أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الخميس 22 سبتمبر/أيلول 2016، فشل الاجتماع الدولي بنيويورك الذي جمع 23 دولة ومنظمة دولية في إعادة إرساء الهدنة بسوريا، مشيراً إلى أنه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف الجمعة، في الوقت الذي أعلنت فيه قوات النظام بدء هجوم على الأحياء الشرقية لمدينة حلب شمالي سوريا.
وبعد ساعتين من المشاورات للمجموعة الدولية لدعم سوريا، حثّ كيري روسيا على إبداء "جدية" بهدف إحياء الهدنة التي توصلت إليها موسكو وواشنطن في جنيف في 9 سبتمبر/أيلول، وانهارت الاثنين الماضي. وجدّد مطالبة دمشق "بوقف استخدام" طيرانها الحربي.
مصداقية العملية الدبلوماسية
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد الاجتماع: "تبادلنا الأفكار مع الروس وننوي التشاور غداً بشأن تلك الأفكار"، معبراً عن قلقه إزاء الأنباء التي أفادت بالهجوم السوري الجديد. وأضاف: "أنا أقل عزماً اليوم عما كنت بالأمس، بل إنني أكثر إحباطاً".
وأضاف كيري في مؤتمر صحفي مقتضب أن "السؤال الآن هو معرفة ما إذا كانت هناك فرصة حقيقية للمضي قدماً؛ لأنه من الواضح أنه لا يمكننا الاستمرار لوقت طويل في هذا المسار".
وتابع أن "أول شيء يتعين علينا القيام به هو إيجاد وسيلة لاستعادة مصداقية العملية الدبلوماسية" في سوريا، التي انهارت بداية الأسبوع مع القصف على مدينة حلب وإعلان الجيش السوري، الخميس، بدء هجوم على المدينة تزامناً مع اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا.
واعتبر كيري أن "الطريقة الوحيدة لذلك هي أن يتوقف أولئك الذين يمتلكون قوة جوية عن استخدامها"، في إشارة إلى الطيران الحربي السوري الذي يجب أن يُمنع من التحليق وفقاً لبنود اتفاق جنيف.
هجوم بري واسع
وأعلنت قوات النظام السوري في بيان مساء الخميس أن "قيادة العمليات العسكرية في حلب تعلن بدء عملياتها في الأحياء الشرقية بمدينة حلب"، داعياً المواطنين إلى الابتعاد "عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة".
وفي هذا السياق، أكد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن الأمر يتعلق "بهجوم بري واسع مدعوم بغارات من الطائرات الروسية بهدف التقدم تدريجياً في الأحياء الشرقية من حلب وإخلائها من سكانها".
وأوضح عبدالرحمن: "يريدون السيطرة أولاً على أحياء العامرية والسكري والشيخ سعيد" الواقعة جنوب ثاني أكبر مدن البلاد.
ونص الاتفاق الذي خطّه كيري ولافروف على تعاون عسكري بين واشنطن وموسكو، في حال صمدت الهدنة أسبوعاً وتم إيصال المساعدات الإنسانية. لكن قوات النظام السوري أعلن "انتهاء" الهدنة في 19 سبتمبر.
واجتمع قادة نحو 20 دولة ومنظمة دولية من المجموعة الدولية لدعم سوريا، الخميس، بنيويورك في محاولة لإعادة العملية الدبلوماسية في هذه الحرب الى مسارها الصحيح.
فساد المساعدات
ويعيش نحو 250 ألف مدني محاصرين في الأحياء الشرقية وتحت القصف في ظل نقص في المواد الغذائية، في وقت تتعثر جهود الأمم المتحدة لإدخال قوافل مساعدات.
وقال رئيس مجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية في سوريا، يان إيغلاند، للصحفيين في جنيف، الخميس، إن "40 شاحنة تنتظر على الحدود التركية السورية والمواد الغذائية ستفسد الاثنين". وأضاف مناشداً الرئيس السوري بشار الأسد: "أرجو منك أن تقوم بما ينبغي للسماح لنا بالوصول إلى شرق حلب وإلى المناطق المحاصرة الأخرى أيضاً".
ويأتي التصعيد الميداني على جبهات عدة في سوريا بعد إعلان قوات النظام السوري الإثنين انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً بموجب اتفاق روسي أميركي. وتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلة تنفيذ الاتفاق في وقت تتمسك واشنطن بإدخال المساعدات الى المناطق المحاصرة كبند رئيسي.
وتصاعد التوتر بين الطرفين إثر تعرض قافلة مساعدات إنسانية الإثنين لغارات تسببت بمقتل 20 مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري. واتهمت واشنطن الطائرات الروسية وحليفتها السورية بتنفيذ الغارات، الأمر الذي نفته كل من موسكو ودمشق.
وعلقت الأمم المتحدة، الثلاثاء، عملياتها الإنسانية في سوريا، قبل أن تعلن، الخميس، استئناف إرسال المساعدات الى المناطق المحاصرة، وتوجه قافلة الى منطقة على أطراف دمشق.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، الخميس، بدخول "23 شاحنة تتضمن مئات السلل الغذائية" الى مدينة المعضمية في ريف دمشق.