“أبل” وجوجل”.. وسباق الطاقة البديلة

هل فكرت يوماً أنك ستشتري الطاقة الكهربائية لمنزلك من "أبل"؟ أم هل تخيلت أن "جوجل" تقوم بإنارة شارعكم ومدرستكم؟ معظمنا -إن لم يكن كلنا- لم يتخيل هذا الأمر، ولكن سباق العلم والتنافس التكنولوجي ليس له نهاية ولا حدود فاصلة، فما هو من مسلمات حياتنا اليوم، كان قبل عقد من الزمان فقط ضرباً من الخيال!

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/26 الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/26 الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش

هل فكرت يوماً أنك ستشتري الطاقة الكهربائية لمنزلك من "أبل"؟ أم هل تخيلت أن "جوجل" تقوم بإنارة شارعكم ومدرستكم؟
معظمنا -إن لم يكن كلنا- لم يتخيل هذا الأمر، ولكن سباق العلم والتنافس التكنولوجي ليس له نهاية ولا حدود فاصلة، فما هو من مسلمات حياتنا اليوم، كان قبل عقد من الزمان فقط ضرباً من الخيال!

في يونيو/حزيران 2016 تقدمت شركة "أبل" وعبر جناحها "أبل للطاقة" بطلب للإدارة الفيدرالية للسماح لها ببيع الطاقة التي تنتجها للشبكة الفيدرالية، يأتي هذا الطلب بعد عامين من إعلان شركة "أبل" أن جميع عملياتها ومكاتبها ومتاجرها وحتى مراكز بياناتها العملاقة تعمل بمصادر طاقة نظيفة بنسبة 100%، ومع التحفظ على هذا هذه النسبة، فإن الاهتمام الكبير من قِبل عملاق التكنولوجيا لدخول هذا المجال جدير بالتأمل.

في فبراير/شباط من العام الماضي أعلنت "أبل" عن توقيع اتفاقية بقيمة 850 مليون دولار وعلى مدى 25 سنة لتزويد مكتبها الرئيسي ومحلاتها ومراكز البيانات التابعة لها، لتزويدها بالكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في مشروع تبلغ سعته 130 ميغاوات، أي ما يعادل تزويد 60 ألف منزل في كاليفورنيا بالطاقة، وفي هذا العام تتقدم "أبل" خطوة أخرى للأمام لتطلب التصريح للسماح لها بتزويد الشبكة الفيدرالية بالطاقة الفائضة عن حاجتها، مما يعني أن شركة "أبل للطاقة" بدأت التنافس في مجال إنتاج وتوزيع الطاقة، وليس فقط شراء الطاقة النظيفة لعملياتها.

ما الذي يدفع شركة التكنولوجيا للاتجاه لإنتاج الطاقة النظيفة؟

لعل أولى الإجابات على هذا التساؤل هي رغبة الشركة في تقليل بصمتها الكربونية (وهي إجمالي الانبعاثات الناجمة عن عمليات المؤسسات أو الأفراد، وغالباً ما تقاس بكمية غاز ثاني أكسيد الكربون؛ لذا تسمى بالبصمة الكربونية)، وفي العالم اليوم؛ حيث تحتل قضية التغير المناخي حيزاً غير مسبوق من الاهتمام، تسعى "أبل" وغيرها من الشركات العالمية إلى إظهار سبقها في هذا الميدان، ولا شك أن القوانين المحلية الأميركية تفرض شيئاً من القيود والالتزامات عليها في هذا الاتجاه.

السبب المهم الآخر، هو الرؤية الشخصية العميقة للمدير التنفيذي لأبل (تيم كوك)، المهتم -بل والمتبني- لقضية التغير المناخي، الذي صرح أكثر من مرة (بأننا نعيش زمناً أصبح التغير المناخي فيه حقيقة، وعصر الأقوال قد انتهى، ونحن نعيش في زمن الأفعال)، وبلغ من الإصرار والقوة في تبني هذه الرؤية البيئة، لدرجة أن رد على المساهمين في "أبل" ممن همهم الربح المادي فقط، والذين يرون أن مبادرات "أبل" في مجال الطاقة الشمسية تأكل أرباحهم ولا تحقق لهم المطلوب، فيصرخ فيهم تيم كوك قائلاً: (من يهمه العائد المادي فقط فأنصحه بالخروج من المساهمة في أبل!!).

جوجل تزيح انبعاثات مليون مركبة

في يونيو/حزيران الماضي أعلنت جوجل عن توقيع اتفاقية شراء طاقة من حدائق طاقة الرياح في كل من السويد والنرويج بسعة 236 ميغاوات، وبالتحديد فإننا نتحدث عن 50 طاحونة رياح في النرويج، و22 طاحونة في السويد تدور لتزويد مراكز البيانات العملاقة Data centres التابعة لشركة جوجل بالطاقة، حيث تضاف هذه الصفقة إلى جهود جوجل التي بدأتها في 2010 للوصول إلى تزويد جميع عملياتها بالطاقة النظيفة بنسبة 100%، وحتى اليوم بلغ إجمالي السعة المنتجة للطاقة من الرياح لشركة جوجل 2500 ميغاوات منتشرة في مواقع مختلفة من العالم، أي ما يعادل إزالة انبعاثات مليون مركبة من الطريق.

نماذج أخرى من هذا السباق، من مايكروسوفت التي وقعت لشراء سعة 285 ميغاوات من طاقة الرياح، وأمازون توقع مثيلتها لشراء 150 ميغاوات من طاقة الرياح كذلك، أما عملاق الأثاث السويدي (ايكيا) فأعلن عن خطته للوصول إلى نسبة 100% من الطاقة النظيفة لعملياته حول العالم بحلول عام 2020م.

إذاً السباق على أشده بين الشركات العملاقة عموماً وعمالقة التكنولوجيا خصوصاً للمنافسة بقوة في سوق الطاقة البديلة، الأمر الذي وبكل تأكيد لن يتوقف عند توقيع اتفاقيات بملايين الدولارات لتزويد المصانع ومراكز البيانات بالطاقة النظيفة، بل على الأغلب سيتعداه لابتكار حلول وتقنيات جديدة للطاقة البديلة، ومن يدري فقد يكون المنتج الجديد الذي سنقوم بشرائه من متجر "أبل" هو خلايا طاقة شمسية من ابتكار "أبل"!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد