "سيب حمة" كما نشر مالك الطائرة الأصلي تدوينة عبر فيسبوك عرض خلالها شهادته المتعلقة ببيعه لطائرة DRONE صغيرة الحجم كان قد اشتراها لابنه الصغير ثم عاد بها لتونس عن طريق ميناء حلق الوادي ودخل بها بشكل قانوني للبلاد ثم باعها لمغني الراب حمه.
مغني الراب التونسي لم يفوّت الفرصة إثر خروجه من السجن لتوجيه عبارات الشكر لكل من سانده ووثق في براءته من التونسيين وذكر بالخصوص رئيس تحرير صحيفة الصدى التونسية راشد الخياري والمحامية حنان الخميري وفي نفس الوقت لومه لبعض وسائل الإعلام التونسي التي قامت بنشر عناوين رأى فيها تشويها لسمعته وتضليلاً إعلامياً وتزييفاً للحقائق وفق تعبيره.
وختم مبتسما: "أغنيتي القادمة ستحمل عنوان "DRONE" وسأتناول فيها بشكل ساخر ما حدث لي طيلة فترة اعتقالي بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي ما حز في نفسي حتى اللحظة هو مصادرة رجال الأمن لطائرتي الصغيرة وحجزها على ذمتهم".