ترى ما أول صورة تطرأ على بالك عندما تقرأ أو تنطق كلمة "حياة"، إن ما يخطر على بالك هذه اللحظة هو تماماً ما تفسّر به كلمة حياة، وهو الذي تتمناه وتسعى إليه.
لكن هل هذه الصورة أو الفكرة التي خطرت على بالك الآن هي فعلاً المعنى الحقيقي لكلمة حياة؟ الحقيقة هي أن لهذه الكلمة سر عظيم جداً قد نغفله، وقد يعرفه جزء محدود منا فقط.
سر عظيم عميق جداً في معناه يسمونه الحياة، تختلف تعريفات كلمة حياة بين شخص وآخر، نعم ليس شيئاً سهلاً أن تعرف كيف تعيش أو كيف تشعر بكلمة حياة، ولا يمكنك أن تجزم أن ما تعيشه الآن هو ما يسمونه الحياة؛ لأن الحياة بصورتها المتكاملة تحتاج إلى وقفة صادقة وحقيقية مع النفس.
الحياة شيء لا يدرك سرّه سوى جزء صغير من البشر محظوظ بمشاعره، محظوظ بإحساسه، محظوظ بسلامه الداخلي، محظوظ بعقله وبقلبه، وبالتالي محظوظ برؤيته لتعريف الحياة فعلاً، الحقيقة الأولى هي إذا لم يدركه ذلك المحظوظ خلال فترة شبابه وعنفوانه فقد يكتشفه بشكل ما في فترة شيخوخته أو قد تغادر روحه جسده وهو لم يدركه بعد.
تفاصيل هذا السر منعشة روحية حقيقية عجيبة لذيذة. وإن جلست مع مَنْ مرّ بخبرة اكتشافه لقال لك تفاصيل هذا السر، هذا السر على ما يبدو يحتوي الكثير من القواعد ومنها:
أولاً: عليك أن تكون نفسك ويجب أن تقارن نفسك بنفسك، يجب أن تسعى لأن تكون النسخة الأفضل من نفسك، إذ إنك عندما تهرب من أن تكون نفسك ذلك سيسبب لك صراعاً داخلياً يبعدك عن شعورك بالسلام، السلام الداخلي الجميل. السلام الذي يجعلك تكتشف من أنت وما دورك بالحياة، وما إضافتك على هذا الكون.
ثانياً: لا تقم بعمل شيء لنفسك ونفسك ليست مقتنعة به، انتظر حتى تقتنع وإذا لم تقتنع فلا ترغم نفسك على شيء تكرهه أبداً حتى تصدق وحتى تقوم بالأشياء بشكل متكامل وحقيقي.
ثالثاً: هناك أشياء لا يجوز تأجيلها في حياتك، هناك أشياء يجب أن تعيشها في لحظتها ولا تؤجل الشعور بها والبدء بها إلى "الوقت المناسب"، فقد لا يأتي الوقت المناسب أبداً. الحب الكبير لا يحتمل التأجيل، إذا وجدت الحب الكبير لا تؤجله، إذا وجدت الفرصة الكبيرة لا تهرب منها، إذا وجدت الأصدقاء الحقيقيين تمسك بهم، وإذا كانت لديك عائلة فامض وقتاً معها.
رابعاً: كن لطيفاً عطوفاً مع نفسك ومع غيرك، فلا شيء في هذه الحياة يستحق أن تقسو على نفسك أو غيرك. الرحمة شعور شامل جميل يحسّن أي شيء يرافقه.
خامساً: لا تُرضِ أحداً على حساب ربك، فكلهم راحلون إلا الله، إرضاء الله أجمل الغايات وأجمل الرحل وأجمل الحقائق على الإطلاق.
سادساً: اضحك كثيراً وخذ الأمور ببساطة، فتعقيد الأفكار وتعقيد الحلول وتعقيد المشاكل وتعقيد العلاقات مرض متعب جداً.
سابعاً: حاول قدر المستطاع أن تخالط الأشخاص الذين يودونك فعلاً، يفعلون الكثير لتكون سعيداً، يفهمونك دون داعٍ للشرح والتبرير.
ثامناً: حقق ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون منك.
تاسعاً: لا تظن أن هناك شيئاً دائماً في هذه الحياة، فالديمومة ليست حقيقة علمية في هذه الحياة.
عاشراً: لا تبالغ في شيء على حساب صحتك أو جسدك أو أعصابك، صحتك هي التي ستقف بجانبك لآخر يوم بعمرك، فاهتم بها وأحبها.
الحادية عشرة: حدد هوايتك ومارسها الآن، فليس هناك أجمل أن يكون هناك وقت لروحك.
الثانية عشرة: لا تهتم بنصائحي التي قرأتها في هذا المقال إن لم تقتنع وتشعر بها، لكن ابحث عن معنى الحياة الذي تريده بين حروفها وخذه بكل قلبك وعقلك.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.