العالم يتجه نحو حقبة زمنية بخطورة الحرب الباردة، إن لم تكن أشد خطراً، ويجب تجنب احتمالات المواجهة بين روسيا والغرب، هكذا قال الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية MI6.
السير جون سويرز الذي كان يرأس واحداً من أهم وأشهر أجهزة الاستخبارات في العالم قال – في حوار بدا تشاؤمياً مع راديو "بي بي سي" البريطانية – إن العالم يواجه تهديدات شبيهة بأيام الحرب الباردة نظراً لإخلاء الغرب ساحة الحرب السورية وفشله في إدراك أن حجم النمو الذي أحرزته القوة العسكرية الروسية على مدى الأعوام الـ15 الماضية يحتاج إلى تطوير علاقات استراتيجية جديدة مع موسكو.
وقال إن على الغرب أن يدرك أن ميزان القوة في العالم قد تغير بسبب ازدياد القوة العسكرية الروسية وزيادة عزمها على استخدام تلك القوة، حسب ما نقله تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
ورفض سويرز الدعوات لإقامة منطقة حظر طيران لمنع الطائرات الروسية والمروحيات السورية من قصف حلب، قائلاً إن ذلك كان خياراً متاحاً قبل 3 أو 4 سنوات، أما اليوم فغدا خياراً غير واقعي، "حيث لا يمكنك تصور أن قوات الناتو أو القوات الأميركية تعمل في نفس المسرح مع القوات الروسية من دون وجود مخاطرة بمواجهة مباشرة بينهما".
كاميرون السبب
سويرز لام حكومة رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون على تدهور الوضع الحالي في سوريا بسبب عدم تدخلها في الوقت المناسب، قائلا إن قرارَ مجلس العموم عدم التدخل إبان استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا عام 2013 وقرارَ الولايات المتحدة الذي تلا ذلك بعدم القصف كلاهما قد سلب الغربَ الكثير من الخيارات وقللها حسبما نقلت عنه صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وقال: "لقد أخلينا المسرح فوثب الروس وصعدوا على خشبته، وهذه كانت فعلاً غلطة، فالأسلحة الكيميائية استخدمت في دمشق ضد المدنيين وعلى يد النظام نفسه. لطالما تمسكنا بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية، لكننا فشلنا في التمسك بهذا الحظر في ذلك الحين".
الصين
رؤية القيادي الاستخباراتي السابق لا تلحظ فقط تغير التوازن مع روسيا، بل إن هناك الأمر ذاته مع الصين، إذ يعتقد – حسب الغارديان – أن الغرب بشكل عام لم يواكب تبعات التغير في ميزان القوى الذي حدث أثناء الأعوام الـ15 الماضية، والذي شهد قرارات روسية وصينية بالتوجه نحو الإنفاق على القوة العسكرية بكافة جوانبها وبكامل أطيافها.
وقال: "إن ما يجب علينا تفاديه وتحاشيه هو اتباع مسار سيقودنا في نهايته إلى مواجهة مباشرة مع هاتين الدولتين".
ولفت كذلك إلى غياب القواعد والقوانين بين روسيا والصين والغرب التي تنظم الحروب الرقمية المشروعة في فضاء الإنترنت.
ويرى أن غياب الاتصالات الاستراتيجية والتعاون مع روسيا أدى إلى الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن فلاديمير بوتين قد أساء فهم الإشارات التي صدرت عن واشنطن ومضى في ظنه أنه يحبط محاولة لثورة مدعومة غربياً.
توبيخ بسبب روسيا
ووبخَ المسؤول الاستخباراتي السابق وزيرَ الخارجية البريطانية بوريس جونسون على دعوته إلى التظاهر أمام مبنى السفارة الروسية بلندن، قائلاً إن من الضرورة أخذ سلامة العاملين في البعثة الدبلوماسية البريطانية في موسكو بالحسبان "فجميعنا نتذكر ما جرى لسفارتنا في طهران"عام 2011(اقتحام السفارة من قبل محتجين).
http://www.aljazeera.net/news/international/2011/11/29/انتهاء-اقتحام-السفارة-البريطانية-بطهران
وأضاف "أن حدوث اعتداء مماثل على السفارة البريطانية في موسكو غير مرجح، ولكن "علينا الحذر من تبعات الأمور التي ننادي بها".
وكان جونسون قد دعا إلى حشد تظاهر أمام مبنى السفارة الروسية بلندن أثناء جلسة نقاش في مجلس العموم، وقد كانت دعوته جزئياً مجرد تعبير إنشائي كلامي القصد منه توجيه النقد للمجموعات اليسارية من مثل مجموعة Stop the War Coalition "حلف أوقفوا الحرب" لفشلها بشجب القصف الروسي على حلب، كما كرر الاتهامات بتورط روسيا باعتداء طال قافلة مساعدات إغاثية في سبتمبر/أيلول الماضي، ما أثار وزير الدفاع الروسي الذي اتهم وزير الخارجية البريطاني بـ"هستيريا الرهاب الروسي".