حذَّر من انتشار الشعبوية وهاجم إسرائيل وبوتين.. هذه رسائل أوباما في آخر كلمة له في الأمم المتحدة

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/20 الساعة 15:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/20 الساعة 15:52 بتوقيت غرينتش

حذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من انتشار الفكر "القومي العدائي" و"الشعبوية الفظة" في الولايات المتحدة والعالم، مستهدفاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب.

وصرح أوباما أن الديمقراطية هي المسار الأفضل للازدهار وليس "الشعبوية الفظة" التي تزدهر في الولايات المتحدة والعالم.

وقال في إشارة واضحة إلى حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية "البعض يقولون إن المستقبل يفضل الرجل القوي (..) أعتقد أن طريقة التفكير هذه خاطئة".

وتابع "التاريخ يدل على أن الرجال الأقوياء ليس أمامهم سوى طريقين: القمع الدائم الذي يخلق النزاع في الوطن، أو جعل الأعداء في الخارج ضحية وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حرب".

ترامب وأوباما


وتأتي تصريحات أوباما وسط حملة انتخابية ضارية لخلافته شهدت موجة من الدعم الشعبي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يتبنى مواقف يمينية متطرفة من الهجرة والأمن القومي.
وهاجم دونالد ترامب أوباما الاثنين وقال "بلدنا ضعيف. نحن نسمح للناس بالدخول بالآلاف وعشرات الآلاف".
وتحدى أوباما هذا التفكير في خطابه أمام الأمم المتحدة وقال "علينا أن نفتح قلوبنا وأن نفعل المزيد لمساعدة اللاجئين الذين يتوقون إلى منزل".
وأضاف "علينا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث لعائلاتنا ولأطفالنا إذا حدثت لنا كارثة".
إلا أنه أقر بضرورة "تصحيح المسار" لتخفيف آثار العولمة وتحييد "الرؤى البديلة" التي يروج لها الشعبويون.

مجد سابق


ووجَّه أوباما رسالة أكثر مباشرة إلى نظيره الروسي بوتين الذي يتهم بغزو أوكرانيا ونشر قوات في روسيا – بمحاولة استخدام الجيش لاستعادة مجد بلاده السابق.
وقال "في عالم شهد أفول عصر الإمبراطوريات، نرى روسيا تحاول استعادة مجدها المفقود من خلال القوة".
ورغم انهيار وقف إطلاق النار في سوريا والذي تم التوصل إليه بوساطة واشنطن وموسكو، أكد أوباما أن الدبلوماسية وليس القوة هي الطريق الوحيدة لإنهاء النزاع الضاري المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.
وقال أوباما "لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم، وعلينا أن نبذل جهوداً دبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وتوصيل المساعدات للمحتاجين".

والاثنين أعلن الجيش السوري انتهاء وقف إطلاق النار، وأوقفت الأمم المتحدة عملياتها لتوزيع المساعدات بعد قصف أكثر من 18 شاحنة تابعة للأمم المتحدة أثناء محاولتها إيصال المساعدات للمواطنين قرب حلب.
ونفت كل من سوريا وروسيا أية علاقة لهما باستهداف القافلة.

إرث مهدّد


تهدد الأزمة السورية، دون غيرها من الأزمات، بأن تشوب جهود أوباما طوال فترة رئاسته 8 سنوات لتحسين مكانة الولايات المتحدة في العالم.
وصل أوباما إلى البيت الأبيض في 2009 ليجد سمعة بلاده مشوهة بسبب الحرب في العراق وازدراء سلفه جورج بوش للمنابر العالمية.
وكان أوباما أكثر حذراً، وربما أكثر تردداً بحسب ما يرى المنتقدون – في استخدام القوة الأميركية ورفض التدخل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وفي كلمته في الأمم المتحدة أكد أوباما على أهمية التعددية وقال إن أميركا تعرف حدود قوتها.

وصرح "لقد مرت علي أثناء فترة رئاستي أوقات اعتقد خصوم أميركا وبعض حلفائنا أن جميع المشاكل ربما سببها واشنطن أو أن واشنطن قادرة على حلها".
وأضاف وسط ضحكات الحاضرين "ربما يعتقد العديدون في واشنطن ذلك كذلك".

تحميل المزيد