ألزمت مدرسة إيطالية أطفال اللاجئين، باستخدام حمامات مُنفصلة، وذلك بعدما زعم أولياء أمور طلاب آخرين أن أطفال اللاجئين يشكلون "خطراً صحياً".
حيث طلب معلمون بالمدرسة من طفلين لاجئين ترجع أصولهما إلى مصر وإثيوبيا، يبلغان من العمر 9 و11 عاماً أن يستخدما مراحيض مُنفصلة، وذلك بعد مزاعم من آباء طلاب آخرين أن أطفالهم مُعرضون لخطر "الإصابة بالأمراض"، بحسب ما نقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عن صحيفة La Stampa الإيطالية.
وعلى الرغم من السجلات الطبية التي أوضحت أن الأطفال في صحّة جيدة، قيل إن عائلتين قامتا بنقل أبنائهما من المدرسة بعدما التحق بها أطفال لاجئون، بينما هدد كثيرون آخرون بفعل الأمر نفسه.
وردّاً على تلك التهديدات؛ قامت المدرسة الكاثوليكية بمدينة كالياري بجزيرة سردينيا الإيطالية، بعزل حمامات مُنفصلة مخصصة لأطفال اللاجئين، وأشارت إلى أنها قد اتخذت ذلك التدبير باعتباره "إجراءً احترازياً".
أما مُتولو رعاية الأطفال؛ وهما مُحاميتان تتوليان العناية بالطفلين اللاجئين بعدما فقد الطفلان ذويهما غرقاً أثناء رحلة عبور البحر إلى إيطاليا، فقد قالتا إنهما في حالة صدمة من مستوى التمييز العرقي والعنصري بالمدرسة، وطالبتا بالتراجع عن هذا الإجراء.
"عنصرية حقيقية"
فقالت إحداهما وهي أنتونيلّا تاكّوري، في حديث لصحيفة La Stampa الإيطالية، إن "الأطفال كانوا مُنطوين على أنفسهم، وخلال فترات العطلة سرعان ما صار أبناؤنا معزولين، ولم يحدث هذا لأنهم ليسوا قادرين بعد على تحدث الإيطالية".
وأضافت قائلة "إن سلوك الأطفال الآخرين يعكس بوضوح ما استمعوا إليه في منازلهم من ذويهم، وقد عرفت عن مسألة الفصل العرقي في مرحاض المدرسة قبل يومين، والآن نحن نأمل أن تقوم المدرسة بدمج الحمامات مُجدداً".
أما مارينا باردانزيلّو، وهي السيدة الأُخرى التي تتولى الرعاية، فقالت "إن هذا لم يحدث لأن طفلاً يعاني من السعال أو البرد، تلك المخاوف الصحية تُخبئ وراءها عُنصرية حقيقية".
يذكر أنه لا يزال لاجئون ومهاجرون يقطعون تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر من ليبيا ومصر، سعياً وراء حياة أفضل في أوروبا، فقد سافر أكثر من 10500 طفل غير مصحوبين بذويهم إلى إيطاليا عبر البحر، خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني، ويونيو/حزيران من العام الجاري.
حماية الأطفال
وقبل أسبوعين؛ تعرض قارب يحمل 600 شخص مُتجها إلى أوروبا للغرق قبالة السواحل المصرية، مما أسفر عن مقتل 29 شخصاً على الأقل بينهم طفل واحد.
وفي حين أن أعداد القُصَّر غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى السواحل الإيطالية تبلغ مستويات قياسية، تستمر المخاوف في التصاعد بين الجمعيات الخيرية ومنظات الإغاثة، حيث دعوا من جانبهم الحكومات إلى فعل المزيد لحماية الأطفال اللاجئين في أوروبا.
وقبل أشهر؛ تم الكشف عن تعرّض طفل لاجئ للإيذاء الجنسي وللابتزاز في إيطاليا. كما كشفت صحيفة إندبندنت في سبتمبر/أيلول، عن أن وزارة الداخلية بالبلاد لا تعرف شيئاً عن مكان 360 طفلاً لاجئاً مُعرضاً للخطر في المملكة المُتحدة، بينهم 81 طفلاً مفقوداً منذ أكثر من خمس سنوات.
وعلى الرغم من تلك النسب الكبيرة للأطفال الوافدين؛ فقد أشارت الصحيفة إلى أن أقل من 20 طفلاً فحسب قد نالوا حق اللجوء في المملكة المُتحدة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وطالبت مُنطمة اليونيسيف التابعة للأمم المُتحدة الحكومة البريطانية بإيداع الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في مخيم كاليه للوفود لاحقاً إلى بريطانيا.
وارتفع في بعض الدول الأوروبية مستوى الأعمال العنصرية اتجاه اللاجئين والمهاجرين الوافدين إليها، وتعرضت مناطق سكنية تابعة لهم لهجوم من قبل مجهولين.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة أعلنت في 28 سبتمبر/ أيلول 2016 عن صدمتها بعد توزيع حزب يميني متشدد رذاذاً مضاداً للمهاجرين في الدنمارك، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأشارت الوكالة أيضاً إلى تزايد الهجمات بمختلف أنواعها على مراكز طالبي اللجوء في النمسا إلى مستويات مضاعفة هذا العام، بحسب ما نشرته الحكومة من أرقام في 24 سبتمبر/ أيلول 2016.
وتراوحت الحوادث بين هجمات بالحامض ورشق بالحجارة من خلال النوافذ، أو كتابات عنصرية أو نازية على الجدران، فضلاً عن مواقف تتضمن كراهية في شبكة الانترنت.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.