بدأت القوات العراقية، الاثنين الماضي، عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فهل سيدافع تنظيم الدولة الإسلامية عن الموصل بأي ثمن؟
من المتوقع أن يقاوم تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم ويقاتل بضراوة، إذ إن المدينة تعتبر عاصمة "الخلافة" التي أعلنها التنظيم، كما أنه يسيطر عليها منذ عامين ما يعني أنه عزز دفاعاته فيها.
كما أن ما بين 3500 و5000 جهادي هم من الأجانب، ما يعني أنه ليس لديهم الكثير من الخيارات وأن عليهم القتال إلى النهاية، حيث إن التغلغل بين صفوف السكان الفارين سيكون صعباً عليهم.
لكن ورغم ذلك فإنه من الصعب توقع ما سيقدم عليه الجهاديون.
وقال مسؤول في التحالف: "لا أدري لماذا سيدافعون حتى النهاية عن أرض ليست لهم؟".
في نهاية 2015 استمرت المعركة لاستعادة مدينة الرمادي من أيدي التنظيم المتطرف أشهراً، ودمرت معظم أنحاء المدينة بسبب عمليات القصف التي شنها التحالف والمعارك.
ولكن في الفلوجة، معقل السنة غرب بغداد التي سيطرت عليها القوات العراقية في وقت سابق من هذا العام، فإن مقاومة التنظيم كان أقل من المتوقع.
نقاط قوة التنظيم
تتوقع القوات العراقية أن تجد في طريقها القناصة وألغاماً ومفخخات لا حصر لها، وهجمات تسلل يقوم بها الجهاديون المختبئون في شبكة من الأنفاق.
وقد يستخدم الجهاديون "النيران غير المباشرة" مثل قذائف الهاون، إلا أن مثل هذه الأسلحة تترك تأثيراً حرارياً يمكن قوات التحالف من ضرب مصادرها على الفور.
وربما يكون أخطر الأسلحة التي يمتلكها التنظيم المتطرف هو مجموعة المقاتلين المستعدين للموت من أجل قضيتهم. وقد أرسل التنظيم بالفعل العديد من الانتحاريين بسيارات مفخخة لمواجهة القوات الكردية المتقدمة.
قال ديفيد بارنو، الجنرال المتقاعد الذي قاد في السابق الجهود الحربية الأميركية في أفغانستان: "يمكن أن نتوقع أن يكون أي مكان مفخخاً وملغماً، وسيصبح المهاجمون الانتحاريون والهجمات المضادة بعربات انتحارية جزءاً من خططهم للدفاع عن الموصل".
وفي محاولة لتغطية تحركاتهم حول الموصل، يشعل الجهاديون حفراً مليئة بالنفط والإطارات لصنع سحب دخانية كثيفة. ويقول مسؤولون أميركيون إن الدخان لم يتسبب في تأثيرات تكتيكية سلبية على العمليات.
ومن بين المزايا المهمة لتنظيم الدولة الإسلامية أن مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في المدينة الذين يشكلون معاً درعاً بشرية هائلة، يجعلون من الأصعب على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن هجمات بطائرات دون طيار أو مقاتلات.
وقال بارنو الذي يعمل حالياً في الجامعة الأميركية: "ستكون الولايات المتحدة حذرة للغاية في استخدام القوة الجوية". وأضاف أن "الأمر لن يكون مثل حلب مطلقاً التي تشهد قصفاً جوياً روسياً وسورياً".
وقد يستغل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية مقتل مدنيين لأغراض الداعية وإثارة المشاعر المعادية للحكومة بين السكان الذين أغلبيتهم من السنة.
وأخيراً فإن تنظيم الدولة الإسلامية يطور أسلحة كيميائية. إلا أن المسؤولين الغربيين يقولون إنها بدائية وتهديد نفسي أكثر من أي شيء آخر.
قوة قوات التحالف العراقية وقوات التحالف؟
يتمتع العراقيون بميزة تكتيكية كبيرة من حيث العدة والعديد.
وحتى الآن يشارك 30 ألفاً من القوات العراقية وقوات البشمركة في المعركة ويستعد عشرات الآلاف الآخرين للانضمام إليهم في معركة الموصل.
في المقابل فإن عدد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين بقوا في المدينة لا يتعدى ما بين 3500 و5000 عنصر، طبقاً لآخر الإحصاءات.
ورغم أن القوات العراقية انهارت أمام تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في 2014، فإن التحالف قام منذ ذلك الحين بتدريب كل جندي سيقاتل في الموصل. وازدادت ثقة القوات العراقية بعد سلسلة من الانتصارات التي حققها في البلاد.
واشتملت عمليات تدريبهم على دروس استفادوا منها من انتصاراتهم السابقة على التنظيم في العراق بما في ذلك في الفلوجة والرمادي.
كما أثبتت قوات العمليات العراقية الخاصة قوتها في معارك سابقة. إلا أن أكبر ميزة تتمتع بها القوات العراقية هي الدعم الجوي من التحالف.
وتحصل القوات على الأرض على صور فيديو مباشرة تبثها الطائرات بدون طيار وتظهر ما يحدث في المدينة. كما يستطيعون العمل مع قوات التحالف والطلب منها شن ضربات جوية خلال لحظات.
كما تتوقع وزارة الدفاع الأميركية أن يحمل بعض المواطنين السلاح ضد التنظيم المتطرف مع تقدم القوات العراقية.
نقاط قوة التحالف
إلى جانب الضربات الجوية فإن التحالف يساعد في تنسيق تحركات القوات على الأرض وفي المجال اللوجستي.
وقال جيم دوبيك، الجنرال السابق والأستاذ في جامعة جورج تاون، إن قوات التحالف "ستوفر المساعدة في تنسيق عمل الوحدات المختلفة المشاركة في الهجوم لتوحيد الجهود بشكل فعال".
الى ذلك، هناك أكثر من 100 مستشار عسكري أميركي يعملون بالقرب من خطوط الجبهة ويساعدون العراقيين في استدعاء الضربات الجوية.
والتحالف مستعد لاستخدام مروحيات أباتشي الهجومية ومنصات إطلاق الصواريخ الدقيقة. وإضافة الى ذلك فإن محاربي المعلوماتية في البنتاغون يعملون للتجسس على الجهاديين وعرقلة شبكات الكمبيوتر لديهم.