أيُّ حجرٍ أنت على رُقعة الشطرنج؟

"في الشطرنج كما في الموت، بعد نهاية اللعب يوضع الملك والعسكري في صندوق واحد" أنيس منصور

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/17 الساعة 05:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/17 الساعة 05:08 بتوقيت غرينتش

"في الشطرنج كما في الموت، بعد نهاية اللعب يوضع الملك والعسكري في صندوق واحد" أنيس منصور

الشطرنج لعبة الحياة والموت، لنقل إنها المُجسم الصغير للواقع الحالي الذي يغرق فيه العالم العربي.

أي حجرٍ أنت على رقعة الشطرنج؟

هل أنت الملك، وزير، قلعة، رخ، فيل، حصان، أم مجرد بيدق!
"أنا المُقدر لي أن أموت شئت أم أبيت لِأجل مصلحة الملك، لأجل حياة ليست لي".

الفرق بين اللعبة والواقع أننا لا نتخذ خطوة واحدة، لا قوانين، النهاية إما الموت أو الموت! الملك لأجل مصالحه الدنيوية الشخصية سيُلقي بكل البيادق (الشعب) إلى الهاوية، نِساء، أطفال، شيوخ، ورِجال، لا يُهم من الضحية المهم الملك، المصالح، والأهم كرسي السُلطة.

الشطرنج في سوريا، وحوشٌ تتمرغ بِدماء الأبرياء، البيادق الصغيرة إما أن تُقتل بيد حُلفاء الشيطان، الجيش، داعش، الأسد وغيرهم من القتلة المأجورين، لا يوجد قلاع لأن الأرض غرقت ببحور الدماء، لا حُصن ولا فيلة.

أما الوزير إما أن يشاركهم في جريمة القتل وإما أن يسرق ما يقدِر عليه ويتخذ من دولة ما لجوءاً له.. والضحية المشتركة الشعب، إما أن يُقتل ببرميل مُتفجر، أو يبتلعه البحر، يُغتصب ما تبقى بهِ من عُمرٍ، أو أن يبقى بنصف قلب وذاكرة مشوهة.

لا يقتصر الأمر على سوريا فقط، بل العراق، مصر، فلسطين، والعديد من الدول التي يسعى المندسون أن يبثوا الفساد فيها.. ليتحول الحلم البريء إلى أملٍ صعب المنال، أملُ البقاء على قيد الحياة مع من نُحب، أخبرونا أن الصاروخ الذي يقتلنا لن نسمع صوته، لن نسمع صوت الانفجار ولكننا سنسمع صوت عروقنا تُقَطع، وأنفاسنا التي تلفظ آخر ما تبقى منها.

كم هو مرعب أن تشعر بنشوة الحياة بعد صوت انفجار بعيد وأنت تعلم بأن هناك مَن التهمهم صمت هذا الانفجار، وكم هو مفجع أن تدرك أنك على انتظار مع هذا الصمت، وإن لم يكن انفجاراً إما أن يكون غرقاً، اغتصاباً، واختطافاً.

يُقال إن الطفل في رحم أمه يشاهد شريط حياته كاملاً إما شريطاً هوليوودياً سعيداً، وإما شريط بدايته أخاف أن أقول كنهايته برميل متفجر، صواريخ، لِحًى تَقطرُ دماً، رقابٌ مصلوبة وجثثٌ هنا وهناك، لو أن الطفل يدرك أن قدره مُجرد بيدق يتم تحريكه لأجل سُلطة فاسدة لشَنق نفسه بحبله السري واختار رحم أُمه قبراً له.

نحن البيادق غير المخيرين، المجبرون على الموت لأجل مصالح بيادق فاسدة تتحرك مُسيَّرة ومُخيَّرة لأجل السلطة.

إن خيروك أن تختار أي حجر ستكون على رقعة الموت (الشطرنج الدنيوي)، أتكون بيدقاً مُخيراً معبوداً لملك ظالم، أم تكون بيدقاً يحارب ويثور ويموت لأجل الحرية؟!

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد