أثار مقتل قائد عسكري كان يعمل مسؤول الحراسة الشخصية لنجل الرئيس اليمني السابق أحمد علي صالح المقيم في الإمارات جدلاً واسعاً بين حزب المؤتمر وجماعة الحوثيين. إذ يتنافس الحزب والجماعة على الإعلان أن الرجل الذي قُتل وهو يقود تشكيلاً عسكرياً على حدود السعودية ينتمي إليهما.
ويوم أمس، روى صحفي مقرب من الرئيس اليمني السابق التفاصيل التي قال إنها دفعت بالعميد حسن الملصي لترك الإمارات العربية المتحدة ليعود لليمن حيث صار قائداً لوحدات تناهض الحملة التي يشنها التحالف الدولي على اليمن بقيادة السعودية وتشارك فيها دولة الإمارات.
وقال الصحفي نبيل الصوفي على صفحته في فيسبوك إن العميد الملصي، الذي قُتل على الحدود بواسطة الطيران السعودي، لم يستطع مواصلة الحياة في أبو ظبي حيث عمل قائداً لحرس نجل الرئيس السابق، وقرر العودة إلى صنعاء قبل أن يذهب إلى الحدود لقتال الجيش السعودي.
وقال إن الملصي -قائد ما يعرف بجبهة نجران- كان أحد اثنين في اليمن، مهمتهما قيادة جهود مكافحة الإرهاب، حيث تولى هو قيادة وحدة مكافحة الإرهاب بالقوات الخاصة فيما تولى العقيد عبدالرحمن الشرقي، قيادة كتيبة مكافحة الإرهاب في الأمن المركزي. معتبراً أن الرجلين كانا على قائمة المطلوبين لتنظيم القاعدة، ولكنهما قتلا معاً بطائرات سعودية.
ويكثر الحوثيون وأنصار الرئيس اليمني من استخدام مصطلح مكافحة الإرهاب على العمليات العسكرية التي يخوضونها في اليمن لإضفاء شرعية عليها.
وتقود قوات الحرس الجمهوري المكونة من آلاف الجنود التابعة لنجل صالح المقيم في الإمارات، الحرب جنباً إلى جنب مع الحوثيين وكان لها السبب الأكبر في سقوط صنعاء ونقل المعارك إلى حدود السعودية وغالبية المُدن اليمنية.
ويُتهم علي صالح ونجله أحمد من قبل خصومهما بتسليم معدات عسكرية كثيرة إلى الحوثيين بما فيها الصواريخ البالستية والتوشكا التي تُطلق بين الفينة والأخرى نحو السعودية وقوات التحالف العربي في اليمن والمقاومة الشعبية.
ونشرت قناة الحوثيين فيديو للقيادي العسكري قبل مقتله زعمت فيه أنه يخطط لعملية داخل الأراضي السعودية.
وينتمي الملصي الى قبيلة سنحان، التي ينحدر إليها الرئيس السابق. والتحق بالقوات الخاصة بعد تخرجه من الكلية الحربية (1998)، وفي (2004) حصل على دورات مكثفة ليُعين في (2007) قائداً لكتيبة مكافحة الإرهاب.
ومع قيام الثورة الشعبية في فبراير (2011) كان أحد المناهضين لها، وقاد –بحسب معارضين لصالح – عمليات قتل لشباب الثورة، كما وجهت له اتهامات بالتخطيط للعديد من عمليات الاغتيالات، التي طالت ضباطاً معارضين لنظام صالح خلال الفترة الانتقالية، وأشارت مصادر عديدة إلى قيامه بنهب أسلحة قوات مكافحة الإرهاب، على خلفية هيكلة الجيش التي قام بها الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي في أبريل (2013)، وأفضى ذلك إلى عزله.
مع صالح أم الحوثيين؟!
تأتي أهمية الملصي، في الدور المزدوج، الذي شغله خلال فترة سقوط صنعاء في يد الحوثيين وحتى مصرعه قبل أيام، حيث يقدم باعتباره الذراع اليمنى لنجل الرئيس المخلوع علي صالح، وفي ذات الوقت أحد أركان التمرد الحوثي.
وذهب أحد أبناء الرئيس السابق لتعزية أسرة القائد العسكري.
وقد بدت نبرة الحزن واضحة عقب مقتله في الإعلام التابع لكل من الحوثيين والرئيس السابق اللذين يشكلان تحالفاً قام بالانقلاب على المسار الديمقراطي في اليمن. وتصفه المنصات الإعلامية التابعة لصالح بالقائد الوطني الهام والاستثنائي، بينما تضفي عليه المنصات الإعلامية الحوثية صفة "المجاهد"، واستخدموا لقطات لتحركاته العسكرية على الحدود السعودية.
ولقي حسن الملصي مصرعه الخميس 22 سبتمبر 2016 أثناء قيامه بمهمة تسلل إلى نجران عبر الحدود اليمنية السعودية حاولت الميليشيات الحوثية تنفيذها حسبما قال حسابٌ تابع للحرس الوطني السعودي.