القدوة الحسنة.. لمَن؟ ولماذا؟

وللقدوة أهمية قصوى تندرج في أن كل البشر في حاجة إلى شخصية إيجابية وناجحة مثمرة بأعمالها وأخلاقها على المستويين الشخصي والعملي من أجل الاستفادة من تجاربها الحياتية المليئة بالنجاح والمزدهرة دائماً، ولخلق شباب بل ومجتمع قادر على تطوير قدراته ونفسه وتجديد حياته بصفة دورية والمثابرة على العمل والاجتهاد فيه،

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/26 الساعة 02:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/26 الساعة 02:16 بتوقيت غرينتش

مما لا شك فيه أنه في بدايات حياتنا انطلاقاً من المدرسة إلى الجامعة ثم تخرجنا في الكلية التي من خلالها نبحث عن فرصة العمل المناسبة التي تكفل لنا الحياة الكريمة التي يحلم بها أي شاب أو أي إنسان بالكرة الارضية، أن يخطر بفكرنا سؤال ملح ومتكرر في الكثير من المناسبات باختلاف الزمان والمكان، يحتاج للإجابة، وهو من يمثل لك القدوة الحسنة لتفتخر أنه قدوتك المثالية لتقتدي وتتأثر بأفعاله وتصرفاته وأحياناً أقواله؟ ولماذا؟

مفهوم القدوة

ولكن قبل أي شيء لا بد أن تعرف مفهوم القدوة؟ وأهميتها؟ وكيف تكون قدوة للآخرين؟ ونماذج منها؟
فالقدوة هي: تقليد المقتدي للمقتدى به (الشخصية القدوة) في تصرفاته وأفعاله وأقواله على أن يكون للمقتدي حرية الاختيار وإرادة كاملة بدون ضغط عليه من أحد، وعلى اقتناع تام من الشخص الذي اختاره قدوة لذاته.

وعند اختيارك لصفات الشخصية ذات القدوة الحسنة لا بد أن تتوافر فيها الأخلاق الفاضلة من دين وفكر وعلم.

أهمية القدوة

وللقدوة أهمية قصوى تندرج في أن كل البشر في حاجة إلى شخصية إيجابية وناجحة مثمرة بأعمالها وأخلاقها على المستويين الشخصي والعملي من أجل الاستفادة من تجاربها الحياتية المليئة بالنجاح والمزدهرة دائماً، ولخلق شباب بل ومجتمع قادر على تطوير قدراته ونفسه وتجديد حياته بصفة دورية والمثابرة على العمل والاجتهاد فيه، بعيداً عن الصفات السلبية والمثبطة للعزيمة التي تؤدي للفشل والانهيار.

لذا بإمكانك أن تصبح شخصاً قدوة وتؤثر في الآخرين من خلال تتبعك للخير دائماً، وابتعادك عن الشر، حيث توزع القدوة لثلاث درجات، وهي: الخير – الرحمة – الحب، بالإضافة إلى طموحك الذي هو سر نجاحك في الحياة، فمع المثابرة والاجتهاد في العمل والصفات السالف ذكرها يتحقق مفهوم القدوة، ولذا احرص على أن تكون المرآة المضيئة التي يتأثر بها الآخرون نتيجة لنجاحك وسلوكياتك الجيدة، وليس لفشلك أو فسادك.

لذا أوجه رسالتي للأسرة في كل بقاع الأرض بتوعية أبنائهم المراهقين خاصة، والشباب عامة، لأنه من المؤسف أن نرى في القرن21 بعض الشباب متأثرين بشخصيات فاسدة لا تحمل الصفات التي تحدثنا عنها مسبقاً، وبالتالي على أولياء الأمور أن تتضافر جهودهم من أجل خلق جيل واعٍ ومثقف ملتزم بمكارم الأخلاق كالصدق والإحسان إلى الناس ومساعدتهم، فكل تلك الأمور تؤثر على الطفل منذ نشأته.

النماذج العظيمة للقدوة الحسنة

ولقد حثنا الإسلام على الاقتداء برسولنا الكريم (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم)، قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)، فهو القدوة الحسنة للمسلمين في شتى حياتهم، حيث التأثر بالنبي يدخل المسلم الجنة وينال رضا الله، والتأثر بغير النبي ومخالفة تعاليمه لا يحصد منهما إلا الخسارة في الدنيا والآخرة.

والشخصية الأولى في تاريخ البشرية ذات القدوة الحسنة (رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم)، حيث كان الرسول يتمتع بالصفات التالية: القائد الناجح للناس في السلم والحرب، والقاضي العادل، والمرشد الحكيم، وكان يتصف بالأخلاق الحميدة كالصدق والوفاء بالعهود والابتعاد عن الأمور المنكرة والخاطئة، كما كان الرسول يلتزم بالعبادات، ولا يقصر في أي منها، فكان لكل شيء وقته.

وهناك نماذج أخرى كالصحابة الكرام، ومنهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم جميعاً.

والآن سأتطرق للحديث عن الشخصيات ذات القدوة الحسنة بالنسبة لذاتي، ولكل من خلق في هذا الكوكب، وهم أهلي (أبي وأمي) الدرع الواقية في الحياة، والعمود الفقري، والبنية التحتية؛ حيث هم من قاموا بتربيتي على أكمل وجه، كما علموني وسهروا الليالي من أجلي، حتى أكون ذات شأن في هذه الحياة التي أعيشها وأتنفس منها الهواء الطلق، فمن دونهم ما كنت سأظهر في هذا الزمان.

ومن ناحية أخرى، سأتحدث عن شخصيات بارزة ومتميزة في المجتمع من خلال معرفتي بهم، بداية من الروائية الصحفية عبير المعداوي رئيس مؤسسة وجريدة كاسل جورنال، والإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، مدير معهد الأهرام سابقاً ومؤسس مبادرة ميديا توبيا لشباب الإعلاميين، إذ إنني قد تأثرت بهما كثيراً، نظراً لكونهما من الشخصيات الناجحة والمتفوقة، وسيرتهم الذاتية مليئة بثمار النجاح.

مؤسسات إعلامية لخدمة المجتمع

وعن صحيفة كاسل التي تترأس مجلس إدارتها وتحريرها الأديبة عبير المعداوي فهي صحيفة إلكترونية يومية وورقية شهرية هدفها تمثيل كل صوت حر إلى العالم عبر اهتمامها بالأخبار الحصرية والثقافة العالمية، والأدب العالمي القديم، بالإضافة إلى نشر رسالتها في الحب والسلام والتسامح وحقوق الإنسان والطبيعة والجمال والحق، بينما مبادرة ميديا توبيا برئاسة الدكتور محمد سعيد، فهي تهدف إلى خلق جيل من الإعلاميين المتفوقين مهنياً والملتزمين أخلاقياً، حيث ميثاق عملهم يتطرق إلى تحلي الإعلامي بالموضوعية، والمسؤولية، والجرأة، والإنصاف، والتوزان، والتواضع، والانضباط، والطموح، والأمل الذي هو بمثابة سر نجاح أي مبادرة على الإطلاق.

التأكيد على اختيار شخصيات متفوقة من أجل تطوير أنفسكم

ولذا بعد كل هذه السطور، فالحق يقال إن (فاقد الشيء لا يعطيه)، ولذلك يجب الحرص على اكتساب مهاراتكم وخبراتكم من أناس ذات قيمة حقيقية، وليست وهمية، من أجل رفع شأنكم، ووصولكم للقمة في المستقبل؛ لذا ينبغي علينا أعزائي القراء أن يكون لديكم قدوة حسنة تقتدون بها من أجل تطوير أنفسكم واكتساب الخبرات الحياتية من الشخصيات الجديرة بالاحترام والثناء في عملها التي تؤثر علينا إيجابياً من أجل خلق بيئة صالحة مثمرة وناجحة، ومجتمع متقدم متطور حريص على التغيير والتطوير من نفسه دائما.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد