بينما كانت الممرضة التركية عايشة غول ترزي ذات الـ23 ربيعاً، تستعد للعودة لمنزلها ليلاً من مكان عملها مستقلة إحدى الحافلات العامة التابعة لبلدية إسطنبول، تعرضت لاعتداء ومضايقات لفظية من قبل أحد الركاب، كما أكدت الفتاة في خبر أثار الرأي العام التركي خلال الأيام الماضية.
الشيطان
في تفاصيل الخبر الذي نقله تقرير لقناة شو تي في التركية، تعرضت ترزي فور صعودها إلى الحافلة الجمعة 16 سبتمبر/أيلول 2016 لمضايقات لفظية من أحد الركاب، بعد أن شاهدها ترتدي سروالاً قصيراً (شورت) وتجلس أمامه، وحاول حثها على النزول قائلاً إنه ينبغي موت الفتيات اللاتي يرتدين الشورت، قبل أن ينعتها بالشيطان ويوجه لها لكمات أصابت وجهها بجروح طفيفة نقلت على أثرها للمستشفى.
بدورها قالت الفتاة ترزي إنها لا تزال تشعر بالخوف، مشيرة إلى أن ما حدث يعد كابوساً يطاردها في كل مكان، قبل أن تضيف أنها "سترتدي ما تريد لأنها ليست مضطرة لتحمل نفس الأفكار التي يحملها الشخص الذي هاجمها.
وأظهرت لقطات مسجلة نُشرت من الحافلة التي استقلتها الفتاة اللحظات التي اعتدى فيها الشاب على الفتاة ترزي، حيث استعان الشاب بالأعمدة الحديدية الموجودة في سقف الحافلة ليعتدي على الفتاة ويوجه لها اللكمات.
وفي ردها على الحادثة أكدت الشرطة التركية في البداية أنها تلاحق المتهم مستعينة بكاميرات المراقبة الموجودة في المكان لتعود وتعلن في وقت لاحق أنها تمكنت من التعرف على المشتبه فيه بالقيام بالاعتداء وتستدعي الفتاة للتعرف عليه.
وفور وصولها لمقر الشرطة تعرفت الفتاة على المتهم وعبرت عن سعادتها.
لماذا أطلق سراحه؟
ألقت الشرطة القبض على المتهم في الحادثة لتحتجزه على ذمة التحقيق، قبل أن تعود وتطلق سراحه مجدداً بعد أن زود الشرطة بتقارير تثبت تلقيه لعلاج من أمراض نفسية، وهو ما أثار موجة غضب عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي ما دفع السلطات لإصدار قرار باعتقاله مجدداً.
هذه الحادثة التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بقوة، أثارت ردود فعل غاصبة دفعت عدداً كبيراً من مستخدميها لتدشين حملة لدعم ومساندة الفتاة عبر موقع تويتر تحت عنوان "لنكن عايشة غول"، وهو ما دفع وزيرة العائلة والسياسية الاجتماعية التركية فاطمة كايا للاتصال بالفتاة للتعبير عن تضامن الوزارة معها ودعمها "لضمان الوصول للفاعل ومعاقبته".
وأكدت الوزيرة، حسب تقرير لصحيفة "حرييت" أن الشرطة اعتقلت مجددا المتهم، وتم تحويله للنيابة العامة التي أصدرت أمرا بالإبقاء عليه رهن الاعتقال حتى إصدار الحكم.
وعبر المغردون عن غضبهم من الحادثة وطالبوا السلطات بمعاقبة الفاعل حتى لا تتكر مثل هذه الحوادث مستقبلاً، حيث أكدت معظم التغريدات على "ضرورة حماية النساء وتوفير الدعم اللازم لهن".
Stop violence against women #AyşegülTerzininSesiOlalım
— Zoraki Mühendis (@kimya_muhendis) 16 septembre 2016
أوقفوا العنف ضد النساء
İster şort giyeriz, ister kapalı gezeriz karışamazsınız! #AyşegülTerzininSesiOlalım pic.twitter.com/Nt5Mf38aFe
— FEMHADER (@Feminizmmm) 17 septembre 2016
لنلبس الشورت إن أردنا، ولنتجول بحجابنا إن أردنا، لكن لن تتدخلوا!
ويذكر أن السلطات التركية قررت في وقت سابق من عام 2016 نصب كاميرات مراقبة داخل الحافلات العامة في كل تركيا تعمل على مدار الساعة، بعد مقتل فتاة تركية على يد أحد السائقين بعد أن حاول الاعتداء عليها واغتصابها عام 2015.