تورينج والفلسفة الأخيرة!

ومن سيقبل أصلاً من بني البشر أن يكون هنالك مسيطر جديد على هذا العالم سوانا؟.. مسيطر ليس لنا حق التعامل معه أو منعه سوى التعايش معه في كل أحوال تطوره المتوقعة وغيرها!!

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/01 الساعة 04:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/01 الساعة 04:36 بتوقيت غرينتش

تورينج.. التساؤل الأخير: لم لا يتغلب الذكاء الصناعي على البشر؟

هذا السؤال ومثله جال في أذهان الفلاسفة مدة الزمن ما كان كفيلاً بتطور الفلسفة كعلم بحد ذاته.. فمنذ أن تم اكتشاف الذكاء الصناعي وإلى يومنا هذا، أن يتحدى البشر أنفسهم ويصنعوا ويخلقوا مثيلهم، هو حلم راود الكثير من معاتيه العالم الجديد.. بعيد وصعب المنال إن كان هنالك وصف دقيق لأسطورة كهذه.. حلم بعيد.. فمهما تطورنا وتوقعنا ما يمكن أن نفعله، أو ما سنفعله سيبقى السؤال الأوجه متى سنستطيع أن نفعل؟!

وإن حان الوقت، فما هي الجدوى من وجود منافس قوي لجنسنا، منافس أقوى منا إذا افترضنا جدلاً في تلك اللحظة.. فبلا شك سيكون ذلك المتوقع هو مستقبل الجنس البشري ككل!!

فمن نصارع هو من يحدد كم سنبقى وكيف؟ صعب.. الصعوبة ومستوى تعقيدها يكمن في أن مشروعاً تنظيرياً كهذا في المقام الأول، بحثياً عملياً مادياً ثانياً.
فالبشر.. نحن، أمام خيار إن فعلنا ماذا سيحدث.. إن توافرت كل سبل الوصول الممكنة هل وصولنا التجاري في حيز العالم الراهن.. إلى ماذا سيؤدي؟!

ومن سيقبل أصلاً من بني البشر أن يكون هنالك مسيطر جديد على هذا العالم سوانا؟.. مسيطر ليس لنا حق التعامل معه أو منعه سوى التعايش معه في كل أحوال تطوره المتوقعة وغيرها!!
البحوث العلمية بلا شك لا يوقفها رأي فرد، فهذه طبيعة هذا المنهج الحالي، البحث حادثة مستدورة على نفسها.

من ناحيتي أظن أن تورينج نفسه كان به من قدر التوقع أننا بلا شك سنصل إلى هذا المحك قريباً.. ولكن كيف سنتعامل مع تبعات فرضيته كان مجرد وقت لا أقل؟.. وبالتالي فأولويات عالمنا الجديد تتكون ببطء حلفاً لفرضيته التي إن جاز تسميتها "حالمة"!

لنا أن نطور أنفسنا عن طريق كوكبنا وعالمنا الحالي بصورة تجارية ببعد زمني لا يهلك الموارد وبفاصل حقيقة يمنع الوهم والسفسطة العمياء.
– لنا أن نختار منافسينا تماماً، كما لنا أن نلعب بهم مع العلم بنتائج مختلف الألعاب – النتائج المتوقعة علمياً.
– لنا أن نبدع؛ لكي نبقى على قيد الاستمرار!.
– لنا أن نتجمل؛ لكي نوهم ونعمم بالأدلة الراسخة معنوياً.
– وبالطبع لنا أن نعيد ونستمر في الوهم والضلالة الفلسفية إلى أمد ما قبل – ما بعد الرأسمال باختصار.

ما فعله تورينج بذكاء كان أنه أعطى شرارة مستقبل جنس كامل، وجهه كما يهوى بالأصح.. عالم يحترم نفسه، أو يحاول.. عالم لا يخاف أن يتخطى الخطر مسبق العلم مع كامل خصوصية العلم والنقد البحت.. شكراً تورينج.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد