قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية، الخميس 25 أغسطس/آب 2016، إن قواتها التي شاركت في عملية لاستعادة مدينة منبج من تنظيم الدولة الإسلامية عادت لقواعدها -شرق نهر الفرات- بعد انتهاء العملية بنجاح، في الوقت الذي دفعت فيه تركيا بمزيد من آلياتها اتجاه مدينة جرابلس السورية.
وحدات حماية الشعب ذكرت في بيان لها "إننا في القيادة العامة لوحدات حماية الشعب نعلن أن قواتنا أنهت مهامها بنجاح في حملة تحرير منبج وعادت إلى قواعدها بعد أن سلمت القيادة العسكرية لمجلس منبج العسكري و كذلك جميع نقاطها العسكرية وكما سلمت الإدارة المدنية للمجلس المدني في منبج في 15 أغسطس آب 2016 و ببيان رسمي".
وكان متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، أعلن أن تحالف قوات سوريا الديمقراطية الجناح المسلح لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي (PYD) انسحب عبر نهر الفرات للاستعداد "لتحرير في نهاية المطاف" للرقة الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية.
وزير الدفاع التركي فكري ايشيك كان قد أعلن في وقت سابق الخميس أن تركيا "لها كل الحق في التدخل" في حال لم تنسحب الوحدات الكردية سريعا الى شرق الفرات، بعيدا عن الحدود التركية السورية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية
وقال ايشيك في هذه التصريحات لشبكة "ان تي في" انه "في الوقت الحالي، لم ينسحبوا ونتابع بانتباه كبير هذه العملية. هذا الانسحاب مهم بالنسبة الينا".
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تحركت إلى الغرب من نهر الفرات في إطار عملية مدعومة من الولايات المتحدة لانتزاع السيطرة على مدينة منبج من الدولة الإسلامية. وطالبت تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية -وهي عنصر أساسي في قوات سوريا الديمقراطية- بالعودة للضفة الشرقية من النهر.
تعزيزات تركية
في السياق نفسه قال شهود إن 9 دبابات تركية أخرى على الأقل دخلت شمال سوريا في إطار عملية تستهدف إخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة الحدودية المحيطة ببلدة جرابلس ومنع المقاتلين الأكراد من السيطرة على المنطقة.
وذكر مسؤول تركي كبير أن هناك الآن أكثر من 20 دبابة تركية داخل سوريا وأنه سيتم إرسال دبابات إضافية ومعدات تشييد إن تطلب الأمر.
وقال المسؤول "نحتاج معدات التشييد لفتح طرق… وربما نحتاج المزيد في الأيام القادمة. لدينا أيضاً حاملات جند مدرعة يمكن استخدامها على الجانب السوري. وقد نستخدمها حسب الحاجة."
ويأتي نشر الدبابات التركية في إطار "عملية درع الفرات" التي دخل بموجبها مقاتلون من المعارضة السورية تدعمهم قوات خاصة ودبابات وطائرات من تركيا جرابلس وهي من آخر معاقل الدولة الإسلامية على الحدود التركية-السورية. وهو أول توغل تركي كبير بدعم من الولايات المتحدة في سوريا.
ودوى صوت إطلاق النيران القادم من تلة على الجانب التركي من الحدود ويطل على جرابلس في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس وتصاعد عمود من الدخان الأسود فوق المدينة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الأربعاء إن الدولة الإسلامية طردت من جرابلس التي يسيطر عليها الآن مقاتلو المعارضة السورية من العرب والتركمان. وأضاف أن العملية تستهدف الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية السورية أيضا التي أقلق تركيا ما حققته من مكاسب في شمال سوريا.
وترى أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا للمسلحين الأكراد الذين حاربوها على مدى 3 عقود على أراضيها بما يضعها في موقف مخالف لموقف واشنطن التي ترى الوحدات كحليف لها في الحرب على الدولة الإسلامية.
وصرحت مصادر بوزارة الخارجية التركية بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الخميس بأن وحدات حماية الشعب الكردية السورية تتراجع إلى شرق نهر الفرات الذي يعد خطا أحمر بالنسبة لتركيا.
وقالت المصادر إن الوزيرين أكدا في اتصال هاتفي أن قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا سيستمر في نفس الوقت.
وخلال زيارة إلى تركيا أمس الأربعاء حاول نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تهدئة المخاوف التركية بشأن المكاسب الكردية على الأرض في سوريا.
وقال بايدن إن سوريا يجب أن تبقى موحدة ولا يجب أن يكون هناك كيان كردي منفصل في شمال سوريا. وأضاف بايدن أن المقاتلين الأكراد في سوريا لن يتلقوا دعما أمريكيا إذا لم ينسحبوا إلى شرق نهر الفرات كما وعدوا.