هنالك حقيقة بسيطة واحدة لا تتغير في حرب سوريا "الأهلية"، ألا وهي أنها عصية الحل عنيدة أمام كل محاولة.
فرغم تعدد الحملات الهجومية ومؤتمرات السلام والتدخلات الأجنبية التي آخرها الغارة التركية على بلدة حدودية، يظهر أن المؤشر الوحيد الذي تتحرك إبرته هو مؤشر معاناة السوريين الذي لا يتحرك إلا في اتجاه واحد: نحو الأسوأ، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة New York Times الأميركية.
تكشف الأبحاث الأكاديمية في مجال الحروب والصراعات الأهلية أسباب ديمومة هذه الحرب إن أخذنا كل تلك الدراسات سوياً بعين الاعتبار. ففي المتوسط باتت حروب من هذا النوع تدوم عقداً من الزمان، أي ضعف فترة الحرب السورية حتى يومنا هذا. لكن ثمة عوامل من شأنها إطالة هذه الحروب وزيادة درجة عنفها وتعقيدها فيستعصي إنهاؤها أكثر فأكثر. ونظرياً جميع هذه العوامل موجودة في سوريا.
التدخّلات الأجنبية
كثير من هذه العوامل مرجعه إلى التدخلات الأجنبية التي كان القصد من ورائها إنهاء الحرب بيد أنها بدلاً من ذلك أغرقت البلاد في المستنقع وأوصلتها إلى درب مسدود لا يزيد في العنف إلا ضراوة بينما توصد جميع أبواب السلام وتسد.
أضف إلى ذلك أن المعركة الحاصلة هي متعددة الأطراف لا حربُ طرفين اثنين، ما يعيق انتهاء الحرب وتوصّلَها إلى حل.
وعندما طرحت النيويورك تايمز سؤالاً عن وجود أية صراعات وحروب تاريخية مشابهة لحرب سوريا في دينامياتها وتفاعلاتها على الأستاذة باربرا والتر من جامعة سان دييغو الأميركية الخبيرة في مجال الحروب الأهلية أطرقت هنيهة ثم فكرت ببضعة احتمالات، ثم هزت رأسها في استسلام. لا حرب تشبه الحرب السورية في التاريخ كله.
"إنها حقاً وفعلاً حالة عويصة" تقول والتر.
حربٌ لا تعرف الكلل
جرت العادة في معظم الحروب الأهلية أن تنتهي بخسارة أحد الطرفين إما بالهزيمة العسكرية، وإما باستنزاف واستهلاك كافة أسلحته، وإما بخسارته للدعم الشعبي ما يجبره على الاستسلام. حوالي ربع الحروب الأهلية انتهت باتفاقيات سلام لأن الطرفين عادة يصيبهما الإنهاك.
كان من الممكن أن يحدث ذلك في سوريا، فالطرفان الأساسيان في النزاع (أي الحكومة ومقاتلو المعارضة حينما بدأا حربهما عام 2011) كلاهما منهك ولا سبيل لهما لمتابعة القتال وحدهما دون مساعدة.
لكن المصيبة أنهما ليسا وحدهما، بل يقف وراء كل طرفٍ فريقُ دعم من القوى الأجنبية يضم الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية والآن تركيا؛ تدخلات جميع هذه الدول عطلت سير قواعد وقوانين الطبيعة. غابت القوى التي عادت ما تبطئ وتعطل سير الصراع، ما أدى إلى استمرار الصراع لأطول من المعتاد.
قوى النظام والمعارضة مدعومة من الخارج بالإمدادات، أي أن عتادها لا ينفد. كذلك يستمد الطرفان دعمهما السياسي من حكومات أجنبية ليست متضررة من الحرب تضرراً مباشراً ولا تشعر بكلفتها الباهظة إلا عندما يحاول بعض الأشخاص محلياً الحث على إجراء محادثات سلام لإنهاء معاناتهم وألمهم. وهذه التكلفة المادية والبشرية سهلة جداً على القوى الأجنبية الغنية التي تطيق تحملها بكل يسر.
من هنا وجد جيمس فيرون الأستاذ في جامعة ستانفورد المتخصص في الحروب الأهلية أن دراسات كثيرة خلصت إلى أنك "إن كان لديك تدخل خارجي على كلا الجانبين فستستمر الفترة أطول بكثير".
كذلك على خط المعارك البرية توجد الميليشيات الكردية المدعومة أجنبياً وقوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) التي لا تملك هذا الدعم. لكن طرفي النزاع الأصليين الموالي للحكومة والمعارض لها يركزان الهجوم على بعضهما البعض، ما يجعل من قتالهما ومن أطرافهما الداعمة محورَ الحرب المركزي.
لا رابح ولا خاسر
الأطراف الخارجية الداعمة لا تعطل آليات السلام فحسب، بل تعزز لدى كل طرف آليات الثبات على موقفه والإصرار على المضي قدماً في القتال، فيتعقد الطريق المسدود أكثر لأن الميزان لا ترجح كفته لأي من الطرفين.
فكلما تعرّض أحد الطرفين لخسارة على أرضه عاجله داعموه الأجانب بمزيد من التدخل لصالحه بإرسال المدد والدعم الجوي كي لا يخسر ويميل عليه الميزان؛ ثم يحقق ذلك الطرف بضعة أرباح، فيلتفت الطرف الآخر إلى وكلائه الداعمين الأجانب بدوره طلباً للعون وزيادة في الإمدادات. كلما طلب أحدهم عوناً جاءه الدعم أقوى من ذي قبل، ما يزيد من عجلة آلة القتل لكن من دون أي تغيير في ميزان القوى الأساسي.
قصة سوريا من البداية
وهذه هي قصة سوريا من البداية. في نهاية عام 2012 عندما مني الجيش السوري ببعض الخسائر تدخلت إيران لصالحه، ثم مع بداية 2013 انقلب الميزان لصالح قوات النظام، فجاء المعارضةَ الدعمُ من دول الخليج التي أغدقت عليهم الدعم، ثم بعد مرور الوقت دخلت الولايات المتحدة وروسيا في المعمعمة هي الأخرى، حسبما ذكر تقرير نيويورك تايمز.
إن هذه القوى الأجنبية على درجة من القوة لكي تتكيف مع كل تصعيد تقريباً، فليس بمقدور أي منها تحقيق نصر كاسح على الأخرى لأن الطرف الآخر مقتدر على الرد دائماً، ولهذا السبب لا تنتهي الحلقة المفرغة، فحتى التذبذبات الطبيعية في خطوط المعركة تخلق مقدمات لمعارك جديدة.
فالعام الماضي مثلاً دعمت أميركا أكراد سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لكن مع تنامي قوة الأكراد قلقت تركيا التي تحارب مسلحيها الأكراد داخلياً. هذا الأسبوع تدخلت تركيا لتسيطر على مدينة جرابلس السورية بدعم أميركي والسبب في ذلك جزئياً هو لمنع وقوعها بأيدي الأكراد (وقد دعمت أميركا هذا الجهد وكأن التحالفات الحالية لا يكفيها التعقيد الذي فيها!)
تقول الأستاذة والتر "نظن أن هذا أسوأ ما يمكن أن تصل إليه الأمور، لكن لا فالأمور قد تسوأ أكثر من ذلك بكثير."
هيكلية الحروب تسمح باقتراف الفظاعات
وقد شهدت سوريا مجازر مدنية متكررة على كل الأطراف مدفوعة ليس بدافع الحقد فقط بل بشيء أكبر من ذلك: الحوافز الهيكلية.
ففي معظم الحروب الأهلية تعتمد قوات القتال على الدعم الشعبي لنجاحها. إن هذه "الـمنطقة البشرية" كما يسميها خبراء مكافحة التسلح تمنح كافة الأطراف دافعاً كي تحمي المدنيين وتقلل من الفظاعات المرتكبة، وهو ما حسم الأمور في أحيان كثيرة.
لكن في حروب كحرب سوريا التي يعتمد فيه النظام ومعارضته على الدعم الأجنبي فالعكس تماماً هو الحاصل وفق ما يراه علماء وخبراء السياسة ريد وود من جامعة أريزونا الحكومية و جيكوب كاثمان من جامعة نيويورك الحكومية في بوفالو SUNY وستيفن جينت من جامعة كارولاينا الشمالية.
فلأن مقاتلي سوريا يعتمدون على الداعمين الأجانب بدلاً من السكان المحليين لذا ليست لديهم أية حوافز لحماية المدنيين. والواقع أن هذه الدينامية هي التي تحول السكان المحليين إلى تهديد محتمل بدلاً من أن يكونوا مصدراً ضرورياً للقوة البشرية.
فقد وجد الخبراء الثلاثة أن هذه الحوافز تدفعهم "لاستخدام العنف الجماعي والإرهاب لتشكيل سلوك الشعب"، أي أن الصور التي نراها من أمهات وأطفال قتلى قد لا تمثل ضحايا أبرياء وقعوا في مهب الريح، بل هم أهداف مقصودة متعمدة قتلوا ليس بدافع القسوة أو التوحش بل بدافع الحساب التكتيكي بدم بارد.
الهجمات والغارات العنيفة على المدنيين التي لا ترحم شيخاً ولا طفلاً تتسبب بمخاطر على المدى القصير، لكنها تعود أيضاً بنفع كبير، فهي تخلخل سيطرة العدو أو الدعم الشعبي له، كما قد تهدئ من خطورة تهديدات محتملة، ونهب المصادر وغيرها.
حتى الآن شنت القوات الموالية للنظام هجمات على المدنيين أكثر من غيرها من الأطراف، وفقاً للصحيفة الأميركية، لكن هذا لا يعني براءة صفحة المعارضة من هجمات مشابهة على مدنيين. فالمجموعات المعارضة التي تأبى مهاجمة المدنيين تفقد مزايا ومكاسب كثيرة مقارنة بالمجموعات التي تهاجم وتكسب.
الخوف من الهزيمة يبقي على الوضع الحالي كما هو
غياب التيقن كذلك أفضى إلى هذا الطريق المسدود، فلا أحد متيقن من كيف ستبدو سوريا بعد الحرب ولا كيفية الوصول إلى هناك؟ لكن الكل يستطيع تخيل أن يؤول الوضع إلى أسوأ. هذا هو السبب في استدامة الوضع الحالي وتفضيله في أعين المحاربين لأن همهم هو الحفاظ على ما في يدهم لا المخاطرة به لتحقيق أهداف أكبر.
فكما يقول البروفيسور فيرون من ستانفورد "منع الطرف الآخر من الربح أهم من أن تحقق أنت أي ربح".
كل قوة أجنبية تفهم وتدرك أنها لا تستطيع الفوز ولكنها صراحة تخشى أن ينتصر الطرف الآخر لأن ذلك فوق طاقة احتمالها. فالسعودية وإيران مثلاً تريان في سوريا معركة ضمن نزاعهما الإقليمي على السلطة، وخسارة هذه المعركة قد يهدد أنظمتها هي، وفقاً لنيويرك تايمز.
حتى لو تأذى الجميع من حرب سوريا على المدى الطويل من الإرهاب وانعدام الاستقرار فإن مخاوف المدى القصير من الهزيمة هي ما يدفع بالجميع نحو المحافظة على هذا التعادل الأبدي في ميزان المعركة الذي لا يربحه أحد ولا يحسمه أحد.
تزيد هذا الوضعَ بشاعةً ديناميات صناعة القرار ضمن التحالفات الهشة التي تجمع عدة لاعبين لدى كل منهم أجندته وأولوياته الخاصة. وكثيراً ما يجمع هؤلاء أمر واحد يتفقون فيه ألا وهو رغبتهم في تلافي الهزيمة، وهي استراتيجية العامل المشترك الأصغر.
ثمة أسباب تدعونا لنعتقد بأن روسيا مثلاً قد ترغب بتنحي الأسد أو على الأقل في تقديمه بضعة تنازلات من أجل السلام. لكن ليس بوسع روسيا إجباره على التصرف كما تشاء هي، كذلك لا يسعها مغادرة سوريا دون التخلي عن مصالحها هناك. أما الأسد في هذه الأثناء فلعله يمني النفس بتدخل روسي أكبر يحسم النصر لصالحه، وهو ما تتمنع موسكو في إعطائه إياه.
النتيجة: يبقى الأسد في مكانه ومركزه فيما تتدخل روسيا فقط للإبقاء عليه هناك مبدئياً.
الأطراف السورية مجبولة على القتال لا الفوز
يعاني الطرفان المتحاربان من حكومة ومعارضة مسلحة من الضعف الداخلي على عدة أصعدة جعلتهما كلاهما يفضلان التعادل مهما كان هذا التعادل مريعاً بدلاً من إحراز أي نتيجة أخرى حتى لو كانت في متناول اليد.
قادة سوريا هم أغلبهم من الطائفة العلوية التي تمثل أقلية من السكان لكن في الوقت ذاته تشكل أغلبية قوات الأمن؛ وبعد سنوات من الحرب على الخطوط الديموغرافية يخشى العلويون من مجزرة عرقية إن لم يحرز الأسد نصراً كاملاً.
لكن هذا النصر الكامل يبدو غير وارد البتة والسبب في ذلك جزئياً هو مكانة أقلية العلويين التي لا تمنحهم أية شعبية ولا دعم شعبي يمكنهم من إعادة ترتيب الأمن والنظام إلا باستخدام العنف. لهذا يرى قادة سوريا أن التعادل هو أفضل طريقة لحماية العلويين اليوم حتى لو زاد ذلك الخطورة عليهم في المستقبل البعيد.
أما المعارضة السورية فتعاني ضعفاً من نوع آخر؛ فهي منقسمة متشرذمة بين عدة مجموعات، وهو عامل آخر يطيل أمد الحرب ويضائل أي أمل في انتهائها سلمياً.
نظرة فاحصة على مهام السلام الأممية منذ عام 1945 تظهر لنا أن الأمم المتحدة لم تنجح في إنهاء سوى ثلثي الحروب الأهلية ذات الطرفين، وربع الحروب الأهلية متعددة الأطراف. حرب سوريا معقدة مركبة متعددة الأطراف والأضلاع، فطيف معارضتها لوحده يضم مجموعات عديدة منها المعتدل ومنها ذو الطابع الديني ومنها الإرهابي ذو الصلة بالقاعدة وتنظيم داعش، أما القوات السورية النظامية فمعها أجانب كميليشيا حزب الله اللبنانية الشيعية، كما هنالك مقاتلون أجانب ينضمون إلى الحرب باسم الجهاد.
لكل من هذه الأطراف أهدافه الخاصة التي تضيق فسحة الأمل وتزيد الشروط على أي اتفاقية سلام ممكنة. كذلك لدى كل من الأطراف دافعه الخاص للتنافس مع بقية الأطراف والتسابق على الموارد خلال الحرب وعلى التنازلات بعدها.
لهذا تميل المعارضة متعددة الأطراف إلى الفشل، فحتى لو أطاحت بالنظام الحكومي فسينتهي بها المطاف إلى حرب ثانية بين أنفسهم.
مخاطر النصر
الطريقة الوحيدة لكسر الجمود في ميزان القوة والخروج من مأزق التعادل هي في أن يظهر أحد الطرفين على الآخر ويتفوق عليه، لكن نظراً لأن حرب سوريا استجرت أكبر قوتين عسكريتين في العالم، روسيا وأميركا، فلعل إبرة المؤشر لن تتزحزح إلا باحتلال كامل.
وفي أفضل الأحوال سيعني هذا احتلالاً مشابهاً لاحتلال أميركا للعراق أو لأفغانستان. أما أسوأ الأحوال فهو احتلال منطقة حرب ينشط فيها عدة خصوم أجانب، ما سيشعل فتيل حرب إقليمية كبرى.
لكن طريقة أخرى في إنهاء حرب كهذه قد يكون بتغيير أحد الداعمين الأجانب لسياسته الخارجية وقراره الانسحاب، ما سيسمح للطرف الآخر بتحقيق فوز سهل.
ولكن في سوريا ونظراً لأن كل طرف تدعمه عدة قوى أجنبية فإن المطلوب انسحاب كل داعمي هذا الطرف في نفس الوقت.
عقبة السلام: لا عرابين للسلام
عادة ما تنجح أو تخفق اتفاقيات السلام بسبب قضية من سيسيطر عسكرياً ومن سيتحكم بقوات الأمن. في سوريا هذا سؤال لا جواب له.
وليست القضية قضية جشع للسلطة، بل أزمة ثقة. فبعد حرب ضروس قتل فيها 400 ألف شخص يخشى المقاتلون طبعاً على حياتهم إن تمكن الطرف الآخر من إحراز قدر كبير من القوة. من جهة أخرى إن اتفاق سلام يمنح الطرفين قوة عسكرية متساوية سيشكل خطورة إمكانية العودة إلى الحرب من جديد. كذلك الوضع إن سمح للمعارضين الاحتفاظ بسلاحهم واستقلالهم، فهذا درس تلقنه العالم أجمع من ليبيا.
في الوقت ذاته لا بد من وجود قوة مسلحة تعيد الأمن وتطهر الأرض من أي تجار حرب أو ميليشيات مرتزقة تتاجر بالحرب، حسبما ترى صحيفة نيويورك تايمز.
ودرجت العادة أن تضطلع بهذا الدور منظمة أو دولة أجنبية كالأمم المتحدة كي ترسل قوات حفظ السلام، فهذه القوات تحفظ هدوء كافة الأطراف خلال عملية انتقال الدولة نحو السلام، كما أنها توفر أمناً مبدئياً يحول دون عودة أي من الطرفين إلى التسلح.
لكن من هي الدولة التي ستتطوع برجالها ومواطنيها كي يحتلوا سوريا إلى أجل غير مسمى، خاصة في ظل قصة أميركا وحكاية تجربتها في العراق؟
إن أي قوة أجنبية ستصبح هدفاً يستهدفه الجهاديون الإرهابيون، كما سيتعرض جنودها إلى غارات على مدى عام قد يكلفها خسارة مئات أو آلاف الأرواح.
الانزلاق نحو الكارثة
يقول الأستاذ فيرون بينما يعدد السيناريوهات التي يستحيل أن تنتهي بها حرب سوريا أن أفضل الأحوال سيكون إن تمكن أحد الأطراف من إبطاء إيقاع الحرب شيئاً فشيئاً حتى إحراز نصر بعيد الأمد، وبذلك تهدأ الحرب تدريجياً لتصبح "قتالاً أخف وتيرة، وهجمات إرهابية متقطعة وما إلى ذلك".
أما السيناريو الأسوأ، فهو طبعاً أسوأ بكثير.
فطبقاً لبحث أجرته والتر عام 2015 بالتعاون مع كينيث بولاك الخبير في الشرق الأوسط "عادة ما يأتي النصر العسكري في حرب أهلية على حساب تكلفة باهظة هي مستويات عنف مريعة ترتكب بحق المهزوم، تشمل سكانهم المدنيين."
وهذا قد يعود على الشرق الأوسط بصراعات جديدة حسب ما وجد الباحثان "فالمجموعات المنتصرة في حرب أهلية تحاول أحياناً أن تُعمل وتستخدم قوتها الجديدة ضد دول مجاورة، ما يفضي إلى حروب بين الدول."
هذا مطب ومنزلق لا يود أحدٌ الوقوع فيه، لكنه الاتجاه الذي يبدو أن أكثر المشاركين في حرب سوريا من أجانب ومحليين يسيرون باتجاهه. لعل أسوأ الأيام هي التي لم تأت بعد.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة New York Times الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.