ألم تتبادر إلى ذهنك بضعة أسئلة:
هل اخترت حياتك وتحملت مسؤولية كتابة فصولها وإخراجها ومونتاجها؟ أم اكتفيت بدور الممثل حفظته فأتقنت إلقاءه؟ هل أنت فعلا حر؟ هل تعيش بذوقك أم بذوق الآخرين؟ هل تتخذ قراراتك بنفسك؟
قارن مسارك بالآخرين ربما لن تجد فرقاً عن الكثيرين بل الأغلبية على وجه الأرض… درست في مدرسة اختارها والداك ثم التحقت بجامعة اختارها معدلك، بل وتخصصاً وجب أن يشرف بالعائلة أوليس ابن خالك دكتوراً؟ وابنة عمتك أستاذة؟.. كيف تكون أقل من هذا وتلك؟
ستتزوج من تتحقق فيها اختيارات قبلية راسخة في لا وعيك المحشو بتقاليد وخصائص اختيار العروس التي بدورها لن تفلت ضبط معايير اختيارك، ستنجب طفلة ستحبها، ولكن ستحاول إخفاء خوفك من عدم الحصول على الأسد الذي سيحافظ على استمرارية سلالتك، وبحكم تدينك الذي ورثته!! ترمي عن كاهلك الثقل، مستنجداً بالقضاء والقدر.. وأدعية ربما لن تجدي نفعاً ما دمت متواكلاً تنصاع تستسلم، فمن يسبح ضد التيار مؤكد أحمق، سينعت بالعاق، الفاشل، غريب الأطوار، العلماني أو حتى الملحد.. لم ستفكر وتختار وقد فرشوا كل شيء جاهزاً، أنها الثوابت التي وضعها أجدادك الحكماء، هل تريد تغييرها؟
فالمثل القائل: "كل بذوقك والبس بذوق الناس" طغى وتفاقم حتى صار: افعل كل شيء على ذوق الناس، فذوق الناس يحدد دراستك وعملك ومن تتزوج، ومتى تنجب طفلك الأول، ومتى تنجب الثاني، وكم تنجب، ماذا تشتري، وما لا تشتري، من تصادق، ومن تعادي، ومن تزور ومن تقاطع، ما تؤمن به وما لا تؤمن به.. إلخ، والآن يمكنك أن ترتاح!!
فأنت ميت.. أرح نفسك، تنفس بعمق، فكر قليلاً فيما تريد.. ارضِ ربك ثم ارضِ نفسك، ولا تفكر في رضا الناس، وغير حالك من مخافة الناس إلى مخافة الله، واعلم أن القدر مضاد حيوي لمواجهة الفشل، تقبل الشر، وباعتقاد إيجابي بأن تجربتك وتحكيم عقلك قد يقودك للنجاح أو نقيضه، لكن اليقين أنه سيقودك لكسب حقيقة نفسك، أنك إنسان مفضل بالعقل، يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ).
انتقل لمحطة أخرى في قطار حياتك، محطة تثيرك وتغدق عليك بالأسئلة، تحرجك بالتحديات، فتلبي رغبات نفسك بالجنون والتهور والحلم والخطأ والحكمة، فتعيش حياة كثيرة لم تكن تتسع لها عباءة الممثل الذي كنت.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.