بكل المؤشرات الظاهرة؛ يبقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جدول أعمال ضيق؛ ولكن ربما لا يكون جدول أعماله بهذا الضيق الذي يبدو عليه.
فقد حقّق مؤخراً أكيوشي كوماكي، مدير مكتب صحيفة أساهي شيمبون اليابانية في موسكو، في عددٍ من الصور التي نشرها الكرملين للقاءات الرئيس الروسي خلال أغسطس/آب، حيث انعقدت كافة المُقابلات في نفس الغرفة ذات اللون الداكن والمغطاة بألواح خشبية، في المجمع الحكومي الروسي، على الرغم من أنه قيل إنها انعقدت في أيام مُختلفة، وفقاً لما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وقيل إن اللقاء الأول قد جرى مع القائم بأعمال حاكم ماجادان، فلاديمير بيشيوني، في 18 أغسطس/آب، وانعقد لقاء آخر في 22 أغسطس/آب مع إيجور أناتوليفيتش أورلوف من منطقة أرخانجيلسك، واللقاء الثالي قيل إنه قد تم مع حاكم منطقة سفيردلوفسك، يفغيني كيفاشيف، في 23 أغسطس/آب، أما اللقاء الأخير فقيل إنه انعقد في 24 أغسطس/آب مع حاكم منطقة موسكو، أندريه فوروبيف.
وثمة شيء لم يبدُ حقيقياً بالكامل بالنسبة لكوماكي بشأن تلك الصور، لذا فقد بدأ في النظر عن كثب، وأدرك أن ترتيب الأوراق والأقلام على مكتب الرئيس يتطابق في الصور من أيام 18 و23 و24.
وعلى الرغم من ذلك فقد رتبت في وضع مُختلف بمهارة، في صور لقاء 22 أغسطس/آب، فكيف قفزت إذاً لتعود إلى مكانها في اليوم التالي؟
وكان هُناك أيضاً حذاء بوتين الذي لفت انتباهه؛ ففي حين بدى بوتين مُرتدياً أزياء مُتشابهة في كافة الصور الفوتوغرافية، ظهر بوضوح مُرتدياً حذاءً مُختلفاً في صورة يوم 22 من الشهر، ومن المثير للاهتمام أنه في حين لم يبدُ مُرتدياً قميصاً وربطة عنق مختلتفين عما ارتداها في الصور التي قيل إنها التقِطت بأيام 18 و23 و24؛ ظهر يرتدي نفس القميص وربطة العنق (أو طقماً مُشابهاً جداً) في أيام 22 و23.
ويقول استنتاج كوكامي الذي نُشِر في مطلع هذا الأسبوع، إن اللقاءات الثلاثة ربما انعقدت يوم 17 أغسطس/آب أو في وقت سابق لذلك، في حين أن المقابلة التي يُزعم انعقادها في 22 أغسطس/آب، قد جرت في يوم مُختلف. ثم قام الكرملين بجدولة نشر الصور في محاولة منه لإظهار بوتين أكثر انشغالاً مما هو في الواقع.
وقد يصدم هذا العديد من الناس لا سيما باعتباره مظهراً تآمرياً في تحليل السياسات الروسية، وربما هو كذلك؛ ولكن التساؤلات قد أُثيرت بِشأن الرؤية الرسمية لجدول أعمال بوتين من قبل.
فالعديد من لقاءات الرئيس الروسي قد جرت خلف أبواب مغلقة دون حضور صحفيين، مما يجبر وسائل الإعلام على الاعتماد على رؤية الكرملين للأحداث، وفي بعض الأوقات لا يصير الجميع على يقين من أن تلك الفعاليات قد جرت بالطريقة التي يصفها الكرملين.
وفي العام الماضي؛ عندما نال بوتين إجازة غير مبررة غاب خلالها عن الظهور العلني، نشر الكرملين صوراً له بدا فيها يعقد مثل هذا اللقاءات في مقر الكرملين، ومع ذلك فقد وُجدت مُشكلة؛ ألا وهي أن الإعلام المحلي كان قد نشر بالفعل أن تلك اللقاءات قد انعقدت قبل أسبوع من رواية الكرملين.
وعلى نحو يملأه الريبة؛ تدفقت الشائعات بأن الرئيس الروسي يجري جراحة تجميلية، حتى أن البعض قد تساءل ما إذا كان قد مات.
ولا توجد هناك اقتراحات تشاؤمية في هذه المرّة.
حيث أشار كوماكي، بدلاً من ذلك، إلى تصريح جاء مؤخراً على لسان ديمتري بيسكوفي المتحدث باسم بوتين في حديث أجراه مع وكالة ريا نوفوستاي، في أواخر يونيو/تموز ، حيث قال "للأسف؛ وبصراحة أنا أنظر إلى جدول أعمال بوتين حتى 1 سبتمبر/أيلول، ولا أرى أي وقت لقضاء عطلة".
وأشار موقع Lenta.ru آنذاك إلى أن بوتين نادراً ما يقضي أجازات رسمية – وأن آخر مرّة نال فيها الرئيس إجازة كانت في 2014، عندما تسلّق المُرتفعات في سيبيريا خلال عيد ميلاده 62.
وفي عام 2015؛ وجد بوتين وقتاً لقضاء عطلة نهاية أسبوع قصيرة في سيبيريا مجدداً مع صديقه، رئيس الوزاراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washingtonpost الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.