أنا صبي الرب المدلل
أنا هذا الذي يدعه القدير يجرب
يتركه يلخبط ..
يرخي له حبل الدلع ،
والنزق…
والأمنيات الى منتهاه
الرب وحده يعرف جيدا أن هذا الصبي لا يستغل الكرم
بشكل سيء
لا يذهب بعيدا
وإن تمادى فإنه
لا يؤذي
أو على الاقل لا يحب أبدا أن يؤذي
ولا يتعمد ذلك
ثم إنه صبي في النهاية
فأي ألم عظيم سيتولد من مرح طفل؟
***
يعبث صبي الرب المدلل كما يشاء
يمرح في الحقول
ويجدل أشعة الضوء
ويتخيل ذرات الغبار جيوشا من الغزاة
يحاربها
يأسرها
يقاتلها بلا قطرة مراقة
إلا حبات العرق
يلقي الكرة في عين الشمس
ويستحم عريانا في الترع
ينام وعلى يديه
وفي وجنتيه صبغة التوت الاحمر
أفرغ الشقي الشجرة الوحيدة القصية من ثمارها
يستلقي من التخمة
ينام من النشوة
يستسلم للطرب
***
انا العيل المدلل لله
يعطيه الفرص
ويربت على كتفيه إذا ما تعثر
يسمع بكاءه
ويتفهم آلام روحه
مهما كانت هذه الآلام
بسيطة وتافهة
مثلا؟
قبلة لم ينلها وكان يحتاجها
مبلغ البنك الذي يتناقص
أو حتى وجبة ساخنة
مهما كانت تلك الآلام تافهة
قياسا بعظمة الرب
الله لا يسخر من هذا الصبي أبدا
ولا يدعه يذهب .. مكسور الخاطر
***
إذا تاخر الصبي فالرب يترك له الابواب مشرعة
يطمئن ان نور السلم لا يزال مضاء حتى لا يتعثر في درجاته
لعله سياتي متأخرا وسيكون نصف نائم
سيتسحب الصبي خجلان من تأخره
ويحاول أن يتسرب دون جلبة
آه لو يصل فقط حتى الفراش
دون أن يلحظه أحد
***
ويضحك الرب
على هذا الصبي الغر
يظن أن الباب المفتوح
والسراج المشتعل على السلم مجرد صدف
ينام الصبي بملابسه
ودون غطاء
ينسى النافذة مفتوحة
يستيقظ ليجد مصروف اليوم تحت الوسادة
النافذة مغلقة
وجسده قد دثر جيدا
ومغامرات أخرى بانتظاره
الرب يحب هذا الصبي
ويدلله
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.