بعد إصابة أنهت مسيرته الرياضية.. لاعب مصري يعد الأيتام للمشاركة في الأولمبياد

مصطفى كمال هو لاعب مثّل مصر في بطولات رياضة الكيك بوكسينغ والكونغ فو، وهو أول بطل مصري يحصل على بطولة

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/19 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/19 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش

"أحلم ببناء جيل رياضي بدلاً من جيلٍ من المشردين المهمل داخل الملاجئ"، بتلك الكلمات شرح مصطفى كمال لاعب الكونغ فو المصري السابق، مبادرته "أنت معجزة"، التي يهدف منها إلى استغلال وتوظيف الطاقات الكامنة في أطفال الملاجئ، ليصنع منهم أبطالاً في مختلف الألعاب الرياضية، وذلك بعد خوضهم برامج إعادة التأهيل النفسي اللازمة.

وكشف كمال في حواره مع "عربي بوست"، كيف تحول كرهه للوحش الروسي الذي تسبب في إنهاء مسيرته الرياضية، إلى تعاطف ودافع لطرح مبادرة تساعد لمنع تكرار هذا النموذج من اللاعبين مثل الذي واجهه.

من هو صاحب المبادرة؟


مصطفى كمال هو لاعب مثّل مصر في بطولات رياضة الكيك بوكسينغ والكونغ فو، وهو أول بطل مصري يحصل على بطولة العالم في رياضة قوة الرمي للدفاع عن النفس، إذ حقق العديد من الإنجازات على مدار مشواره الرياضي رغم قصره.

حصل على العديد من البطولات المحلية والدولية منها بطل العالم في رياضة قوة الرمي، بطل العرب في كونغ فو مرتين بالأردن، فضية بطولة الأفروآسيوي في الكيك بوكسينغ، والعديد من البطولات المحلية.

قسوة يتيمٍ روسي السبب في المبادرة


اعتزل كامل اللعب العام 2012 في سن الـ22 عاماً، وذلك بعد تعرضه لإصابة خطيرة في مفصل الحوض أثناء لقائه مع بطل روسيا في بطولة العالم.

ويوضح أن اللاعب الروسي كان يحب أن يضرب خصمه بطريقة وحشية بالمخالفة لقوانين اللعبة، "ورغم إصراري على استكمال المبادرة بالإصابة، إلا أنه كان يتعمد الضرب بقوة في مكان الإصابة، وهو الأمر الذي اضطررت معه أن أنسحب رغم كوني كنت متغلباً عليه في النقاط".
وما حدث في هذه المباراة غير مسار حياتي بالكامل، وهو أحد أهم أسباب المبادرة التي أعلنت عنها.

كيف ذلك؟


ويكمل، كان لدي إصرار بعد المباراة أن أعرف تفاصيل هذا اللاعب، ولماذا يوجد بداخله هذا الكم من العدائية تجاه الآخرين، وكانت المفاجأة لي أنه لاعب تربى داخل الملاجئ في روسيا حتى أصبح لاعباً دولياً بعد تدربه في النظام الرياضي المتبع بالملاجئ في الكثير من دول العالم.

وتغيرت مشاعري تجاهه بنسبة كبيرة، وتحول الغضب الداخلي لدي تجاه لاعب تسبب في إيقاف مسيرتي الرياضية إلى تعاطف مع الظروف التي نشأ بها، وتفهم للجانب النفسي لديه الذي خلق بداخله هذا الوحش غير الأخلاقي.

وكذلك بدأت تتولد بداخلي عدة أفكار في أمرين، الأول هو تكرار نموذج استخراج رياضيين دوليين من داخل الملاجئ، والأمر الثاني، هو كيفية تكوين شخصية سوية لا تحمل تلك المشاعر السلبية التي تسببت في شراسة هذا اللاعب الروسي.

نشأة مؤلمة


يقول اللاعب المصري، بصراحة أحسست أنني كان من الممكن أن أكون مثله، فأنا كانت لدي ظروف عائلية جعلتني أشعر بألم اليتيم.. كنت أنا الولد الوحيد بجانب ثلاث بنات أخريات، وقد تركنا والدي صغاراً، وهنا تحملت والدتي مسئولية تربيتنا منفردة، ورغم ذلك رفضت نهائياً كافة محاولاتي للعمل من أجل مساعدتها.

"أنت معجزة".. وتجربة نجاح مع 12 يتيماً


في البداية كانت هناك تجربة قمت بها أنا ومجموعة من الأصدقاء، حيث فكرنا منذ عام تقريباً في تجميع أطفال من أيتام الأب وذلك في محيط تواجدنا بمنطقة مدينة نصر بالقاهرة، وبالفعل نجحنا في ذلك بمساعدة الجمعيات الأهلية التي كانت تقدم مساعدات لتلك الأسر، والبداية كانت مع تجميع ما بين 25 إلى 30 طفلاً، وجميعهم كانوا تحت سن 6 سنوات، 12 طفلاً هم من أكملت معهم التجربة.

ثم أردت أن اتوسع في المشروع، وأنتقل به إلى الفئة الأكثر احتياجاً إليه، وهم الأطفال داخل الملاجئ، هؤلاء الذين ليس لديهم أي عائل، ويتعرضون لظروف قاسية داخل دور الأيتام.

ما هي الرياضات التي تركز عليها المبادرة؟


تهدف المبادرة الى تأهيل هؤلاء الأطفال لـ5 ألعاب رياضية مختلفه "سباحة – كيك بوكسينغ – كونغ فو – تايكوندو – الملاكمة"، وسيكون ذلك تحت إشراف من مدربين متخصصين في كل لعبة.

وتعمل المبادرة كذلك على التأهيل النفسي لهؤلاء الأطفال بالتوزاي مع التأهيل الرياضي، وسوف يتم إخضاعهم لبرامج إعادة التأهيل النفسي، خصوصاً وأن التركيز على استغلال طاقته في لعبة عنيفة، يجعل من شخصيته عنيفة بالأساس، ولا نريد أن نكرر وجود نموذج مثل اللاعب الروسي العنيف.

ويكون العمل في المشروع بأكلمه تحت مظلة الدولة، حيث سيكون هناك إشراف كامل من وزارة التضامن الاجتماعي المسئولة قانونياً وإدارياً على كافة دور الأيتام، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة مظلة العمل الرياضي بمصر.

من سيتحمل التكاليف المالية؟


الآن أعمل على إشهار جمعية أهلية رسمية، تكون هي الشريك في تنفيذ المبادرة مع الحكومة، وسيسهل وجود جمعية تمويل المشروع، أما من خلال الشركات الراعية للمشروع، أو من خلال المتبرعين.

وفي نهاية المشروع أحلم بأن أصنع منتخب مصر للأيتام، مثلما يحدث في أوروبا حيث أضع هؤلاء الأطفال تحت مظلة رياضية واجتماعية ليشاركوا في بطولات عالمية.

علامات:
تحميل المزيد