أرجوكم لا تعاندوا

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/26 الساعة 02:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/26 الساعة 02:56 بتوقيت غرينتش

بين مد أحلامها وأمنياتها المتسابقة وأنفاسها وجزر المجتمع، نظرته وأحكامه… تعيش الفتاة العربية مكبلة اليدين، مسلوبة الحرية، تؤسس في مخيلتها عالماً مثالياً، بطلته هي وإنجازاتها ثم تصدم بواقع بالٍ لا يراها سوى عروسة فوق هودج السعادة.. تحمل بين أناملها مفتاح القفص الذهبي وترسم ابتسامة رضا على شفتيها.

فيظل رميها في ذاك القفص هم يثقل كاهن الأسرة الصغيرة والكبيرة، بل ويشمل المنطقة التي تقطنها بأكملها، حيث يسارع الكل لإيجاد العريس حتى يزال الهم وتعم البهجة..
مواصفاته؟ لا يهم! يكفي أنه رجل، توقيع على عقد قران كفيل بإغلاق أفواه الجميع!

ماذا عن باقي الوريقات الملونة المعلقة في ذاك الحائط الموازي لسريرها! الحائط الذي لطالما تأملته قبل خلودها إلى الأحلام والوريقات التي احتضنت أمنياتها وأهدافها في الحياة منذ أن تعلمت الكتابة!!

ماذا عن دمعتها كل ليلة وهي تعيش في بيت غريب حملت بين ليلة وضحاها اسمه وصارت بين إمضاء وفستان على ذمته!!

ماذا عن المسؤولية التي حلت بها وما زالت تعجز حتى عن جذل ضفيريتها بنفسها!!

لا أحد يهتم! البنت لبيت زوجها أو لقبرها حتى وإن لم يحِن الوقت بعد فخير البر عاجله!

رجوكم لا تعاندوا وتعتلوا المنابر مخبرين العالم أن المرأة في مجتمعاتنا تعيش حرية الفكر والاختيار… ما زالت حقاً فتيات هنا تتخبط في مستنقع عقليات تؤمن بأفكار كهذه ولا ترى في زواج القاصرات ذنباً يقترف في طفولتهن وجريمة تغتصب حقهن في الحياة.

ما زالت قاصرات هنا تغوص في الآبار ساقية المياه وتجول في الحقول راعية الغنم.. تجر خلفها أذيال الخيبة وأربعة أطفال.. تكابر من أجل لقمة العيش ومأسسة العش الزوجي ثم تربية صغار لا تتجاوزهم عمراً وخبرة.

ما زالت فتيات هنا باسم العار والفضيحة تخط عقداً أبدياً يمنع العودة إلى بيت الأهل أو حتى التأوه من ثقل الجبل الساكن فوق ظهورهن!!

نعم! لا نزال نحن نفتخر بتقدم المجتمع ولا تزال هن تنتظرن المعجزة لتلتحقن بمقاعد الدراسة من جديد!

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد